[ ص: 220 ] زيد بن حارثة
ابن شراحيل - أو شرحبيل - بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان .
الأمير الشهيد النبوي المسمى في سورة الأحزاب ، أبو
أسامة الكلبي ، ثم المحمدي ، سيد الموالي ، وأسبقهم إلى الإسلام ، وحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو حبه ، وما أحب - صلى الله عليه وسلم - إلا طيبا ، ولم يسم الله - تعالى - في كتابه صحابيا باسمه إلا
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة وعيسى بن مريم - عليه السلام - الذي ينزل حكما مقسطا ويلتحق بهذه الأمة المرحومة في صلاته وصيامه وحجه ونكاحه وأحكام الدين الحنيف جميعها ، فكما أن
أبا القاسم سيد الأنبياء وأفضلهم وخاتمهم ، فكذلك
عيسى بعد نزوله أفضل هذه الأمة مطلقا ، ويكون ختامهم ، ولا يجيء بعده من فيه خير ; بل تطلع الشمس من مغربها ، ويأذن الله بدنو الساعة .
أخبرنا
أبو الفضل بن عساكر ، أنبأنا
عبد المعز بن محمد ، أنبأنا
تميم ، أنبأنا
أبو سعد ، أنبأنا
ابن حمدان ، أنبأنا
أبو يعلى الموصلي ، حدثنا
بندار ، حدثنا .
[ ص: 221 ] عبد الوهاب الثقفي ، حدثنا
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن ، عن
أسامة بن زيد ، عن أبيه قال :
خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما حارا من أيام مكة وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها ، فلقينا زيد بن عمرو بن نفيل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا زيد ، ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ " قال : والله يا محمد إن ذلك لغير نائلة لي فيهم ، لكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار فدك ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به . فقدمت على أحبار خيبر ، فوجدتهم كذلك ، فقدمت على أحبار الشام ، فوجدت كذلك فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي . فقال شيخ منهم : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالحيرة .
فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : ممن أنت ؟ قلت من أهل بيت الله . قال : إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك ، قد بعث نبي طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال . قال : فلم أحس بشيء . قال : فقرب إليه السفرة ، فقال : ما هذا يا محمد ؟ قال : " شاة ذبحناها لنصب " . قال : فإني لا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه . وتفرقنا ، فأتى رسول الله البيت ، فطاف به - وأنا معه - وبالصفا والمروة ، وكان عندهما صنمان من نحاس : إساف ونائلة ، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما ، فقال النبي : " لا تمسحهما ; فإنهما رجس " . فقلت في نفسي : لأمسنهما حتى أنظر ما يقول . فمسستهما ، فقال : " يا زيد ، ألم تنه " .
قال : ومات
زيد بن عمرو وأنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
لزيد :
[ ص: 222 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=878767 " إنه يبعث أمة وحده " .
في إسناده
محمد لا يحتج به ، وفي بعضه نكارة بينة .
عن
الحسن بن أسامة بن زيد قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكبر من
زيد بعشر سنين . قال : وكان قصيرا ، شديد الأدمة ، أفطس .
رواه
ابن سعد ، عن
الواقدي ، حدثنا
محمد بن الحسن بن أسامة ، عن أبيه ، ثم قال
ابن سعد : كذا صفته في هذه الرواية . وجاءت من وجه آخر أنه كان شديد البياض ، وكان ابنه
أسامة أسود ، ولذلك أعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول
مجزز القائف حيث يقول : إن هذه الأقدام بعضها من بعض .
[ ص: 223 ] لوين : حدثنا
حديج ، عن
أبي إسحاق قال : كان
جبلة بن حارثة في الحي ، فقالوا له : أنت أكبر أم
زيد ؟ قال :
زيد أكبر مني ، وأنا ولدت قبله ، وسأخبركم : إن أمنا كانت من
طيئ ، فماتت ، فبقينا في حجر جدنا ، فقال عماي لجدنا : نحن أحق بابني أخينا . فقال : خذا
جبلة ، ودعا
زيدا ، فأخذاني ، فانطلقا بي ، فجاءت خيل من
تهامة ، فأخذت
زيدا ، فوقع إلى
خديجة ، فوهبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم .
عبد الملك بن أبي سليمان حدثنا
أبو فزارة قال :
" أبصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة غلاما ذا ذؤابة قد أوقفه قومه بالبطحاء للبيع ، فأتى خديجة ، فقالت : كم ثمنه ؟ قال : سبع مائة : قالت : خذ سبع مائة . فاشتراه وجاء به إليها فقال : أما إنه لو كان لي لأعتقته . قالت : فهو لك . فأعتقه " .
[ ص: 224 ]
وعن
سليمان بن يسار وغيره قالوا : أول من أسلم
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة .
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن
سالم ، عن أبيه قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا
زيد بن محمد . فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=5ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله [ الأحزاب : 5 ] .
إسماعيل بن أبي خالد : عن
nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني قال : أخبرني
جبلة بن حارثة ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878769قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : يا رسول الله ، ابعث معي أخي [ ص: 225 ] زيدا . قال : " هو ذا ، فإن انطلق ، لم أمنعه " فقال زيد : لا والله ، لا أختار عليك أحدا أبدا . قال : فرأيت رأي أخي أفضل من رأيي سمعه
علي بن مسهر منه .
ذكره
ابن إسحاق وغيره فيمن شهد
بدرا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878770غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وغزوت مع nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة - كان يؤمره علينا .
[ ص: 226 ] الواقدي : حدثنا
محمد بن الحسن بن أسامة ، عن
أبي الحويرث قال : خرج
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة أميرا سبع سرايا .
الواقدي : حدثنا
ابن أخي الزهري ، عن
الزهري ، عن
عروة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=878771عن عائشة قالت : وقدم nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة من وجهه ذلك - تعني من سرية أم قرفة - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي . فقرع زيد الباب ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجر ثوبه عريانا ، ما رأيته عريانا قبلها - صلى الله عليه وسلم - حتى اعتنقه وقبله ثم ساءله ، فأخبره بما ظفره الله .
ابن إسحاق : عن
nindex.php?page=showalam&ids=17368يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن
محمد بن أسامة ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878772قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=138لزيد بن حارثة : " يا زيد ، أنت مولاي ، ومني وإلي ، وأحب القوم إلي " .
رواه
أحمد في " المسند " .
[ ص: 227 ] إسماعيل بن جعفر وابن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، سمع
ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=878773أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أسامة على قوم ، فطعن الناس في إمارته ، فقال : " إن تطعنوا في إمارته ، فقد طعنتم في إمارة أبيه ، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن ابنه هذا لأحب الناس إلي بعده " .
لفظ
إسماعيل : " وإن ابنه لمن أحب " .
nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
سالم ، عن أبيه : فذكر نحوه .
وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878774 " وإن كان أبوه لخليقا للإمارة ، وإن كان لأحب الناس كلهم إلي " .
قال
سالم : ما سمعت أبي يحدث بهذا الحديث قط إلا قال : والله ما حاشا
فاطمة .
إبراهيم بن يحيى بن هانئ الشجري حدثني أبي ، عن
ابن إسحاق ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
عائشة ، قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878775أتانا nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ، فقام إليه [ ص: 228 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجر ثوبه ، فقبل وجهه . وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقاتلوه ، فأرسل إليهم زيدا فقتلهم وقتلها ، وأرسل بدرعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فنصبه بالمدينة بين رمحين .
رواه
المحاملي عن
عبد الله بن شبيب عنه . وروى منه
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
إبراهيم هذا وحسنه .
مجالد : عن
الشعبي ، عن
عائشة قالت : لو أن
زيدا كان حيا ، لاستخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
وائل بن داود ، عن
البهي ، عن
عائشة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878776ما بعث رسول الله زيدا في جيش قط إلا أمره عليهم ، ولو بقي بعده استخلفه أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
قال
ابن عمر : فرض
عمر nindex.php?page=showalam&ids=111لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي ، فكلمته في
[ ص: 229 ] ذلك ، فقال : إنه كان أحب إلى رسول الله منك ، وإن أباه كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك .
قال
الواقدي :
عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد على الناس في غزوة مؤتة ، وقدمه على الأمراء ، فلما التقى الجمعان كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم ، فأخذ زيد اللواء فقاتل وقاتل معه الناس حتى قتل طعنا بالرماح رضي الله عنه . قال : فصلى عليه رسول الله ، أي دعا له ، وقال : " استغفروا لأخيكم ، قد دخل الجنة وهو يسعى " .
وكانت
مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة .
جماعة : عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي ميسرة ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878778لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل زيد ، وجعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=82وابن رواحة ، قام - صلى الله عليه وسلم - فذكر شأنهم ، فبدأ بزيد ، فقال : " اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، ثلاثا ، اللهم اغفر لجعفر nindex.php?page=showalam&ids=16431وعبد الله بن رواحة " .
حماد بن زيد : عن
خالد بن سلمة المخزومي ، قال :
لما جاء مصاب زيد وأصحابه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله بعد ذلك ، فلقيته بنت زيد ، فأجهشت بالبكاء في وجهه ، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى حتى انتحب ، فقيل : ما [ ص: 230 ] هذا يا رسول الله ؟ قال : " شوق الحبيب إلى الحبيب " رواه
مسدد nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب عنه .
nindex.php?page=showalam&ids=15719حسين بن واقد : عن
ابن بريدة ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" دخلت الجنة ، فاستقبلتني جارية شابة . فقلت : لمن أنت ؟ قالت : أنا nindex.php?page=showalam&ids=138لزيد بن حارثة " إسناده حسن .
[ ص: 220 ] زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ
ابْنُ شَرَاحِيلَ - أَوْ شُرَحْبِيلَ - بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يَزِيدَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ .
الْأَمِيرُ الشَّهِيدُ النَّبَوِيُّ الْمُسَمَّى فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ ، أَبُو
أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ ، ثُمَّ الْمُحَمَّدِيُّ ، سَيِّدُ الْمُوَالِي ، وَأَسْبِقُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَحِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو حِبِّهِ ، وَمَا أَحَبَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا طَيِّبًا ، وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي كِتَابِهِ صَحَابِيًّا بِاسْمِهِ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَعِيسَى بْنَ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - الَّذِي يَنْزِلُ حَكَمًا مُقْسِطًا وَيَلْتَحِقُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ فِي صَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَحَجِّهِ وَنِكَاحِهِ وَأَحْكَامِ الدِّينِ الْحَنِيفِ جَمِيعِهَا ، فَكَمَا أَنَّ
أَبَا الْقَاسِمِ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَفْضَلُهُمْ وَخَاتَمَهُمْ ، فَكَذَلِكَ
عِيسَى بَعْدَ نُزُولِهِ أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُطْلَقًا ، وَيَكُونُ خِتَامَهُمْ ، وَلَا يَجِيءُ بَعْدَهُ مَنْ فِيهِ خَيْرٌ ; بَلْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَيَأْذَنُ اللَّهُ بِدُنُوِّ السَّاعَةِ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَسَاكِرَ ، أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنْبَأَنَا
تَمِيمٌ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو سَعْدٍ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ حَمْدَانَ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا
بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا .
[ ص: 221 ] عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدَفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا ، فَلَقِينَا زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " يَا زَيْدُ ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ ؟ " قَالَ : وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي فِيهِمْ ، لَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكٍ ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ . فَقَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ خَيْبَرَ ، فَوَجَدْتُهُمْ كَذَلِكَ ، فَقَدِمْتُ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ ، فَوَجَدْتُ كَذَلِكَ فَقُلْتُ : مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي . فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلَّا شَيْخٌ بِالْحِيرَةِ .
فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَلْتُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ . قَالَ : إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ طَلَعَ نَجْمُهُ ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتَهُمْ فِي ضَلَالٍ . قَالَ : فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ . قَالَ : فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : " شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ " . قَالَ : فَإِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ . وَتَفَرَّقْنَا ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ - وَأَنَا مَعَهُ - وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَكَانَ عِنْدَهُمَا صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ : إِسَافٌ وَنَائِلَةٌ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ : " لَا تَمْسَحُهُمَا ; فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ " . فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَأَمَسَّنَّهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ . فَمَسِسْتُهُمَا ، فَقَالَ : " يَا زَيْدُ ، أَلَمْ تُنْهَ " .
قَالَ : وَمَاتَ
زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لِزَيْدٍ :
[ ص: 222 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=878767 " إِنَّهُ يَبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ " .
فِي إِسْنَادِهِ
مُحَمَّدٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، وَفِي بَعْضِهِ نَكَارَةٌ بَيِّنَةٌ .
عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْبَرَ مِنْ
زَيْدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ . قَالَ : وَكَانَ قَصِيرًا ، شَدِيدَ الْأُدْمَةِ ، أَفْطَسَ .
رَوَاهُ
ابْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
الْوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، ثُمَّ قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ : كَذَا صِفَتُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ . وَجَاءَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّهُ كَانَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ ، وَكَانَ ابْنُهُ
أُسَامَةُ أَسْوَدَ ، وَلِذَلِكَ أُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِ
مُجَزِّزِ الْقَائِفِ حَيْثُ يَقُولُ : إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ .
[ ص: 223 ] لُوَيْنٌ : حَدَّثَنَا
حُدَيْجٌ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : كَانَ
جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ فِي الْحَيِّ ، فَقَالُوا لَهُ : أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ
زَيْدٌ ؟ قَالَ :
زَيْدٌ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ ، وَسَأُخْبِرُكُمْ : إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ مِنْ
طَيِّئٍ ، فَمَاتَتْ ، فَبَقِينَا فِي حِجْرِ جَدِّنَا ، فَقَالَ عَمَّايَ لِجَدِّنَا : نَحْنُ أَحَقُّ بِابْنَيْ أَخِينَا . فَقَالَ : خُذَا
جَبَلَةَ ، وَدَعَا
زَيْدًا ، فَأَخَذَانِي ، فَانْطَلَقَا بِي ، فَجَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ
تِهَامَةَ ، فَأَخَذَتْ
زَيْدًا ، فَوَقَعَ إِلَى
خَدِيجَةَ ، فَوَهَبَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا
أَبُو فَزَارَةَ قَالَ :
" أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ غُلَامًا ذَا ذُؤَابَةٍ قَدْ أَوْقَفَهُ قَوْمُهُ بِالْبَطْحَاءِ لِلْبَيْعِ ، فَأَتَى خَدِيجَةَ ، فَقَالَتْ : كَمْ ثَمَنُهُ ؟ قَالَ : سَبْعُ مِائَةٍ : قَالَتْ : خُذْ سَبْعَ مِائَةٍ . فَاشْتَرَاهُ وَجَاءَ بِهِ إِلَيْهَا فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَوْ كَانَ لِي لَأَعْتَقْتُهُ . قَالَتْ : فَهُوَ لَكَ . فَأَعْتَقَهُ " .
[ ص: 224 ]
وَعَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِ قَالُوا : أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ
سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَّا
زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ . فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=5ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [ الْأَحْزَابِ : 5 ] .
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12112أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878769قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْعَثْ مَعِي أَخِي [ ص: 225 ] زَيْدًا . قَالَ : " هُوَ ذَا ، فَإِنِ انْطَلَقَ ، لَمْ أَمْنَعْهُ " فَقَالَ زَيْدٌ : لَا وَاللَّهِ ، لَا أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا أَبَدًا . قَالَ : فَرَأَيْتُ رَأْيَ أَخِي أَفْضَلَ مِنْ رَأْيِي سَمِعَهُ
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ مِنْهُ .
ذَكَرَهُ
ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ فِيمَنْ شَهِدَ
بَدْرًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878770غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَغَزَوْتُ مَعَ nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ - كَانَ يُؤَمِّرُهُ عَلَيْنَا .
[ ص: 226 ] الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ
أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ : خَرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَمِيرًا سَبْعَ سَرَايَا .
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=878771عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : وَقَدِمَ nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ - تَعْنِي مِنْ سَرِيَّةِ أُمِّ قِرْفَةَ - وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِي . فَقَرَعَ زَيْدٌ الْبَابَ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجُرُّ ثَوْبَهُ عُرْيَانًا ، مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى اعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ ثُمَّ سَاءَلَهُ ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفَّرَهُ اللَّهُ .
ابْنُ إِسْحَاقَ : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17368يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878772قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=138لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ : " يَا زَيْدُ ، أَنْتَ مَوْلَايَ ، وَمِنِّي وَإِلَيَّ ، وَأَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ " .
رَوَاهُ
أَحْمَدُ فِي " الْمُسْنَدِ " .
[ ص: 227 ] إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16430عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، سَمِعَ
ابْنَ عُمَرَ nindex.php?page=hadith&LINKID=878773أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ ، فَقَالَ : " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ ، فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ " .
لَفْظُ
إِسْمَاعِيلَ : " وَإِنَّ ابْنَهُ لَمِنْ أَحَبِّ " .
nindex.php?page=showalam&ids=12377إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ
سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ : فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَفِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878774 " وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ " .
قَالَ
سَالِمٌ : مَا سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَطُّ إِلَّا قَالَ : وَاللَّهِ مَا حَاشَا
فَاطِمَةَ .
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ الشَّجَرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878775أَتَانَا nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ [ ص: 228 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجُرُّ ثَوْبَهُ ، فَقَبَّلَ وَجْهَهُ . وَكَانَتْ أُمُّ قِرْفَةَ جَهَّزَتْ أَرْبَعِينَ رَاكِبًا مِنْ وَلَدِهَا وَوَلَدِ وَلَدِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيُقَاتِلُوهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ زَيْدًا فَقَتَلَهُمْ وَقَتَلَهَا ، وَأَرْسَلَ بِدِرْعِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَنَصَبَهُ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَ رُمْحَيْنِ .
رَوَاهُ
الْمُحَامِلِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْهُ . وَرَوَى مِنْهُ
التِّرْمِذِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ هَذَا وَحَسَّنَهُ .
مُجَالِدٌ : عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : لَوْ أَنَّ
زَيْدًا كَانَ حَيًّا ، لَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنِ
الْبَهِيِّ ، عَنْ
عَائِشَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878776مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ زَيْدًا فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ .
قَالَ
ابْنُ عُمَرَ : فَرَضَ
عُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=111لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي ، فَكَلَّمْتُهُ فِي
[ ص: 229 ] ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكَ ، وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَبِيكَ .
قَالَ
الْوَاقِدِيُّ :
عَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِزَيْدٍ عَلَى النَّاسِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ ، وَقَدَّمَهُ عَلَى الْأُمَرَاءِ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ كَانَ الْأُمَرَاءُ يُقَاتِلُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ ، فَأَخَذَ زَيْدٌ اللِّوَاءَ فَقَاتَلَ وَقَاتَلَ مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى قُتِلَ طَعْنًا بِالرِّمَاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . قَالَ : فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ، أَيْ دَعَا لَهُ ، وَقَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، قَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى " .
وَكَانَتْ
مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً .
جَمَاعَةٌ : عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي مَيْسَرَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=878778لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَتْلُ زَيْدٍ ، وَجَعْفَرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=82وَابْنِ رَوَاحَةَ ، قَامَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ شَأْنَهُمْ ، فَبَدَأَ بِزَيْدٍ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ ، ثَلَاثًا ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِجَعْفَرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16431وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ " .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ : عَنْ
خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ ، قَالَ :
لَمَّا جَاءَ مُصَابُ زَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْزِلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَلَقِيَتْهُ بِنْتُ زَيْدٍ ، فَأَجْهَشَتْ بِالْبُكَاءِ فِي وَجْهِهِ ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَكَى حَتَّى انْتَحَبَ ، فَقِيلَ : مَا [ ص: 230 ] هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " شَوْقُ الْحَبِيبِ إِلَى الْحَبِيبِ " رَوَاهُ
مُسَدَّدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16039وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=15719حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ : عَنِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
" دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ . فَقُلْتُ : لِمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَتْ : أَنَا nindex.php?page=showalam&ids=138لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ " إِسْنَادُهُ حَسَنٌ .