(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) .
هذه الآيات الأربع فذلكة هذا السياق الذي كان ذكر قصص الأنبياء شواهد فيه ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=32238تقرير صدق القرآن في دعوته ووعده ووعيده ، وكونه لا مجال للامتراء فيه ، وبيان الداعية النفسية للمكذبين بآياته ، وتوجيه الاعتبار إلى
أهل مكة مقرونا بالإنذار ، بأسلوب التعريض والتلطف في العبارة ، على حد : إياك أعني واسمعي يا جارة :
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ) أي فإن كنت أيها الرسول في شك مما أنزلنا في هذه الشواهد من قصة
موسى ونوح وغيرهما على سبيل الفرض والتقدير ، الذي ذكر على عادة العرب في تقدير الشك في الشيء
[ ص: 392 ] ليبني عليه ما ينفي احتمال وقوعه أو ثبوته أمرا أو نهيا أو خبرا ، كقول أحدهم لابنه : إن كنت ابني فكن شجاعا أو فلا تكن بخيلا ، أو فإنك ستكون أو ستفعل كذا - بل يفرضون سؤال الديار والأطلال أيضا منه قول المسيح في جواب سؤال الله تعالى إياه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته ) ( 5 : 116 ) وهذه الجملة الشرطية محل الشاهد ، فهو عليه السلام يعلم أنه لم يقل ذلك ، ولكنه يفرضه ليستدل عليه بأنه لو قاله لعلمه الله منه .
وبعض العلماء يجري على هذا الأسلوب فيشكك تلميذه أو مناظره فيما لا شك فيه عندهما ليبني عليه حكما آخر . ويجب في مثل هذا أن يكون فعل الشرط بـ ( ( إن ) ) التي وضعت للدلالة على عدم وقوعه أو تنزيله منزلة ما لا يقع ، دون ( ( إذا ) ) الدالة على أن الأصل في فعل شرطها الوقوع (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) هذا جواب الشرط المقدر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لم يشك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يسأل ، وروي مثله عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري قالاه فهما لغويا ، وروي عن
قتادة خبرا قال : ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003468لا أشك ولا أسأل ) ) ولم يسم الصحابي الذي ذكره فهو مرسل ، والمراد بالكتاب جنسه ، أي فاسأل الذين يقرءون كتب الأنبياء
كاليهود والنصارى فإنهم يعلمون أن ما أنزلناه إليك من الشواهد حق لا يستطيعون إنكاره ، وقال بعض المفسرين : إن المراد سؤال من آمن منهم
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام من علماء
اليهود ،
nindex.php?page=showalam&ids=155وتميم الداري من علماء
النصارى ولا حاجة إليه ، والآية بل السورة نزلت في
مكة ولم يكن أحد من أهل الكتاب آمن . ومما يؤكد كون السؤال مفروضا فرضا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94لقد جاءك الحق من ربك ) فهذه الشهادة المؤكدة بالقسم من ربه ، تجتث احتمال إرادة الشك والسؤال بالفعل من أصله ، ويزيدها تأكيدا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فلا تكونن من الممترين ) أي من فريق الشاكين الذين يحتاجون إلى السؤال ، وهذا النهي والذي بعده يدلان على أن فرض وقوع الشك والسؤال فيما قبلهما عنه تعريض بالشاكين الممترين والمكذبين له - صلى الله عليه وسلم - من قومه .
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) يعني أن كل من كان من المكذبين فهو من الخاسرين ، الذين خسروا أنفسهم بالحرمان من الإيمان وما يتبعه من سعادة الدنيا والآخرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ذلك هو الخسران المبين ) ، وإن فرض أنه أول المؤمنين ،
محمد رسول الله وخاتم النبيين ، ورحمته للعالمين ، وأن الممترين الشاكين فيما أنزل إليك كالمكذبين بآيات بها ، وما له من ربح سعادة الدنيا والآخرة . وهذا النوع من الأمر والنهي للمؤتمر المنتهي والمراد غيره على سبيل التعريض أبلغ من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) ( 34 : 24 ، 25 )
[ ص: 393 ] ولكل منهما موقع وتأثير خاص في استمالة الكافرين إلى التأمل والتفكر في مضمون الدعوة .
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ) أي إن الذين ثبتت عليهم كلمة العذاب من ربك وهي كلمة التكوين الدالة على سنته فيمن فقدوا الاستعداد للاهتداء ، ( لا يؤمنون ) لرسوخهم في الكفر والطغيان ، وإحاطة خطاياهم وجهالاتهم بهم من كل مكان ، وإعراضهم عن آيات الإيمان ، هذا معنى قوله : ( لا يؤمنون ) لا أنه تعالى منعهم من الإيمان منعا خلقيا قهريا لا كسب لهم فيه ولا اختيار . وهذا بمعنى الآية 33 من هذه السورة فراجع تفسيرها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97ولو جاءتهم كل آية ) من الآيات الكونية كآيات
موسى التي اقترحوها عليك أيها الرسول ، والآيات المنزلة كآيات هذا القرآن العلمية العقلية الدالة بإعجازها على كونها من عند الله ، وعلى حقية ما تدعوهم إليه وتنذرهم إياه (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حتى يروا العذاب الأليم ) بأعينهم ، ويذوقوه بوقوعه بهم ، وحينئذ يكون إيمانهم اضطراريا لا يعد فعلا من أفعالهم ، ولا يترتب عليه عمل يطهرهم ويزكي أنفسهم ، بل يقال لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلآن وقد كنتم به تستعجلون ) ( 51 ) كما قيل
لفرعون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) ( 91 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونُنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95وَلَا تَكُونُنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) .
هَذِهِ الْآيَاتُ الْأَرْبَعُ فَذْلَكَةُ هَذَا السِّيَاقِ الَّذِي كَانَ ذِكْرُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ شَوَاهِدَ فِيهِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=32238تَقْرِيرُ صِدْقِ الْقُرْآنِ فِي دَعْوَتِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ ، وَكَوْنِهِ لَا مَجَالَ لِلِامْتِرَاءِ فِيهِ ، وَبَيَانِ الدَّاعِيَةِ النَّفْسِيَّةِ لِلْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ ، وَتَوْجِيهِ الِاعْتِبَارِ إِلَى
أَهْلِ مَكَّةَ مَقْرُونًا بِالْإِنْذَارِ ، بِأُسْلُوبِ التَّعْرِيضِ وَالتَّلَطُّفِ فِي الْعِبَارَةِ ، عَلَى حَدِّ : إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ) أَيْ فَإِنْ كُنْتَ أَيُّهَا الرَّسُولُ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا فِي هَذِهِ الشَّوَاهِدِ مِنْ قِصَّةِ
مُوسَى وَنُوحٍ وَغَيْرِهِمَا عَلَى سَبِيلِ الْفَرْضِ وَالتَّقْدِيرِ ، الَّذِي ذُكِرَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي تَقْدِيرِ الشَّكِّ فِي الشَّيْءِ
[ ص: 392 ] لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ مَا يَنْفِي احْتِمَالَ وُقُوعِهِ أَوْ ثُبُوتِهِ أَمْرًا أَوْ نَهْيًا أَوْ خَبَرًا ، كَقَوْلِ أَحَدِهِمْ لِابْنِهِ : إِنْ كُنْتَ ابْنِي فَكُنْ شُجَاعًا أَوْ فَلَا تَكُنْ بَخِيلًا ، أَوْ فَإِنَّكَ سَتَكُونُ أَوْ سَتَفْعَلُ كَذَا - بَلْ يَفْرِضُونَ سُؤَالَ الدِّيَارِ وَالْأَطْلَالِ أَيْضًا مِنْهُ قَوْلُ الْمَسِيحِ فِي جَوَابِ سُؤَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ) ( 5 : 116 ) وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ مَحِلُّ الشَّاهِدِ ، فَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُ يَفْرِضُهُ لِيَسْتَدِلَّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَوْ قَالَهُ لَعَلِمَهُ اللَّهُ مِنْهُ .
وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَجْرِي عَلَى هَذَا الْأُسْلُوبِ فَيُشَكِّكُ تِلْمِيذَهُ أَوْ مُنَاظِرَهُ فِيمَا لَا شَكَّ فِيهِ عِنْدَهُمَا لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ حُكْمًا آخَرَ . وَيَجِبُ فِي مِثْلِ هَذَا أَنْ يَكُونَ فِعْلُ الشَّرْطِ بِـ ( ( إِنِ ) ) الَّتِي وُضِعَتْ لِلدَّلَالَةِ عَلَى عَدَمِ وُقُوعِهِ أَوْ تَنْزِيلِهِ مَنْزِلَةَ مَا لَا يَقَعُ ، دُونَ ( ( إِذَا ) ) الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ فِي فِعْلِ شَرْطِهَا الْوُقُوعُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ) هَذَا جَوَابُ الشَّرْطِ الْمُقَدَّرِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَشُكَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَسْأَلْ ، وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَاهُ فَهْمًا لُغَوِيًّا ، وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ خَبَرًا قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003468لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ ) ) وَلَمْ يُسَمِّ الصَّحَابِيَّ الَّذِي ذَكَرَهُ فَهُوَ مُرْسَلٌ ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ جِنْسُهُ ، أَيْ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ كُتُبَ الْأَنْبِيَاءِ
كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مِنَ الشَّوَاهِدِ حَقٌّ لَا يَسْتَطِيعُونَ إِنْكَارَهُ ، وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ الْمُرَادَ سُؤَالُ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=106كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ مِنْ عُلَمَاءِ
الْيَهُودِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=155وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ مِنْ عُلَمَاءِ
النَّصَارَى وَلَا حَاجَةَ إِلَيْهِ ، وَالْآيَةُ بَلِ السُّورَةُ نَزَلَتْ فِي
مَكَّةَ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ . وَمِمَّا يُؤَكِّدُ كَوْنَ السُّؤَالِ مَفْرُوضًا فَرْضًا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) فَهَذِهِ الشَّهَادَةُ الْمُؤَكَّدَةُ بِالْقَسَمِ مِنْ رَبِّهِ ، تَجْتَثُّ احْتِمَالَ إِرَادَةِ الشَّكِّ وَالسُّؤَالِ بِالْفِعْلِ مِنْ أَصْلِهِ ، وَيَزِيدُهَا تَأْكِيدًا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) أَيْ مِنْ فَرِيقِ الشَّاكِّينَ الَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى السُّؤَالِ ، وَهَذَا النَّهْيُ وَالَّذِي بَعْدَهُ يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّ فَرْضَ وُقُوعِ الشَّكِّ وَالسُّؤَالِ فِيمَا قَبْلَهُمَا عَنْهُ تَعْرِيضٌ بِالشَّاكِّينَ الْمُمْتَرِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ قَوْمِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) يَعْنِي أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ فَهُوَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْحِرْمَانِ مِنَ الْإِيمَانِ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنْ سَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) ، وَإِنْ فُرِضَ أَنَّهُ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ،
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَرَحْمَتُهُ لِلْعَالِمِينَ ، وَأَنَّ الْمُمْتَرِينَ الشَّاكِّينَ فِيمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ كَالْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتٍ بِهَا ، وَمَا لَهُ مِنْ رِبْحِ سَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ لِلْمُؤْتَمَرِ الْمُنْتَهِي وَالْمُرَادُ غَيْرُهُ عَلَى سَبِيلِ التَّعْرِيضِ أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=25قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ( 34 : 24 ، 25 )
[ ص: 393 ] وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا مُوقِعٌ وَتَأْثِيرٌ خَاصٌّ فِي اسْتِمَالَةِ الْكَافِرِينَ إِلَى التَّأَمُّلِ وَالتَّفَكُّرِ فِي مَضْمُونِ الدَّعْوَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ) أَيْ إِنَّ الَّذِينَ ثَبَتَتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ مِنْ رَبِّكَ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّكْوِينِ الدَّالَّةُ عَلَى سُنَّتِهِ فِيمَنْ فَقَدُوا الِاسْتِعْدَادَ لِلِاهْتِدَاءِ ، ( لَا يُؤْمِنُونَ ) لِرُسُوخِهِمْ فِي الْكُفْرِ وَالطُّغْيَانِ ، وَإِحَاطَةِ خَطَايَاهُمْ وَجَهَالَاتِهِمْ بِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْ آيَاتِ الْإِيمَانِ ، هَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ : ( لَا يُؤْمِنُونَ ) لَا أَنَّهُ تَعَالَى مَنَعَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ مَنْعًا خَلْقِيًّا قَهْرِيًّا لَا كَسْبَ لَهُمْ فِيهِ وَلَا اخْتِيَارَ . وَهَذَا بِمَعْنَى الْآيَةِ 33 مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَرَاجِعْ تَفْسِيرَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ) مِنَ الْآيَاتِ الْكَوْنِيَّةِ كَآيَاتِ
مُوسَى الَّتِي اقْتَرَحُوهَا عَلَيْكَ أَيُّهَا الرَّسُولُ ، وَالْآيَاتُ الْمُنَزَّلَةُ كَآيَاتِ هَذَا الْقُرْآنِ الْعِلْمِيَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الدَّالَّةِ بِإِعْجَازِهَا عَلَى كَوْنِهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَعَلَى حَقِّيَّةِ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ وَتُنْذِرُهُمْ إِيَّاهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) بِأَعْيُنِهِمْ ، وَيَذُوقُوهُ بِوُقُوعِهِ بِهِمْ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ إِيمَانُهُمُ اضْطِرَارِيًّا لَا يُعَدُّ فِعْلًا مِنْ أَفْعَالِهِمْ ، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ عَمَلٌ يُطَهِّرُهُمْ وَيُزَكِّي أَنْفُسَهُمْ ، بَلْ يُقَالُ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) ( 51 ) كَمَا قِيلَ
لِفِرْعَوْنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ( 91 ) .