nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28997_31910قال رب إني أخاف أن يكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون .
افتتاح مراجعته بنداء الله بوصف الرب مضافا إليه تحنين واستسلام . وإنما خاف أن يكذبوه لعلمه بأن مثل هذه الرسالة لا يتلقاها المرسل إليهم إلا بالتكذيب ، وجعل نفسه خائفا من التكذيب ؛ لأنه لما خلعت عليه الرسالة عن الله وقر في صدره الحرص على نجاح رسالته فكان تكذيبه فيها مخوفا منه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ويضيق صدري ) قرأه الجمهور بالرفع فهو عطف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12أخاف )
[ ص: 106 ] أو تكون الواو للحال فتكون حالا مقدرة ، أي : والحال يضيق ساعتئذ صدري من عدم اهتدائهم .
والضيق : ضد السعة ، وهو هنا مستعار للغضب والكمد ؛ لأن من يعتريه ذلك يحصل له انفعال وينشأ عنه انضغاط الأعصاب في الصدر والقلب من تأثير الإدراك الخاص على جمع الأعصاب الكائن بالدماغ الذي هو المدرك فيحس بشبه امتلاء في الصدر . وقد تقدم عند قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يجعل صدره ضيقا حرجا ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12وضائق به صدرك ) في سورة هود . والمعنى : أنه يأسف ويكمد لتكذيبهم إياه ويجيش في نفسه روم إقناعهم بصدقه ، وتلك الخواطر إذا خطرت في العقل نشأ منها إعداد البراهين ، وفي ذلك الإعداد تكلف وتعب للفكر فإذا أبانها أحس بارتياح وبشبه السعة في الصدر فسمى ذلك شرحا للصدر ، ولذلك سأله
موسى في الآية الأخرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25قال رب اشرح لي صدري ) .
والانطلاق حقيقته مطاوع أطلقه إذا أرسله ولم يحبسه فهو حقيقة في الذهاب . واستعير هنا لفصاحة اللسان وبيانه في الكلام ، أي ينحبس لساني فلا يبين عند إرادة المحاجة والاستدلال ، وعطفه على ( يضيق صدري ) ) ينبئ بأنه أراد بضيق الصدر تكاثر خواطر الاستدلال في نفسه على الذين كذبوه ليقنعهم بصدقه حتى يحس كأن صدره قد امتلأ والشأن أن ذلك ينقص شيئا بعد شيء بمقدار ما يفصح عنه صاحبه من إبلاغه إلى السامعين فإذا كانت في لسانه حبسة وعي بقيت الخواطر متلجلجة في صدره . والمعنى : ويضيق صدري حين يكذبونني ولا ينطلق لساني .
وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97يضيق ، ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ولا ينطلق ) مرفوعين عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12أخاف ) ، ولذلك حققه بحرف التأكيد ؛ لأنه أيقن بحصول ذلك ؛ لأنه جبلي عند تلقي التكذيب ، ولأن
nindex.php?page=treesubj&link=30176أمانة الرسالة والحرص على تنفيذ مراد الله يحدث ذلك في نفسه لا محالة ، وإذ قد كان انحباس لسانه يقينا عنده ؛ لأنه كان كذلك من أجل ذلك التيقن كان فعلا (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97يضيق ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ولا ينطلق ) معطوفين على ما هو محقق عنده وهو حصول الخوف من التكذيب ، ولم يكونا معطوفين على (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12يكذبون ) المخوف منه المتوقع على أن كونه محقق الحصول يجعله أحرى من المتوقع .
[ ص: 107 ] وقرأ يعقوب (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ويضيق ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13ولا ينطلق ) بنصب الفعلين عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12يكذبون ) ، أي يتوقع أن يضيق صدره ولا ينطلق لسانه ، قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=31909كانت بموسى حبسة في لسانه إذا تكلم . وقد تقدم في سورة طه وسيجيء في سورة الزخرف . وليس القصد من هذا الكلام التنصل من الاضطلاع بهذا التكليف العظيم ولكن القصد تمهيد ما فرعه عليه من
nindex.php?page=treesubj&link=31954طلب تشريك أخيه هارون معه ؛ لأنه أقدر منه على الاستدلال والخطابة كما قال في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=34وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ) . فقوله هنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13فأرسل إلى هارون ) مجمل يبينه ما في الآية الأخرى فيعلم أن في الكلام هنا إيجازا . وأنه ليس المراد : فأرسل إلى
هارون عوضا عني .
وإنما سأل الله الإرسال إلى
هارون ولم يسأله أن يكلم
هارون كما كلمه هو ؛ لأن
هارون كان بعيدا عن مكان المناجاة . والمعنى : فأرسل ملكا بالوحي إلى
هارون أن يكون معي .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون )
nindex.php?page=treesubj&link=32054_32053تعريض بسؤال النصر والتأييد وأن يكفيه شر عدوه حتى يؤدي ما عهد الله إليه على أكمل وجه . وهذا كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم يوم
بدر nindex.php?page=hadith&LINKID=10342145nindex.php?page=treesubj&link=30766اللهم إني أسألك نصرك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد في الأرض .
والذنب : الجرم ومخالفة الواجب في قوانينهم . وأطلق الذنب على المؤاخذة فإن الذي لهم عليه هو حق المطالبة بدم
nindex.php?page=treesubj&link=31922القتيل الذي وكزه موسى فقضى عليه ، وتوعده القبط إن ظفروا به ليقتلوه فخرج من
مصر خائفا ، وكان ذلك سبب توجهه إلى
بلاد مدين . وسماه ذنبا بحسب ما في شرع القبط ، فإنه لم يكن يومئذ شرع إلهي في أحكام قتل النفس . ويصح أن يكون سماه ذنبا ؛ لأن قتل أحد في غير قصاص ولا دفاع عن نفس المدافع يعتبر جرما في قوانين جماعات البشر من عهد قتل أحد ابني
آدم أخاه ، وقد قال في سورة القصص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ) . وأيا ما كان فهو جعله ذنبا لهم عليه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14فأخاف أن يقتلون ) ليس هلعا وفرقا من الموت ، فإنه لما أصبح في مقام الرسالة ما كان بالذي يبالي أن يموت في سبيل الله ؛ ولكنه خشي العائق من
[ ص: 108 ] إتمام ما عهد إليه مما فيه له ثواب جزيل ودرجة عليا .
وحذفت ياء المتكلم من (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14يقتلون ) للرعاية على الفاصلة كما تقدم في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40وإياي فارهبون ) في سورة البقرة .
وذكر
هارون تقدم عند قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) في سورة البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=28997_31910قَالَ رَبِّ إِنِّيَ أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ .
افْتِتَاحُ مُرَاجَعَتِهِ بِنِدَاءِ اللَّهِ بِوَصْفِ الرَّبِّ مُضَافًا إِلَيْهِ تَحْنِينٌ وَاسْتِسْلَامٌ . وَإِنَّمَا خَافَ أَنْ يُكَذِّبُوهُ لِعِلْمِهِ بِأَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ لَا يَتَلَقَّاهَا الْمُرْسَلُ إِلَيْهِمْ إِلَّا بِالتَّكْذِيبِ ، وَجَعَلَ نَفْسَهُ خَائِفًا مِنَ التَّكْذِيبِ ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا خُلِعَتْ عَلَيْهِ الرِّسَالَةُ عَنِ اللَّهِ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ الْحِرْصُ عَلَى نَجَاحِ رِسَالَتِهِ فَكَانَ تَكْذِيبُهُ فِيهَا مَخُوفًا مِنْهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَيَضِيقُ صَدْرِي ) قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِالرَّفْعِ فَهُوَ عَطْفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12أَخَافُ )
[ ص: 106 ] أَوْ تَكُونُ الْوَاوُ لِلْحَالِ فَتَكُونُ حَالًا مُقَدَّرَةً ، أَيْ : وَالْحَالُ يَضِيقُ سَاعَتَئِذٍ صَدْرِي مِنْ عَدَمِ اهْتِدَائِهِمْ .
وَالضِّيقُ : ضِدُّ السِّعَةِ ، وَهُوَ هُنَا مُسْتَعَارٌ لِلْغَضَبِ وَالْكَمَدِ ؛ لِأَنَّ مَنْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ يَحْصُلُ لَهُ انْفِعَالٌ وَيَنْشَأُ عَنْهُ انْضِغَاطُ الْأَعْصَابِ فِي الصَّدْرِ وَالْقَلْبِ مِنْ تَأْثِيرِ الْإِدْرَاكِ الْخَاصِّ عَلَى جَمْعِ الْأَعْصَابِ الْكَائِنِ بِالدِّمَاغِ الَّذِي هُوَ الْمُدْرِكُ فَيُحِسُّ بِشِبْهِ امْتِلَاءٍ فِي الصَّدْرِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) فِي سُورَةِ هُودٍ . وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَأْسَفُ وَيَكْمَدُ لِتَكْذِيبِهِمْ إِيَّاهُ وَيَجِيشُ فِي نَفْسِهِ رَوْمُ إِقْنَاعِهِمْ بِصِدْقِهِ ، وَتِلْكَ الْخَوَاطِرُ إِذَا خَطَرَتْ فِي الْعَقْلِ نَشَأَ مِنْهَا إِعْدَادُ الْبَرَاهِينِ ، وَفِي ذَلِكَ الْإِعْدَادِ تَكَلُّفٌ وَتَعَبٌ لِلْفِكْرِ فَإِذَا أَبَانَهَا أَحَسَّ بِارْتِيَاحٍ وَبِشِبْهِ السِّعَةِ فِي الصَّدْرِ فَسَمَّى ذَلِكَ شَرْحًا لِلصَّدْرِ ، وَلِذَلِكَ سَأَلَهُ
مُوسَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) .
وَالِانْطِلَاقُ حَقِيقَتُهُ مُطَاوِعُ أَطْلَقَهُ إِذَا أَرْسَلَهُ وَلَمْ يَحْبِسْهُ فَهُوَ حَقِيقَةٌ فِي الذَّهَابِ . وَاسْتُعِيرَ هُنَا لِفَصَاحَةِ اللِّسَانِ وَبَيَانِهِ فِي الْكَلَامِ ، أَيْ يَنْحَبِسُ لِسَانِي فَلَا يُبَيِّنُ عِنْدَ إِرَادَةِ الْمُحَاجَّةِ وَالِاسْتِدْلَالِ ، وَعَطْفُهُ عَلَى ( يَضِيقُ صَدْرِي ) ) يُنْبِئُ بِأَنَّهُ أَرَادَ بِضِيقِ الصَّدْرِ تَكَاثُرَ خَوَاطِرِ الِاسْتِدْلَالِ فِي نَفْسِهِ عَلَى الَّذِينَ كَذَّبُوهُ لِيُقْنِعَهُمْ بِصِدْقِهِ حَتَّى يَحُسَّ كَأَنَّ صَدْرَهُ قَدِ امْتَلَأَ وَالشَّأْنُ أَنَّ ذَلِكَ يَنْقُصُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ بِمِقْدَارِ مَا يُفْصِحُ عَنْهُ صَاحِبُهُ مِنْ إِبْلَاغِهِ إِلَى السَّامِعِينَ فَإِذَا كَانَتْ فِي لِسَانِهِ حَبْسَةٌ وَعِيٌّ بَقِيَتِ الْخَوَاطِرُ مُتَلَجْلِجَةً فِي صَدْرِهِ . وَالْمَعْنَى : وَيَضِيقُ صَدْرِي حِينَ يُكَذِّبُونَنِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97يَضِيقُ ، ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَلَا يَنْطَلِقُ ) مَرْفُوعَيْنِ عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12أَخَافُ ) ، وَلِذَلِكَ حَقَّقَهُ بِحَرْفِ التَّأْكِيدِ ؛ لِأَنَّهُ أَيْقَنَ بِحُصُولِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ جِبِلِّيٌّ عِنْدَ تَلَقِّي التَّكْذِيبِ ، وَلِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30176أَمَانَةَ الرِّسَالَةِ وَالْحِرْصَ عَلَى تَنْفِيذِ مُرَادِ اللَّهِ يُحْدِثُ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ لَا مَحَالَةَ ، وَإِذْ قَدْ كَانَ انْحِبَاسُ لِسَانِهِ يَقِينًا عِنْدَهُ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ كَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ التَّيَقُّنِ كَانَ فِعْلَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=97يَضِيقُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَلَا يَنْطَلِقُ ) مَعْطُوفَيْنِ عَلَى مَا هُوَ مُحَقَّقٌ عِنْدَهُ وَهُوَ حُصُولُ الْخَوْفِ مِنَ التَّكْذِيبِ ، وَلَمْ يَكُونَا مَعْطُوفَيْنِ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12يُكَذِّبُونِ ) الْمَخُوفِ مِنْهُ الْمُتَوَقَّعِ عَلَى أَنَّ كَوْنَهُ مُحَقَّقَ الْحُصُولِ يَجْعَلُهُ أَحْرَى مِنَ الْمُتَوَقَّعِ .
[ ص: 107 ] وَقَرَأَ يَعْقُوبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَيَضِيقُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13وَلَا يَنْطَلِقُ ) بِنَصْبِ الْفِعْلَيْنِ عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=12يُكَذِّبُونِ ) ، أَيْ يَتَوَقَّعُ أَنْ يَضِيقَ صَدْرُهُ وَلَا يَنْطَلِقَ لِسَانُهُ ، قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31909كَانَتْ بِمُوسَى حُبْسَةٌ فِي لِسَانِهِ إِذَا تَكَلَّمَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ طه وَسَيَجِيءُ فِي سُورَةِ الزُّخْرُفِ . وَلَيْسَ الْقَصْدُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ التَّنَصُّلَ مِنَ الِاضْطِلَاعِ بِهَذَا التَّكْلِيفِ الْعَظِيمِ وَلَكِنَّ الْقَصْدَ تَمْهِيدُ مَا فَرَّعَهُ عَلَيْهِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31954طَلَبِ تَشْرِيكِ أَخِيهِ هَارُونَ مَعَهُ ؛ لِأَنَّهُ أَقْدَرُ مِنْهُ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ وَالْخَطَابَةِ كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=34وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ ) . فَقَوْلُهُ هُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=13فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ) مُجْمَلٌ يُبَيِّنُهُ مَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى فَيُعْلَمُ أَنَّ فِي الْكَلَامِ هُنَا إِيجَازًا . وَأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ : فَأَرْسِلْ إِلَى
هَارُونَ عِوَضًا عَنِّي .
وَإِنَّمَا سَأَلَ اللَّهَ الْإِرْسَالَ إِلَى
هَارُونَ وَلَمْ يَسْأَلْهُ أَنْ يُكَلِّمَ
هَارُونَ كَمَا كَلَّمَهُ هُوَ ؛ لِأَنَّ
هَارُونَ كَانَ بَعِيدًا عَنْ مَكَانِ الْمُنَاجَاةِ . وَالْمَعْنَى : فَأَرْسِلْ مَلَكًا بِالْوَحْيِ إِلَى
هَارُونَ أَنْ يَكُونَ مَعِي .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ )
nindex.php?page=treesubj&link=32054_32053تَعْرِيضٌ بِسُؤَالِ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَأَنْ يَكْفِيَهُ شَرَّ عَدُوِّهِ حَتَّى يُؤَدِّيَ مَا عَهِدَ اللَّهُ إِلَيْهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ . وَهَذَا كَقَوْلِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
بَدْرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=10342145nindex.php?page=treesubj&link=30766اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَصْرَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ .
وَالذَّنْبُ : الْجُرْمُ وَمُخَالَفَةُ الْوَاجِبِ فِي قَوَانِينِهِمْ . وَأُطْلِقَ الذَّنْبُ عَلَى الْمُؤَاخَذَةِ فَإِنَّ الَّذِي لَهُمْ عَلَيْهِ هُوَ حَقُّ الْمُطَالَبَةِ بِدَمِ
nindex.php?page=treesubj&link=31922الْقَتِيلِ الَّذِي وَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ، وَتَوَعَّدَهُ الْقِبْطُ إِنْ ظَفِرُوا بِهِ لِيَقْتُلُوهُ فَخَرَجَ مِنْ
مِصْرَ خَائِفًا ، وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ تَوَجُّهِهِ إِلَى
بِلَادِ مَدْيَنَ . وَسَمَّاهُ ذَنْبًا بِحَسَبِ مَا فِي شَرْعِ الْقِبْطِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ شَرْعٌ إِلَهِيٌّ فِي أَحْكَامِ قَتْلِ النَّفْسِ . وَيَصِحُّ أَنْ يَكُونَ سَمَّاهُ ذَنْبًا ؛ لِأَنَّ قَتْلَ أَحَدٍ فِي غَيْرِ قِصَاصٍ وَلَا دِفَاعٍ عَنْ نَفْسِ الْمُدَافِعِ يُعْتَبَرُ جُرْمًا فِي قَوَانِينِ جَمَاعَاتِ الْبَشَرِ مِنْ عَهْدِ قَتْلِ أَحَدِ ابْنَيْ
آدَمَ أَخَاهُ ، وَقَدْ قَالَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) . وَأَيًّا مَا كَانَ فَهُوَ جَعَلَهُ ذَنْبًا لَهُمْ عَلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ) لَيْسَ هَلَعًا وَفَرَقًا مِنَ الْمَوْتِ ، فَإِنَّهُ لَمَّا أَصْبَحَ فِي مَقَامِ الرِّسَالَةِ مَا كَانَ بِالَّذِي يُبَالِي أَنْ يَمُوتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ وَلَكِنَّهُ خَشِيَ الْعَائِقَ مِنْ
[ ص: 108 ] إِتْمَامِ مَا عُهِدَ إِلَيْهِ مِمَّا فِيهِ لَهُ ثَوَابٌ جَزِيلٌ وَدَرَجَةٌ عُلْيَا .
وَحُذِفَتْ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14يَقْتُلُونِ ) لِلرِّعَايَةِ عَلَى الْفَاصِلَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=40وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَذِكْرُ
هَارُونَ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ ) فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .