[ ص: 166 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82nindex.php?page=treesubj&link=32427_28976لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ( 82 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ( 83 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ( 84 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ( 85 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ( 86 ) )
قال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : نزلت هذه الآيات في
النجاشي وأصحابه ، الذين حين تلا عليهم
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم . وهذا القول فيه نظر ; لأن هذه الآية مدنية ، وقصة
جعفر مع
النجاشي قبل الهجرة .
وقال
سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وغيرهما : نزلت في وفد بعثهم
النجاشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه ، ويروا صفاته ، فلما قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن أسلموا وبكوا وخشعوا ، ثم رجعوا إلى
النجاشي فأخبروه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فهاجر
النجاشي فمات في الطريق .
وهذا من إفراد
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي فإن
النجاشي مات وهو ملك
الحبشة وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات ، وأخبر به أصحابه ، وأخبر أنه مات بأرض
الحبشة .
ثم اختلف في عدة هذا الوفد ، فقيل : اثنا عشر ، سبعة قساوسة وخمسة رهابين . وقيل بالعكس . وقيل : خمسون . وقيل : بضع وستون . وقيل : سبعون رجلا . فالله أعلم .
وقال
عطاء بن أبي رباح : هم قوم من أهل
الحبشة أسلموا حين قدم عليهم مهاجرة
الحبشة من المسلمين ، وقال
قتادة : هم قوم كانوا على دين
عيسى ابن مريم فلما رأوا المسلمين وسمعوا القرآن أسلموا ولم يتلعثموا . واختار
ابن جرير أن هذه [ الآية ] نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة ، سواء أكانوا من الحبشة أو غيرها .
فقوله [ تعالى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) ما ذاك إلا لأن
nindex.php?page=treesubj&link=29434_32424كفر اليهود عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم . ولهذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسحروه ، وألبوا عليه أشباههم من المشركين - عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .
وقال
الحافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسير هذه الآية : حدثنا
أحمد بن محمد بن السري : حدثنا
محمد بن علي بن حبيب الرقي ، حدثنا
سعيد العلاف بن العلاف ، حدثنا
أبو النضر ، عن
الأشجعي ، عن
سفيان ، عن
يحيى بن عبد الله عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما خلا يهودي قط بمسلم إلا هم بقتله " .
ثم رواه عن
محمد بن أحمد بن إسحاق اليشكري ، حدثنا
أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي ، حدثنا
فرج بن عبيد ، حدثنا
عباد بن العوام ، عن
يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما خلا يهودي بمسلم إلا حدثت نفسه بقتله " . وهذا حديث غريب جدا .
[ ص: 167 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) أي : الذين زعموا أنهم
نصارى من أتباع
المسيح وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم ، إذ كانوا على دين
المسيح من الرقة والرأفة ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ) [ الحديد : 27 ] وفي كتابهم : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر . وليس القتال مشروعا في ملتهم ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) أي : يوجد فيهم القسيسون - وهم خطباؤهم وعلماؤهم ، واحدهم : قسيس وقس أيضا ، وقد يجمع على قسوس - والرهبان : جمع راهب ، وهو : العابد . مشتق من الرهبة ، وهي الخوف ؛ كراكب وركبان ، وفارس وفرسان .
وقال
ابن جرير : وقد يكون الرهبان واحدا وجمعه رهابين ، مثل قربان وقرابين ، وجردان وجرادين وقد يجمع على رهابنة . ومن الدليل على أنه يكون عند العرب واحدا قول الشاعر :
لو عاينت رهبان دير في القلل لانحدر الرهبان يمشي ونزل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا
بشر بن آدم ، حدثنا
نصير بن أبي الأشعث حدثني
الصلت الدهان عن
حامية بن رئاب قال : سألت
سلمان عن قول الله [ عز وجل ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ) فقال : دع " القسيسين " في البيع والخرب ، أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا " .
وكذا رواه
ابن مردويه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن
نصير بن زياد الطائي ، عن
صلت الدهان ، عن
حامية بن رئاب ، عن
سلمان به .
وقال
ابن أبي حاتم : ذكره أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا
نصير بن زياد الطائي ، حدثنا
صلت الدهان عن
حامية بن رئاب قال : سمعت
سلمان وسئل عن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ) قال : هم الرهبان الذين هم في الصوامع والخرب ، فدعوهم فيها ، قال
سلمان : وقرأت على النبي صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذلك بأن منهم قسيسين [ ورهبانا ] ) فأقرأني : " ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا " .
[ ص: 168 ]
فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ، ثم وصفهم بالانقياد للحق واتباعه والإنصاف ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) أي : مما عندهم من البشارة ببعثة
محمد صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) أي : مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
عمرو بن علي الفلاس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16681عمر بن علي بن مقدم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه ، عن
عبد الله بن الزبير [ رضي الله عنهما ] قال : نزلت هذه الآية في
النجاشي وفي أصحابه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )
وقال الطبراني : حدثنا
أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد ، حدثنا أبي ، حدثنا
العباس بن الفضل ، عن
عبد الجبار بن نافع الضبي ، عن
قتادة وجعفر بن إياس ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ) قال : إنهم كانوا كرابين - يعني : فلاحين - قدموا مع
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب من
الحبشة فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824498 " ولعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم إلى دينكم " . فقالوا : لن ننتقل عن ديننا . فأنزل الله ذلك من قولهم .
وروى
ابن أبي حاتم :
وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في مستدركه ، من طريق
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83فاكتبنا مع الشاهدين ) أي : مع
محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمته هم الشاهدون ، يشهدون لنبيهم أنه قد بلغ ، وللرسل أنهم قد بلغوا . ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) وهذا الصنف من
النصارى هم المذكورون في قوله [ عز وجل ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله [ لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ] ) الآية [ آل عمران : 199 ] ، وهم الذين قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم ] ) إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لا نبتغي الجاهلين ) [ القصص : 52 - 55 ]
[ ص: 169 ]
ولهذا قال تعالى ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي : فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) أي : ساكنين فيها أبدا ، لا يحولون ولا يزولون (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85وذلك جزاء المحسنين ) أي : في اتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان .
ثم أخبر عن حال الأشقياء فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) أي : جحدوا بها وخالفوها (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86أولئك أصحاب الجحيم ) أي : هم أهلها والداخلون إليها .
[ ص: 166 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82nindex.php?page=treesubj&link=32427_28976لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ( 82 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ( 83 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ( 84 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ( 85 )
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 86 ) )
قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي
النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، الَّذِينَ حِينَ تَلَا عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْحَبَشَةِ الْقُرْآنَ بَكَوْا حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ . وَهَذَا الْقَوْلُ فِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَدَنِيَّةٌ ، وَقِصَّةُ
جَعْفَرٍ مَعَ
النَّجَاشِيِّ قَبْلَ الْهِجْرَةِ .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ وَغَيْرُهُمَا : نَزَلَتْ فِي وَفْدٍ بَعَثَهُمُ
النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْمَعُوا كَلَامَهُ ، وَيَرَوْا صِفَاتِهِ ، فَلِمَا قَرَأَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ أَسْلَمُوا وَبَكَوْا وَخَشَعُوا ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى
النَّجَاشِيِّ فَأَخْبَرُوهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السَّدِّيُّ : فَهَاجَرَ
النَّجَاشِيُّ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ .
وَهَذَا مِنْ إِفْرَادِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فَإِنَّ
النَّجَاشِيَّ مَاتَ وَهُوَ مَلِكُ
الْحَبَشَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ ، وَأَخْبَرَ بِهِ أَصْحَابَهُ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَاتَ بِأَرْضِ
الْحَبَشَةِ .
ثُمَّ اخْتُلِفَ فِي عِدَّةِ هَذَا الْوَفْدِ ، فَقِيلَ : اثْنَا عَشَرَ ، سَبْعَةُ قَسَاوِسَةٍ وَخَمْسَةُ رَهَابِينَ . وَقِيلَ بِالْعَكْسِ . وَقِيلَ : خَمْسُونَ . وَقِيلَ : بِضْعٌ وَسِتُّونَ . وَقِيلَ : سَبْعُونَ رَجُلًا . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ
الْحَبَشَةِ أَسْلَمُوا حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مُهَاجِرَةُ
الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُمْ قَوْمٌ كَانُوا عَلَى دِينِ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَلَمَّا رَأَوُا الْمُسْلِمِينَ وَسَمِعُوا الْقُرْآنَ أَسْلَمُوا وَلَمْ يَتَلَعْثَمُوا . وَاخْتَارَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ هَذِهِ [ الْآيَةَ ] نَزَلَتْ فِي صِفَةِ أَقْوَامٍ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ ، سَوَاءٌ أَكَانُوا مِنَ الْحَبَشَةِ أَوْ غَيْرِهَا .
فَقَوْلُهُ [ تَعَالَى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) مَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29434_32424كُفْرِ الْيَهُودِ عِنَادٌ وَجُحُودٌ وَمُبَاهَتَةٌ لِلْحَقِّ وَغَمْطٌ لِلنَّاسِ وَتَنَقُّصٌ بِحَمَلَةِ الْعِلْمِ . وَلِهَذَا قَتَلُوا كَثِيرًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى هَمُّوا بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَحَرُوهُ ، وَأَلَّبُوا عَلَيْهِ أَشْبَاهَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - عَلَيْهِمْ لِعَائِنُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَقَالَ
الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ عِنْدَ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ الْعَلَّافُ بْنُ الْعَلَّافِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو النَّضْرِ ، عَنِ
الْأَشْجَعِيِّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا خَلَا يَهُودِيٌّ قَطُّ بِمُسْلِمٍ إِلَّا هَمَّ بِقَتْلِهِ " .
ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْيَشْكُرِيِّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ الْأَهْوَازِيُّ ، حَدَّثَنَا
فَرَجُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا خَلَا يَهُودِيٌّ بِمُسْلِمٍ إِلَّا حَدَّثَتْ نَفْسُهُ بِقَتْلِهِ " . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا .
[ ص: 167 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ) أَيِ : الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ
نَصَارَى مِنْ أَتْبَاعِ
الْمَسِيحِ وَعَلَى مِنْهَاجِ إِنْجِيلِهِ ، فِيهِمْ مَوَدَّةٌ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ فِي الْجُمْلَةِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ، إِذْ كَانُوا عَلَى دِينِ
الْمَسِيحِ مِنَ الرِّقَّةِ وَالرَّأْفَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ) [ الْحَدِيدِ : 27 ] وَفِي كِتَابِهِمْ : مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ الْأَيْمَنِ فَأَدِرْ لَهُ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ . وَلَيْسَ الْقِتَالُ مَشْرُوعًا فِي مِلَّتِهِمْ ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) أَيْ : يُوجَدُ فِيهِمُ الْقِسِّيسُونَ - وَهُمْ خُطَبَاؤُهُمْ وَعُلَمَاؤُهُمْ ، وَاحِدُهُمْ : قِسِّيسٌ وَقَسٌّ أَيْضًا ، وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى قُسُوسٍ - وَالرُّهْبَانُ : جَمْعُ رَاهِبٍ ، وَهُوَ : الْعَابِدُ . مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّهْبَةِ ، وَهِيَ الْخَوْفُ ؛ كَرَاكِبٍ وَرُكْبَانٍ ، وَفَارِسٍ وَفُرْسَانٍ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَقَدْ يَكُونُ الرُّهْبَانُ وَاحِدًا وَجَمْعُهُ رَهَابِينُ ، مِثْلُ قُرْبَانٍ وَقَرَابِينَ ، وجُرْدَانٍ وَجَرَادِينَ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى رَهَابِنَةٍ . وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ يَكُونُ عِنْدَ الْعَرَبِ وَاحِدًا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَوْ عَايَنَتْ رُهْبَانُ دَيْرٍ فِي الْقُلَلْ لَانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ يَمْشِي وَنَزَلْ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا
نُصَيْرُ بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ حَدَّثَنِي
الصَّلْتُ الدَّهَّانُ عَنْ
حَامِيَةَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ : سَأَلْتُ
سَلْمَانَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ [ عَزَّ وَجَلَّ ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا ) فَقَالَ : دَعِ " الْقِسِّيسِينَ " فِي الْبَيْعِ وَالْخَرِبِ ، أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينِ وَرُهْبَانًا " .
وَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17319يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيِّ ، عَنْ
نُصَيْرِ بْنِ زِيَادٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ
صَلْتٍ الدِّهَانِ ، عَنْ
حَامِيَةَ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ
سَلْمَانَ بِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : ذَكَرَهُ أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17319يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا
نُصَيْرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ ، حَدَّثَنَا
صَلْتٌ الدَّهَّانُ عَنْ
حَامِيَةَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ : سَمِعْتُ
سَلْمَانَ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا ) قَالَ : هُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ هُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخَرَبِ ، فَدَعَوْهُمْ فِيهَا ، قَالَ
سَلْمَانُ : وَقَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ [ وَرُهْبَانًا ] ) فَأَقْرَأَنِي : " ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا " .
[ ص: 168 ]
فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) تَضَمَّنَ وَصْفَهُمْ بِأَنَّ فِيهِمُ الْعِلْمَ وَالْعِبَادَةَ وَالتَّوَاضُعَ ، ثُمَّ وَصَفَهُمْ بِالِانْقِيَادِ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعِهِ وَالْإِنْصَافِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ) أَيْ : مِمَّا عِنْدَهُمْ مِنَ الْبِشَارَةِ بِبَعْثَةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) أَيْ : مَعَ مَنْ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ هَذَا وَيُؤْمِنُ بِهِ .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلَّاسِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16681عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ] قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
النَّجَاشِيِّ وَفِي أَصْحَابِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : حَدَّثَنَا
أَبُو شُبَيْلٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ
عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ نَافِعٍ الضَّبِّيِّ ، عَنْ
قَتَادَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ) قَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا كَرَابِينَ - يَعْنِي : فَلَّاحِينَ - قَدِمُوا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنَ
الْحَبَشَةِ فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ آمَنُوا وَفَاضَتْ أَعْيُنُهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824498 " وَلَعَلَّكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى أَرْضِكُمُ انْتَقَلْتُمْ إِلَى دِينِكُمْ " . فَقَالُوا : لَنْ نَنْتَقِلَ عَنْ دِينِنَا . فَأَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ .
وَرَوَى
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ :
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ ، مِنْ طَرِيقِ
سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) أَيْ : مَعَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّتِهِ هُمُ الشَّاهِدُونَ ، يَشْهَدُونَ لِنَبِيِّهِمْ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَلِلرُّسُلِ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا . ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=84وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ) وَهَذَا الصِّنْفُ مِنَ
النَّصَارَى هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي قَوْلِهِ [ عَزَّ وَجَلَّ ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ [ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعٌ الْحِسَابِ ] ) الْآيَةَ [ آلِ عِمْرَانَ : 199 ] ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=54أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ] ) إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) [ الْقَصَصِ : 52 - 55 ]
[ ص: 169 ]
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) أَيْ : فَجَازَاهُمْ عَلَى إِيمَانِهِمْ وَتَصْدِيقِهِمْ وَاعْتِرَافِهِمْ بِالْحَقِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ) أَيْ : سَاكِنِينَ فِيهَا أَبَدًا ، لَا يُحَوَّلُونَ وَلَا يَزُولُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=85وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) أَيْ : فِي اتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ وَانْقِيَادِهِمْ لَهُ حَيْثُ كَانَ ، وَأَيْنَ كَانَ ، وَمَعَ مَنْ كَانَ .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ حَالِ الْأَشْقِيَاءِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) أَيْ : جَحَدُوا بِهَا وَخَالَفُوهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=86أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) أَيْ : هُمْ أَهْلُهَا وَالدَّاخِلُونَ إِلَيْهَا .