قوله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) الآية [ 58 ] .
323 - نزلت في من عثمان بن طلحة الحجبي ، بني عبد الدار ، كان سادن الكعبة ، فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح ، أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح ، فطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المفتاح ، فقيل : إنه مع عثمان ، فطلب منه فأبى ، وقال : لو علمت أنه رسول الله لما منعته المفتاح ، فلوى يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب البيت وصلى فيه ركعتين ، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية والسدانة فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ، ففعل ذلك علي ، فقال له عثمان : يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق ! فقال : لقد أنزل الله تعالى في شأنك ، وقرأ عليه هذه الآية ، فقال عثمان : أشهد أن محمدا رسول الله ، وأسلم ، فجاء جبريل - عليه السلام - فقال : ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان . وهو اليوم في أيديهم .
324 - أخبرنا أبو حسان المزكي قال : أخبرنا هارون بن محمد الإستراباذي قال : حدثنا أبو محمد الخزاعي قال : حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال : حدثنا جدي ، عن سفيان ، عن ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج مجاهد في قول الله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) قال : نزلت في [ عثمان ] بن طلحة ، قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة ، فدخل الكعبة يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية ، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح ، وقال : خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله ، لا ينزعها منكم إلا ظالم .
325 - أخبرنا أبو نصر المهرجاني قال : أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد قال : [ ص: 83 ] أخبرنا أبو القاسم المقرئ قال : حدثني أحمد بن زهير قال : أخبرنا مصعب قال : حدثنا قال : شيبة بن عثمان بن أبي طلحة دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح إلي وإلى عثمان ، وقال : خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم . فبنو أبي طلحة - الذين يلون سدانة الكعبة - من بني عبد الدار .