قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29023أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم له البنات ولكم البنون أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون [ ص: 69 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء " أم " صلة زائدة والتقدير : أخلقوا من غير شيء . قال
ابن عباس : من غير رب خلقهم وقدرهم . وقيل : من غير أم ولا أب ; فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم لله عليهم حجة ، ليسوا كذلك ، أليس قد خلقوا من نطفة وعلقة ومضغة ؟ قاله
ابن عطاء . وقال
ابن كيسان : أم خلقوا عبثا وتركوا سدى
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35من غير شيء أي لغير شيء ف " من " بمعنى اللام .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم هم الخالقون أي : أيقولون إنهم خلقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون لأمر الله وهم لا يقولون ذلك ، وإذا أقروا أن ثم خالقا غيرهم فما الذي يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون الأصنام ، ومن الإقرار بأنه قادر على البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أم خلقوا السماوات والأرض أي ليس الأمر كذلك فإنهم لم يخلقوا شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36بل لا يوقنون بالحق
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم عندهم خزائن ربك أم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويعرضوا عن أمره . وقال
ابن عباس : خزائن ربك : المطر والرزق . وقيل : مفاتيح الرحمة . وقال
عكرمة : النبوة . أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاءوا . وضرب المثل بالخزائن ; لأن الخزانة بيت يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر ; ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم هم المسيطرون قال
ابن عباس : المسلطون الجبارون . وعنه أيضا : المبطلون . وقاله
الضحاك . وعن
ابن عباس أيضا : أم هم المتولون .
عطاء : أم هم أرباب قاهرون . قال
عطاء : يقال تسيطرت علي أي : اتخذتني خولا لك . وقاله
أبو عبيدة . وفي الصحاح : المسيطر والمصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله ، وأصله من السطر ; لأن الكتاب يسطر والذي يفعله مسطر ومسيطر . يقال سيطرت علينا .
ابن بحر :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أم هم المسيطرون أي هم الحفظة ; مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه ; فصار المسيطر هاهنا حافظا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ . وفيه ثلاث لغات : الصاد وبها قرأت العامة ، والسين وهي قراءة
ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام وأبي حيوة ، وبإشمام الصاد الزاي وهي قراءة
حمزة كما تقدم في الصراط .
قوله تعالى : أم لهم سلم أي : أيدعون أن لهم مرتقى إلى السماء ومصعدا وسببا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38يستمعون فيه أي عليه الأخبار ويصلون به إلى علم الغيب ، كما يصل إليه
محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فليأت مستمعهم بسلطان مبين أي بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق .
[ ص: 70 ] والسلم واحد السلالم التي يرتقى عليها . وربما سمي الغرز بذلك ; قال
أبو الربيس الثعلبي يصف ناقته :
مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها بسلم غرز في مناخ يعاجله
وقال
زهير :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنها وإن يرق أسباب السماء بسلم
وقال آخر :
تجنيت لي ذنبا وما إن جنيته لتتخذي عذرا إلى الهجر سلما
وقال
ابن مقبل في الجمع :
لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا يبنى له في السماوات السلاليم
الأحجاء النواحي مثل الأرجاء واحدها حجا ورجا مقصور . ويروى : أعناء البلاد ، والأعناء أيضا الجوانب والنواحي واحدها عنو بالكسر . وقال
ابن الأعرابي : واحدها عنا مقصور . وجاءنا أعناء من الناس واحدهم عنو بالكسر ، وهم قوم من قبائل شتى . يستمعون فيه أي عليه ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71في جذوع النخل أي عليها ; قاله
الأخفش . وقال
أبو عبيدة : يستمعون به . وقال
الزجاج : أي : ألهم
كجبريل الذي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أم له البنات ولكم البنون سفه أحلامهم توبيخا لهم وتقريعا . أي أتضيفون إلى الله البنات مع أنفتكم منهن ، ومن كان عقله هكذا فلا يستبعد منه إنكار البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أم تسألهم أجرا أي على تبليغ الرسالة .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40فهم من مغرم مثقلون أي فهم من المغرم الذي تطلبهم به مثقلون مجهدون لما كلفتهم به .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أم عندهم الغيب فهم يكتبون أي يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب . وقيل : أي أم عندهم علم ما غاب عن الناس حتى علموا أن ما أخبرهم به الرسول من أمر القيامة والجنة والنار والبعث باطل . وقال
قتادة : لما قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30نتربص به ريب المنون قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أم عندهم الغيب حتى علموا متى يموت
محمد أو إلى ما يئول إليه أمره . وقال
ابن عباس : أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون
[ ص: 71 ] الناس بما فيه . وقال
القتبي : يكتبون يحكمون والكتاب الحكم ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كتب ربكم على نفسه الرحمة أي حكم ، وقوله عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866223والذي نفسي بيده لأحكمن بينكم بكتاب الله أي بحكم الله .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أم يريدون كيدا أي مكرا بك في
دار الندوة .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42فالذين كفروا هم المكيدون أي : الممكور بهم ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وذلك أنهم قتلوا
ببدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أم لهم إله غير الله يخلق ويرزق ويمنع .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43سبحان الله عما يشركون نزه نفسه أن يكون له شريك . قال
الخليل : كل ما في سورة " والطور " من ذكر " أم " فكلمة استفهام وليس بعطف .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29023أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [ ص: 69 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ " أَمْ " صِلَةٌ زَائِدَةٌ وَالتَّقْدِيرُ : أَخُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : مِنْ غَيْرِ رَبٍّ خَلَقَهُمْ وَقَدَّرَهُمْ . وَقِيلَ : مِنْ غَيْرِ أُمٍّ وَلَا أَبٍ ; فَهُمْ كَالْجَمَادِ لَا يَعْقِلُونَ وَلَا تَقُومُ لِلَّهِ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ ، لَيْسُوا كَذَلِكَ ، أَلَيْسَ قَدْ خُلِقُوا مِنْ نُطْفَةٍ وَعَلَقَةٍ وَمُضْغَةٍ ؟ قَالَهُ
ابْنُ عَطَاءٍ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : أَمْ خُلِقُوا عَبَثًا وَتُرِكُوا سُدًى
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَيْ لِغَيْرِ شَيْءٍ فَ " مِنْ " بِمَعْنَى اللَّامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَيْ : أَيَقُولُونَ إِنَّهُمْ خَلَقُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يَأْتَمِرُونَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَهُمْ لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ ، وَإِذَا أَقَرُّوا أَنَّ ثَمَّ خَالِقًا غَيْرَهُمْ فَمَا الَّذِي يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْإِقْرَارِ لَهُ بِالْعِبَادَةِ دُونَ الْأَصْنَامِ ، وَمِنَ الْإِقْرَارِ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَخْلُقُوا شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=36بَلْ لَا يُوقِنُونَ بِالْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ عِنْدَهُمْ ذَلِكَ فَيَسْتَغْنُوا عَنِ اللَّهِ وَيُعْرِضُوا عَنْ أَمْرِهِ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : خَزَائِنُ رَبِّكَ : الْمَطَرُ وَالرِّزْقُ . وَقِيلَ : مَفَاتِيحُ الرَّحْمَةِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : النُّبُوَّةُ . أَيْ أَفَبِأَيْدِيهِمْ مَفَاتِيحُ رَبِّكَ بِالرِّسَالَةِ يَضَعُونَهَا حَيْثُ شَاءُوا . وَضَرَبَ الْمَثَلَ بِالْخَزَائِنِ ; لِأَنَّ الْخِزَانَةَ بَيْتٌ يُهَيَّأُ لِجَمْعِ أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الذَّخَائِرِ ; وَمَقْدُورَاتُ الرَّبِّ كَالْخَزَائِنِ الَّتِي فِيهَا مِنْ كُلِّ الْأَجْنَاسِ فَلَا نِهَايَةَ لَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُسَلَّطُونَ الْجَبَّارُونَ . وَعَنْهُ أَيْضًا : الْمُبْطِلُونَ . وَقَالَهُ
الضَّحَّاكُ . وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : أَمْ هُمُ الْمُتَوَلُّونَ .
عَطَاءٌ : أَمْ هُمْ أَرْبَابٌ قَاهِرُونَ . قَالَ
عَطَاءٌ : يُقَالُ تَسَيْطَرْتَ عَلَيَّ أَيِ : اتَّخَذْتَنِي خَوَلًا لَكَ . وَقَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ . وَفِي الصِّحَاحِ : الْمُسَيْطِرُ وَالْمُصَيْطِرُ الْمُسَلَّطُ عَلَى الشَّيْءِ لِيُشْرِفَ عَلَيْهِ وَيَتَعَهَّدَ أَحْوَالَهُ وَيَكْتُبَ عَمَلَهُ ، وَأَصْلُهُ مِنَ السَّطْرِ ; لِأَنَّ الْكِتَابَ يُسَطَّرُ وَالَّذِي يَفْعَلُهُ مُسَطِّرٌ وَمُسَيْطِرٌ . يُقَالُ سَيْطَرْتَ عَلَيْنَا .
ابْنُ بَحْرٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=37أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ أَيْ هُمُ الْحَفَظَةُ ; مَأْخُوذٌ مِنْ تَسْطِيرِ الْكِتَابِ الَّذِي يَحْفَظُ مَا كُتِبَ فِيهِ ; فَصَارَ الْمُسَيْطِرُ هَاهُنَا حَافِظًا مَا كَتَبَهُ اللَّهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ . وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ : الصَّادُ وَبِهَا قَرَأَتِ الْعَامَّةُ ، وَالسِّينُ وَهِيَ قِرَاءَةُ
ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٍ وَمُجَاهِدٍ وَقُنْبُلٍ وَهِشَامٍ وَأَبِي حَيْوَةَ ، وَبِإِشْمَامِ الصَّادِ الزَّايَ وَهِيَ قِرَاءَةُ
حَمْزَةَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الصِّرَاطِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ أَيْ : أَيَدَّعُونَ أَنَّ لَهُمْ مُرْتَقًى إِلَى السَّمَاءِ وَمِصْعَدًا وَسَبَبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38يَسْتَمِعُونَ فِيهِ أَيْ عَلَيْهِ الْأَخْبَارَ وَيَصِلُونَ بِهِ إِلَى عِلْمِ الْغَيْبِ ، كَمَا يَصِلُ إِلَيْهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ الْوَحْيِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=38فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ أَيْ بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ أَنَّ هَذَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ حَقٌّ .
[ ص: 70 ] وَالسُّلَّمُ وَاحِدُ السَّلَالِمِ الَّتِي يُرْتَقَى عَلَيْهَا . وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْغَرْزُ بِذَلِكَ ; قَالَ
أَبُو الرُّبَيْسِ الثَّعْلَبِيُّ يَصِفُ نَاقَتَهُ :
مُطَارَةُ قَلْبٍ إِنْ ثَنَى الرِّجْلَ رَبُّهَا بِسُلَّمِ غَرْزٍ فِي مُنَاخٍ يُعَاجِلُهُ
وَقَالَ
زُهَيْرٌ :
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ الْمَنَايَا يَنَلْنَهَا وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَقَالَ آخَرُ :
تَجَنَّيْتِ لِي ذَنْبًا وَمَا إِنْ جَنَيْتُهُ لِتَتَّخِذِي عُذْرًا إِلَى الْهَجْرِ سُلَّمَا
وَقَالَ
ابْنُ مُقْبِلٍ فِي الْجَمْعِ :
لَا تُحْرِزُ الْمَرْءَ أَحْجَاءُ الْبِلَادِ وَلَا يُبْنَى لَهُ فِي السَّمَاوَاتِ السَّلَالِيمُ
الْأَحْجَاءُ النَّوَاحِي مِثْلُ الْأَرْجَاءِ وَاحِدُهَا حَجًا وَرَجًا مَقْصُورٌ . وَيُرْوَى : أَعَنَاءُ الْبِلَادِ ، وَالْأَعْنَاءُ أَيْضًا الْجَوَانِبُ وَالنَّوَاحِي وَاحِدُهَا عِنْوٌ بِالْكَسْرِ . وَقَالَ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : وَاحِدُهَا عَنًّا مَقْصُورٌ . وَجَاءَنَا أَعْنَاءٌ مِنَ النَّاسِ وَاحِدُهُمْ عِنْوٌ بِالْكَسْرِ ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى . يَسْتَمِعُونَ فِيهِ أَيْ عَلَيْهِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71فِي جُذُوعِ النَّخْلِ أَيْ عَلَيْهَا ; قَالَهُ
الْأَخْفَشُ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : يَسْتَمِعُونَ بِهِ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : أَيْ : أَلَهُمْ
كَجِبْرِيلَ الَّذِي يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَحْيِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=39أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ سَفَّهُ أَحْلَامَهُمْ تَوْبِيخًا لَهُمْ وَتَقْرِيعًا . أَيْ أَتُضِيفُونَ إِلَى اللَّهِ الْبَنَاتَ مَعَ أَنَفَتِكُمْ مِنْهُنَّ ، وَمَنْ كَانَ عَقْلُهُ هَكَذَا فَلَا يُسْتَبْعَدُ مِنْهُ إِنْكَارُ الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا أَيْ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=40فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ أَيْ فَهُمْ مِنَ الْمَغْرَمِ الَّذِي تَطْلُبُهُمْ بِهِ مُثْقَلُونَ مُجْهَدُونَ لِمَا كَلَّفْتَهُمْ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ أَيْ يَكْتُبُونَ لِلنَّاسِ مَا أَرَادُوهُ مِنْ عِلْمِ الْغُيُوبِ . وَقِيلَ : أَيْ أَمْ عِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا غَابَ عَنِ النَّاسِ حَتَّى عَلِمُوا أَنَّ مَا أَخْبَرَهُمْ بِهِ الرَّسُولُ مِنْ أَمْرِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَاطِلٌ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَمَّا قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ حَتَّى عَلِمُوا مَتَى يَمُوتُ
مُحَمَّدٌ أَوْ إِلَى مَا يَئُولُ إِلَيْهِ أَمْرُهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمْ عِنْدَهُمُ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ مَا فِيهِ وَيُخْبِرُونَ
[ ص: 71 ] النَّاسَ بِمَا فِيهِ . وَقَالَ
الْقُتَبِيُّ : يَكْتُبُونَ يَحْكُمُونَ وَالْكِتَابُ الْحُكْمُ ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَيْ حَكَمَ ، وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866223وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَحْكُمَنَّ بَيْنَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَيْ بِحُكْمِ اللَّهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا أَيْ مَكْرًا بِكَ فِي
دَارِ النَّدْوَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=42فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ أَيِ : الْمَمْكُورُ بِهِمْ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قُتِلُوا
بِبَدْرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ وَيَمْنَعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=43سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ نَزَّهَ نَفْسَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ . قَالَ
الْخَلِيلُ : كُلُّ مَا فِي سُورَةِ " وَالطُّورِ " مِنْ ذِكْرِ " أَمْ " فَكَلِمَةُ اسْتِفْهَامٍ وَلَيْسَ بِعَطْفٍ .