قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) الآية [ 59 ] .
326 - أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي زكريا الحافظ قال : أخبرنا قال : حدثنا أبو حامد بن الشرقي قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن الحجاج بن محمد قال : أخبرني ابن جريج يعلى بن مسلم ، عن ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : ( ابن عباس ، ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) قال : نزلت في بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية . رواه عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ، عن البخاري ورواه صدقة بن الفضل ، مسلم عن كلاهما عن زهير بن حرب ، حجاج .
327 - وقال في رواية ابن عباس باذان : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية إلى حي من أحياء العرب ، وكان معه خالد بن الوليد فسار عمار بن ياسر ، خالد حتى إذا دنا من القوم عرس لكي يصبحهم ، فأتاهم النذير فهربوا غير رجل قد كان أسلم ، فأمر أهله أن يتأهبوا للمسير ، ثم انطلق حتى أتى عسكر خالد ، ودخل على عمار فقال : يا أبا اليقظان ! إني منكم ، وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا ، وأقمت لإسلامي ، أفنافعي ذلك ، أو أهرب كما هرب قومي ؟ فقال : أقم فإن ذلك نافعك . وانصرف الرجل إلى أهله وأمرهم بالمقام ، وأصبح خالد فأغار على القوم ، فلم يجد غير ذلك الرجل ، فأخذه وأخذ ماله ، فأتاه عمار فقال : خل سبيل الرجل فإنه مسلم ، وقد كنت أمنته وأمرته بالمقام . فقال خالد : أنت تجير علي وأنا الأمير ؟ فقال : نعم أنا أجير عليك وأنت الأمير . فكان في ذلك بينهما كلام ، فانصرفوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه خبر الرجل ، فأمنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجاز أمان عمار ونهاه أن يجيز بعد ذلك على أمير بغير إذنه . قال : واستب عمار وخالد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأغلظ عمار لخالد ، فغضب خالد وقال : يا رسول الله أتدع هذا العبد يشتمني ؟ فوالله لولا أنت ما شتمني - وكان عمار مولى لهاشم بن المغيرة - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا خالد ، كف عن عمار فإنه من يسب عمارا يسبه الله ، ومن يبغض عمارا يبغضه الله " . فقام عمار ، فتبعه خالد فأخذ بثوبه وسأله أن يرضى عنه ، فرضي عنه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأمر بطاعة أولي الأمر .