(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=22قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=25قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=26قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ) . أقام الله تعالى الحجج القيمة على
بني إسرائيل ، وأثبت لهم رسالة نبيه
محمد صلى الله عليه وسلم حتى فيما أوحاه إليه بشأنهم وشأن كتبهم وأنبيائهم من البشارات وأخبار الغيب وتحريف الكتب ونسيان حظ منها ، ونحو ذلك من الآيات الدالة على صدقه وكون
[ ص: 266 ] ما جاء به من عند الله تعالى هو من جنس ما جاء به أنبياؤهم ، إلا أنه أكمل منه على سنة الترقي في البشر ، وأيد ذلك بدحض شبهاتهم وإبطال دعاويهم ، وبيان مناشئ غرورهم ، ثم لما لم يزدهم ذلك كله إلا كفرا وعنادا بين الله تعالى في هذه الآيات واقعة من وقائعهم مع
موسى عليه الصلاة والسلام ، الذي أخرجهم الله على يديه من الرق والعبودية واضطهاد
المصريين لهم إلى الحرية والاستقلال وملك أمرهم ، وكونهم على هذا كله كانوا يخالفونه ويعاندونه ، حتى فيما يدعوهم إليه من العمل الذي تتم به النعمة عليهم في دنياهم التي هي أكبر همهم ; ليعلم الرسول بهذا أن مكابرة الحق ومعاندة الرسل خلق من أخلاقهم الموروثة عن سلفهم ، فيكون ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم ومزيد عرفان بطبائع الأمم وسنن الاجتماع البشري ، وبهذا يظهر حسن نظم الكلام ، ووجه اتصال لاحقه بسابقه ، قال عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28976_32416_32419وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) أي واذكر ، أيها الرسول ،
لبني إسرائيل وسائر الناس الذين تبلغهم دعوة القرآن ; إذ قال
موسى لقومه ، بعد أن أنقذهم من ظلم
فرعون وقومه ، وأخرجهم من أرض العبودية : اذكروا نعمة الله عليكم بالشكر له والطاعة ; لأن ذلك يوجب المزيد ، وتركه يوجب المؤاخذة والعذاب الشديد ، ولفظ " نعمة " يفيد العموم بإضافته إلى اسم الله تعالى ، وقد بين لهم
موسى مراده بهذا العموم بذكر ثلاثة أشياء كانت حاصلة بالفعل بعد نعمة إنقاذهم من
المصريين ، التي هي بمعنى النفي والسلب . وهذه الأشياء الحاصلة المشهودة هي أعظم أركان النعم ومجامعها التي يندرج فيها ما لا يحصى من الجزئيات الدينية والدنيوية ، وهاك بيانها : ( الأول ) - وهو أشرفها - : جعل كثير من الأنبياء فيهم ، وهذا يصدق بوجود المبلغ لذلك ، ووجود أخيه
هارون ومن كان قبلهما ، عليهم السلام ، وتشعر العبارة مع ذلك بأن النعمة أوسع ، وأن عدد هؤلاء الأنبياء كثير ، أو سيكون كثيرا ، بناء على أن المراد بالجعل بيان الشأن لا مجرد الحصول بالفعل في الزمنين الماضي والحال ، وقيل : كان عدد الأنبياء فيهم كثيرا في عهد
موسى ، حتى حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير أن السبعين الذين اختارهم
موسى ليصعدوا معه الجبل إذ يصعده لمناجاة الله تعالى ، صاروا كلهم أنبياء ، والمشهور من معنى النبوة عند أهل الكتاب الإخبار ببعض الأمور الغيبية التي تقع في المستقبل بوحي أو إلهام من الله عز وجل ، وكان جميع أنبياء
بنى إسرائيل من بعد
موسى مؤيدين للتوراة ، عاملين وحاكمين بها ، حتى
المسيح ، عليهم السلام ،
وللنصارى تحكم في إثبات النبوة ونفيها عمن شاءوا من أنبياء
بني إسرائيل ، حتى إنهم لا يعدون
سليمان بن داود نبيا ! ! بل حكيما ; أي فيلسوفا
[ ص: 267 ] على أن كتبه هي أعلى كتبهم المقدسة علما وحكمة ; فهي أعلى من حكم الأناجيل التي عندهم ، وقد كان هذا مما ينتقده عامتهم على رؤساء كنيستهم ، حتى قال أحد الأذكياء
اللبنانيين : إن الكنيسة لم تعترف بنبوة
سليمان ; ليكون منتهى مبالغة المعجبين بحكمه وأمثاله من أهل الفهم أن يرفعوه إلى مرتبة النبوة ، فيبقى دون
المسيح ، وإن رؤساء الكنيسة كانوا يخشون أن يقول الناس : إنه أحق من
المسيح بالألوهية إذا هم اعترفوا له بالنبوة ، أما علماء المسلمين الذين تكلموا في
nindex.php?page=treesubj&link=29638المفاضلة بين الأنبياء ، فقد فضلوا
المسيح على
سليمان ، فهو عندهم في المرتبة الرابعة بعد
محمد وإبراهيم وموسى ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وقد تقدم القول في المفاضلة في أواخر تفسير سورة النساء .
( الثاني ) : جعلهم ملوكا ، لولا ما ورد في التفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لكانت هذه النعمة موضع اشتباه عند المتأخرين الضعفاء في فهم العربية ; لأن
بنى إسرائيل لم يكن فيهم ملوك على عهد
موسى ؛ وإنما كان أول ملوكهم بالمعنى العرفي لكلمة ملك وملوك
شاول بن قيس ، ثم
داود الذي جمع بين النبوة والملك ، وإن من يفهم العربية حق الفهم يجزم بأنه ليس المراد أنه جعل أولئك المخاطبين رؤساء للأمم والشعوب يسوسونها ويحكمون بينها ، ولا أنه جعل بعضهم ملوكا ; لأنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وجعلكم ملوكا ) ولم يقل : وجعل فيكم ملوكا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20جعل فيكم أنبياء ) فظاهر هذه العبارة أنهم كلهم صاروا ملوكا ، وإن أريد بـ " كل " المجموع لا الجميع ; أي إن معظم رجال الشعب صاروا ملوكا ، بعد أن كانوا كلهم عبيدا للقبط ، بل معنى الملك هنا الحر المالك لأمر نفسه وتدبير أمر أهله ، فهو تعظيم لنعمة الحرية والاستقلال بعد ذلك الرق والاستعباد ، يدل على ذلك التفسير المأثور ; ففي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مرفوعا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم : "
كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم ودابة وامرأة كتب ملكا " ، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : "
من كان له بيت وخادم فهو ملك " رواه
أبو داود في مراسيله ، تفسيرا للآية بلفظ " زوجة ومسكن وخادم " ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير مثله عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعن
مجاهد وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رواية أخرى ستأتي بنصها ، وقد صححوا سندها ، والمرفوع ضعيف السند ، والمعنى الجامع لهذه الأقوال أن المراد بالملك هنا : الاستقلال الذاتي ، والتمتع بنحو ما يتمتع به الملوك من الراحة والحرية في التصرف وسياسة البيوت ، وهو مجاز تستعمله العرب إلى اليوم في جميع ما عرفنا من بلادهم ، يقولون لمن كان مهنئا في معيشته ، مالكا لمسكنه ، مخدوما مع أهله ، فلان ملك ، أو ملك زمانه ; أي يعيش عيشة الملوك ، وترى مثل هذا الاستعمال المجازي في رؤيا
يوحنا ، قال : ( 1 : 6 وجعلنا ملوكا وكهنة ) .
وذهب بعض المفسرين إلى أن المعنى أنه جعلهم ملوكا بالقوة والاستعداد بما آتاهم
[ ص: 268 ] من الحرية والاستقلال وشريعة التوراة العادلة التي يرتقون بها في مراقي الاجتماع ، وهو بشارة بأنه سيكون منهم ملوك بالفعل ; لأن ما استعدت له الأمة من ذلك في مجموعها لا بد أن يظهر أثره بعد ذلك في بعض أفرادها ، وهذا المعنى لا يعارض ما قبله ، بل يجامعه ويتفق معه ، فإن تلك المعيشة المنزلية الراضية هي الأصل في الاستعداد لهذه العيشة الثانية ، عيشة الملك والسلطة ، فإن الشعوب التي يفسد فيها نظام المعيشة المنزلية لا تكون أمما عزيزة قوية ; فهي إذا كان لها ملك تضيعه ، فكيف تكون أهلا لتأسيس ملك جديد ؟ ! فليعتبر المسلمون بهذا ، ولينظروا أين هم من العيشة الأهلية التي وصفناها .
( الأمر الثالث ) :
nindex.php?page=treesubj&link=32419إيتاؤهم ما لم يؤت أحد من العالمين ; أي عالمي زمانهم وشعوبه التي كانت مستعبدة للملوك العتاة الطغاة ; كالقبط والبابليين ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي وابنا جرير والمنذر ، والحاكم وصححه ،
والبيهقي في شعب الإيمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ) قال : المرأة والخادم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) قال : الذين هم بين ظهرانيهم يومئذ ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق
مجاهد عنه في الأخير أنه المن والسلوى ، وروى هو
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد هذا المعنى مع زيادة الغمام الذي ظللهم في التيه ، وزاد بعضهم الحجر الذي انبجست منه العيون بعدد أسباطهم ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وقد تقدم تفسير هذه الخصائص في سورة البقرة ، فيراجع في الجزء الأول من التفسير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=22قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=25قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=26قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) . أَقَامَ اللَّهُ تَعَالَى الْحُجَجَ الْقَيِّمَةَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَأَثْبَتَ لَهُمْ رِسَالَةَ نَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فِيمَا أَوْحَاهُ إِلَيْهِ بِشَأْنِهِمْ وَشَأْنِ كُتُبِهِمْ وَأَنْبِيَائِهِمْ مِنَ الْبِشَارَاتِ وَأَخْبَارِ الْغَيْبِ وَتَحْرِيفِ الْكُتُبِ وَنِسْيَانِ حَظٍّ مِنْهَا ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ وَكَوْنِ
[ ص: 266 ] مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ مِنْ جِنْسِ مَا جَاءَ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ ، إِلَّا أَنَّهُ أَكْمَلُ مِنْهُ عَلَى سُنَّةِ التَّرَقِّي فِي الْبَشَرِ ، وَأَيَّدَ ذَلِكَ بِدَحْضِ شُبُهَاتِهِمْ وَإِبْطَالِ دَعَاوِيهِمْ ، وَبَيَانِ مَنَاشِئِ غُرُورِهِمْ ، ثُمَّ لَمَّا لَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ كُلُّهُ إِلَّا كُفْرًا وَعِنَادًا بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَاتِ وَاقِعَةً مِنْ وَقَائِعِهِمْ مَعَ
مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، الَّذِي أَخْرَجَهُمُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ وَاضْطِهَادِ
الْمِصْرِيِّينَ لَهُمْ إِلَى الْحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِقْلَالِ وَمِلْكِ أَمْرِهِمْ ، وَكَوْنُهُمْ عَلَى هَذَا كُلِّهِ كَانُوا يُخَالِفُونَهُ وَيُعَانِدُونَهُ ، حَتَّى فِيمَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ الَّذِي تَتِمُّ بِهِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ فِي دُنْيَاهُمُ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ هَمِّهِمْ ; لِيَعْلَمَ الرَّسُولُ بِهَذَا أَنَّ مُكَابَرَةَ الْحَقِّ وَمُعَانَدَةَ الرُّسُلِ خُلُقٌ مِنْ أَخْلَاقِهِمُ الْمَوْرُوثَةِ عَنْ سَلَفِهِمْ ، فَيَكُونَ ذَلِكَ تَسْلِيَةً لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَزِيدَ عِرْفَانٍ بِطَبَائِعِ الْأُمَمِ وَسُنَنِ الِاجْتِمَاعِ الْبَشَرِيِّ ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ حُسْنُ نَظْمِ الْكَلَامِ ، وَوَجْهُ اتِّصَالِ لَاحِقِهِ بِسَابِقِهِ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28976_32416_32419وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ) أَيْ وَاذْكُرْ ، أَيُّهَا الرَّسُولُ ،
لَبَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَائِرِ النَّاسِ الَّذِينَ تَبْلُغُهُمْ دَعْوَةُ الْقُرْآنِ ; إِذْ قَالَ
مُوسَى لِقَوْمِهِ ، بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُمْ مِنْ ظُلْمِ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ، وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ الْعُبُودِيَّةِ : اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بِالشُّكْرِ لَهُ وَالطَّاعَةِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ الْمَزِيدَ ، وَتَرْكَهُ يُوجِبُ الْمُؤَاخَذَةَ وَالْعَذَابَ الشَّدِيدَ ، وَلَفْظُ " نِعْمَةَ " يُفِيدُ الْعُمُومَ بِإِضَافَتِهِ إِلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ بَيَّنَ لَهُمْ
مُوسَى مُرَادَهُ بِهَذَا الْعُمُومِ بِذِكْرِ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ كَانَتْ حَاصِلَةً بِالْفِعْلِ بَعْدَ نِعْمَةِ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ
الْمِصْرِيِّينَ ، الَّتِي هِيَ بِمَعْنَى النَّفْيِ وَالسَّلْبِ . وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ الْحَاصِلَةُ الْمَشْهُودَةُ هِيَ أَعْظَمُ أَرْكَانِ النِّعَمِ وَمَجَامِعِهَا الَّتِي يَنْدَرِجُ فِيهَا مَا لَا يُحْصَى مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ ، وَهَاكَ بَيَانُهَا : ( الْأَوَّلُ ) - وَهُوَ أَشْرَفُهَا - : جَعْلُ كَثِيرٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ ، وَهَذَا يَصْدُقُ بِوُجُودِ الْمُبَلِّغِ لِذَلِكَ ، وَوُجُودِ أَخِيهِ
هَارُونَ وَمَنْ كَانَ قَبْلَهُمَا ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَتُشْعِرُ الْعِبَارَةُ مَعَ ذَلِكَ بِأَنَّ النِّعْمَةَ أَوْسَعُ ، وَأَنَّ عَدَدَ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءِ كَثِيرٌ ، أَوْ سَيَكُونُ كَثِيرًا ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْجَعْلِ بَيَانُ الشَّأْنِ لَا مُجَرَّدُ الْحُصُولِ بِالْفِعْلِ فِي الزَّمَنَيْنِ الْمَاضِي وَالْحَالِ ، وَقِيلَ : كَانَ عَدَدُ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ كَثِيرًا فِي عَهْدِ
مُوسَى ، حَتَّى حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ السَّبْعِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ
مُوسَى لِيَصْعَدُوا مَعَهُ الْجَبَلَ إِذْ يَصْعَدُهُ لِمُنَاجَاةِ اللَّهِ تَعَالَى ، صَارُوا كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءَ ، وَالْمَشْهُورُ مِنْ مَعْنَى النُّبُوَّةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ الْإِخْبَارُ بِبَعْضِ الْأُمُورِ الْغَيْبِيَّةِ الَّتِي تَقَعُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِوَحْيٍ أَوْ إِلْهَامٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَانَ جَمِيعُ أَنْبِيَاءِ
بَنَى إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ
مُوسَى مُؤَيِّدِينَ لِلتَّوْرَاةِ ، عَامِلِينَ وَحَاكِمِينَ بِهَا ، حَتَّى
الْمَسِيحِ ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ،
وَلِلنَّصَارَى تَحَكُّمٌ فِي إِثْبَاتِ النُّبُوَّةِ وَنَفْيِهَا عَمَّنْ شَاءُوا مِنْ أَنْبِيَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَا يَعُدُّونَ
سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ نَبِيًّا ! ! بَلْ حَكِيمًا ; أَيْ فَيْلَسُوفًا
[ ص: 267 ] عَلَى أَنَّ كُتُبَهُ هِيَ أَعْلَى كُتُبِهِمُ الْمُقَدَّسَةِ عِلْمًا وَحِكْمَةً ; فَهِيَ أَعْلَى مِنْ حِكَمِ الْأَنَاجِيلِ الَّتِي عِنْدَهُمْ ، وَقَدْ كَانَ هَذَا مِمَّا يَنْتَقِدُهُ عَامَّتُهُمْ عَلَى رُؤَسَاءِ كَنِيسَتِهِمْ ، حَتَّى قَالَ أَحَدُ الْأَذْكِيَاءِ
اللُّبْنَانِيِّينَ : إِنَّ الْكَنِيسَةَ لَمْ تَعْتَرِفْ بِنُبُوَّةِ
سُلَيْمَانَ ; لِيَكُونَ مُنْتَهَى مُبَالَغَةِ الْمُعْجَبِينَ بِحَكَمِهِ وَأَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْفَهْمِ أَنْ يَرْفَعُوهُ إِلَى مَرْتَبَةِ النُّبُوَّةِ ، فَيَبْقَى دُونَ
الْمَسِيحِ ، وَإِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَنِيسَةِ كَانُوا يَخْشَوْنَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : إِنَّهُ أَحَقُّ مِنَ
الْمَسِيحِ بِالْأُلُوهِيَّةِ إِذَا هُمُ اعْتَرَفُوا لَهُ بِالنُّبُوَّةِ ، أَمَّا عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29638الْمُفَاضَلَةِ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَقَدْ فَضَّلُوا
الْمَسِيحَ عَلَى
سُلَيْمَانَ ، فَهُوَ عِنْدُهُمْ فِي الْمَرْتَبَةِ الرَّابِعَةِ بَعْدَ
مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي الْمُفَاضَلَةِ فِي أَوَاخِرَ تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ .
( الثَّانِي ) : جَعْلُهُمْ مُلُوكًا ، لَوْلَا مَا وَرَدَ فِي التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَكَانَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ مَوْضِعَ اشْتِبَاهٍ عِنْدَ الْمُتَأَخِّرِينَ الضُّعَفَاءِ فِي فَهْمِ الْعَرَبِيَّةِ ; لِأَنَّ
بَنَى إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مُلُوكٌ عَلَى عَهْدِ
مُوسَى ؛ وَإِنَّمَا كَانَ أَوَّلَ مُلُوكِهِمْ بِالْمَعْنَى الْعُرْفِيِّ لِكَلِمَةِ مَلِكٍ وَمُلُوكٍ
شَاوِلُ بْنُ قَيْسٍ ، ثُمَّ
دَاوُدُ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالْمُلْكِ ، وَإِنَّ مَنْ يَفْهَمُ الْعَرَبِيَّةَ حَقَّ الْفَهْمُ يَجْزِمُ بِأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ جَعَلَ أُولَئِكَ الْمُخَاطَبِينَ رُؤَسَاءً لِلْأُمَمِ وَالشُّعُوبِ يَسُوسُونَهَا وَيَحْكُمُونَ بَيْنَهَا ، وَلَا أَنَّهُ جَعَلَ بَعْضَهُمْ مُلُوكًا ; لِأَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا ) وَلَمْ يَقُلْ : وَجَعَلَ فِيكُمْ مُلُوكًا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ ) فَظَاهِرُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ صَارُوا مُلُوكًا ، وَإِنْ أُرِيدَ بِـ " كُلٍّ " الْمَجْمُوعُ لَا الْجَمِيعُ ; أَيْ إِنَّ مُعْظَمَ رِجَالِ الشَّعْبِ صَارُوا مُلُوكًا ، بَعْدَ أَنْ كَانُوا كُلُّهُمْ عَبِيدًا لِلْقِبْطِ ، بَلْ مَعْنَى الْمَلِكِ هُنَا الْحُرُّ الْمَالِكُ لِأَمْرِ نَفْسِهِ وَتَدْبِيرِ أَمْرِ أَهْلِهِ ، فَهُوَ تَعْظِيمٌ لِنِعْمَةِ الْحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِقْلَالِ بَعْدَ ذَلِكَ الرِّقِّ وَالِاسْتِعْبَادِ ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ التَّفْسِيرُ الْمَأْثُورُ ; فَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ : "
كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ خَادِمٌ وَدَابَّةٌ وَامْرَأَةٌ كُتِبَ مَلِكًا " ، وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : "
مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ وَخَادِمٌ فَهُوَ مَلِكٌ " رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ فِي مَرَاسِيلِهِ ، تَفْسِيرًا لِلْآيَةِ بِلَفْظِ " زَوْجَةٍ وَمَسْكَنٍ وَخَادِمٍ " ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِثْلَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رِوَايَةٌ أُخْرَى سَتَأْتِي بِنَصِّهَا ، وَقَدْ صَحَّحُوا سَنَدَهَا ، وَالْمَرْفُوعُ ضَعِيفُ السَّنَدِ ، وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ لِهَذِهِ الْأَقْوَالِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُلْكِ هُنَا : الِاسْتِقْلَالُ الذَّاتِيُّ ، وَالتَّمَتُّعُ بِنَحْوِ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الْمُلُوكُ مِنَ الرَّاحَةِ وَالْحُرِّيَّةِ فِي التَّصَرُّفِ وَسِيَاسَةِ الْبُيُوتِ ، وَهُوَ مَجَازٌ تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ إِلَى الْيَوْمِ فِي جَمِيعِ مَا عَرَفْنَا مِنْ بِلَادِهِمْ ، يَقُولُونَ لِمَنْ كَانَ مُهَنَّئًا فِي مَعِيشَتِهِ ، مَالِكًا لِمَسْكَنِهِ ، مَخْدُومًا مَعَ أَهْلِهِ ، فَلَانٌ مَلِكٌ ، أَوْ مَلِكُ زَمَانِهِ ; أَيْ يَعِيشُ عِيشَةَ الْمُلُوكِ ، وَتَرَى مِثْلَ هَذَا الِاسْتِعْمَالِ الْمَجَازِيِّ فِي رُؤْيَا
يُوحَنَّا ، قَالَ : ( 1 : 6 وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً ) .
وَذَهَبَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ جَعَلَهُمْ مُلُوكًا بِالْقُوَّةِ وَالِاسْتِعْدَادِ بِمَا آتَاهُمْ
[ ص: 268 ] مِنَ الْحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِقْلَالِ وَشَرِيعَةِ التَّوْرَاةِ الْعَادِلَةِ الَّتِي يَرْتَقُونَ بِهَا فِي مَرَاقِي الِاجْتِمَاعِ ، وَهُوَ بِشَارَةٌ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْهُمْ مُلُوكٌ بِالْفِعْلِ ; لِأَنَّ مَا اسْتَعَدَّتْ لَهُ الْأُمَّةُ مِنْ ذَلِكَ فِي مَجْمُوعِهَا لَا بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ أَثَرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَفْرَادِهَا ، وَهَذَا الْمَعْنَى لَا يُعَارِضُ مَا قَبْلَهُ ، بَلْ يُجَامِعُهُ وَيَتَّفِقُ مَعَهُ ، فَإِنَّ تِلْكَ الْمَعِيشَةَ الْمَنْزِلِيَّةَ الرَّاضِيَةَ هِيَ الْأَصْلُ فِي الِاسْتِعْدَادِ لِهَذِهِ الْعِيشَةِ الثَّانِيَةِ ، عِيشَةِ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَةِ ، فَإِنَّ الشُّعُوبَ الَّتِي يَفْسُدُ فِيهَا نِظَامُ الْمَعِيشَةِ الْمَنْزِلِيَّةِ لَا تَكُونُ أُمَمًا عَزِيزَةً قَوِيَّةً ; فَهِيَ إِذَا كَانَ لَهَا مُلْكٌ تُضَيِّعُهُ ، فَكَيْفَ تَكُونُ أَهْلًا لِتَأْسِيسِ مُلْكٍ جَدِيدٍ ؟ ! فَلْيَعْتَبِرِ الْمُسْلِمُونَ بِهَذَا ، وَلْيَنْظُرُوا أَيْنَ هُمْ مِنَ الْعِيشَةِ الْأَهْلِيَّةِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا .
( الْأَمْرُ الثَّالِثُ ) :
nindex.php?page=treesubj&link=32419إِيتَاؤُهُمْ مَا لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ ; أَيْ عَالَمِي زَمَانِهِمْ وَشُعُوبِهِ الَّتِي كَانَتْ مُسْتَعْبَدَةً لِلْمُلُوكِ الْعُتَاةِ الطُّغَاةِ ; كَالْقِبْطِ وَالْبَابِلِيِّينَ ، رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ وَابْنَا جَرِيرٍ وَالْمُنْذِرِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا ) قَالَ : الْمَرْأَةُ وَالْخَادِمُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ) قَالَ : الَّذِينَ هُمْ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ يَوْمَئِذٍ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
مُجَاهِدٍ عَنْهُ فِي الْأَخِيرِ أَنَّهُ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى ، وَرَوَى هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ هَذَا الْمَعْنَى مَعَ زِيَادَةِ الْغَمَامِ الَّذِي ظَلَّلَهُمْ فِي التِّيهِ ، وَزَادَ بَعْضُهُمِ الْحَجَرَ الَّذِي انْبَجَسَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ بِعَدَدِ أَسْبَاطِهِمْ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْخَصَائِصِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، فَيُرَاجَعُ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنَ التَّفْسِيرِ .