ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ثم للترتيب الرتبي . وهذا الكلام يحتمل أن يكون من جملة القول المأمور به فيكون تعقيبا للمشاركة بما فيه تهديدهم ووعيدهم ، فكان موقع ثم لأن هذا الخبر أهم . فالخطاب في قوله : إلى ربكم مرجعكم خطاب للمشركين وكذلك الضميران في قوله : بما كنتم فيه تختلفون والمعنى : بما كنتم فيه تختلفون مع المسلمين ، لأن الاختلاف واقع بينهم وبين المسلمين ، وليس بين المشركين في أنفسهم اختلاف ، فأدمج الوعيد بالوعيد . وقد جعلوا هذه الجملة مع التي قبلها آية واحدة في المصاحف .
ويحتمل أن يكون المقول قد انتهى عند قوله : وزر أخرى فيكون قوله : ثم إلى ربكم مرجعكم استئناف كلام من الله تعالى خطابا للنبيء - صلى الله عليه وسلم - وللمعاندين له ، و " ثم " صالحة للاستئناف لأن الاستئناف ملائم للترتيب الرتبي ، والكلام وعيد ووعد أيضا . ولا ينافي ذلك أن تكون مع التي قبلها آية واحدة .
[ ص: 209 ] والتنبئة : الإخبار ، والمراد بها إظهار آثار الإيمان والكفر واضحة يوم الحساب ، فيعلموا أنهم كانوا ضالين ، فشبه ذلك العلم بأن الله أخبرهم بذلك يومئذ وإلا فإن الله نبأهم بما اختلفوا فيه من زمن الحياة الدنيا ، أو المراد ينبئكم مباشرة بدون واسطة الرسل إنباء لا يستطيع الكافر أن يقول : هذا كذب على الله ، كما ورد في حديث الحشر : فيسمعهم الداعي ليس بينهم وبين الله حجاب .