قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين
قوله تعالى : فذكر أي فذكر يا
محمد قومك بالقرآن .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فما أنت بنعمة ربك يعني برسالة ربك بكاهن تبتدع القول وتخبر بما في غد من غير وحي .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29ولا مجنون وهذا رد لقولهم في النبي صلى الله عليه وسلم ;
فعقبة بن أبي معيط قال : إنه مجنون ،
وشيبة بن ربيعة قال : إنه ساحر ، وغيرهما قال : كاهن ; فأكذبهم الله تعالى ورد عليهم . ثم قيل : إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فما أنت بنعمة ربك القسم ; أي : وبنعمة الله ما أنت بكاهن ولا مجنون . وقيل : ليس قسما ، وإنما هو كما تقول : ما أنت بحمد الله بجاهل ; أي قد برأك الله من ذلك .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أم يقولون شاعر أي بل يقولون :
محمد شاعر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : خوطب العباد بما جرى في كلامهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس : وهذا كلام حسن إلا أنه غير مبين ولا مشروح ; يريد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن " أم " في كلام العرب لخروج من حديث إلى حديث ; كما قال [
الأعشى ] :
[ ص: 67 ] أتهجر غانية أم تلم
فتم الكلام ثم خرج إلى شيء آخر فقال :
أم الحبل واه بها منجذم
فما جاء في كتاب الله تعالى من هذا فمعناه التقرير والتوبيخ والخروج من حديث إلى حديث ، والنحويون يمثلونها ب " بل " .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30نتربص به ريب المنون قال
قتادة : قال قوم من الكفار تربصوا
بمحمد الموت يكفيكموه كما كفى شاعر بني فلان . قال
الضحاك : هؤلاء
بنو عبد الدار نسبوه إلى أنه شاعر ; أي يهلك عن قريب كما هلك من قبل من الشعراء ، وأن أباه مات شابا فربما يموت كما مات أبوه . وقال
الأخفش : نتربص به إلى ريب المنون فحذف حرف الجر ، كما تقول : قصدت زيدا وقصدت إلى زيد . والمنون : الموت في قول
ابن عباس .
قال
أبو الغول الطهوي :
هم منعوا حمى الوقبى بضرب يؤلف بين أشتات المنون
أي : المنايا ; يقول : إن الضرب يجمع بين قوم متفرقي الأمكنة لو أتتهم مناياهم في أماكنهم لأتتهم متفرقة ، فاجتمعوا في موضع واحد فأتتهم المنايا مجتمعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
أبي مالك عن
ابن عباس : ريب في القرآن شك إلا مكانا واحدا في الطور
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30ريب المنون يعني حوادث الأمور ; وقال الشاعر :
تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها
وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30ريب المنون حوادث الدهر ، والمنون هو الدهر ; قال
أبو ذؤيب :
أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
وقال
الأعشى :
أأن رأت رجلا أعشى أضر به ريب المنون ودهر متبل خبل
قال
الأصمعي : المنون الليل والنهار ; وسميا بذلك لأنهما ينقصان الأعمار ويقطعان الآجال . وعنه : أنه قيل للدهر منون ، لأنه يذهب بمنة الحيوان أي قوته وكذلك المنية .
أبو عبيدة : قيل للدهر منون ; لأنه مضعف ، من قولهم حبل منين أي ضعيف ، والمنين الغبار الضعيف . قال
الفراء : والمنون مؤنثة وتكون واحدا وجمعا .
الأصمعي : المنون واحد لا جماعة له .
الأخفش : هو جماعة لا واحد له ، والمنون يذكر ويؤنث ; فمن ذكره جعله الدهر أو الموت ، ومن أنثه فعلى الحمل على المعنى كأنه أراد المنية .
[ ص: 68 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31قل تربصوا أي قل لهم يا
محمد تربصوا أي : انتظروا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31فإني معكم من المتربصين أي من المنتظرين بكم العذاب ; فعذبوا يوم
بدر بالسيف .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=32أم تأمرهم أحلامهم أي عقولهم بهذا أي بالكذب عليك .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=32أم هم قوم طاغون أي أم طغوا بغير عقول . وقيل : " أم " بمعنى بل ; أي : بل كفروا طغيانا وإن ظهر لهم الحق . وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=59لعمرو بن العاص : ما بال قومك لم يؤمنوا وقد وصفهم الله بالعقل ؟ فقال : تلك عقول كادها الله ; أي لم يصحبها بالتوفيق . وقيل : أحلامهم أي أذهانهم ; لأن العقل لا يعطى للكافر ولو كان له عقل لآمن . وإنما يعطى الكافر الذهن فصار عليه حجة . والذهن يقبل العلم جملة ، والعقل يميز العلم ويقدر المقادير لحدود الأمر والنهي . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما أعقل فلانا النصراني ! فقال : مه ، إن الكافر لا عقل له ، أما سمعت قول الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير . وفي حديث
ابن عمر : فزجره النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : مه فإن العاقل من يعمل بطاعة الله ذكره
الترمذي الحكيم أبو عبد الله بإسناده .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أم يقولون تقوله أي : افتعله وافتراه ، يعني القرآن . والتقول : تكلف القول ، وإنما يستعمل في الكذب في غالب الأمر . ويقال قولتني ما لم أقل ! وأقولتني ما لم أقل ; أي : ادعيته علي . وتقول عليه أي كذب عليه . واقتال عليه تحكم قال :
ومنزلة في دار صدق وغبطة وما اقتال من حكم علي طبيب
ف " أم " الأولى للإنكار والثانية للإيجاب أي ليس كما يقولون .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33بل لا يؤمنون جحودا واستكبارا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فليأتوا بحديث مثله أي بقرآن يشبهه من تلقاء أنفسهم إن كانوا صادقين في أن
محمدا افتراه . وقرأ
الجحدري " فليأتوا بحديث مثله " بالإضافة . والهاء في " مثله " للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأضيف الحديث الذي يراد به القرآن إليه لأنه المبعوث به . والهاء على قراءة الجماعة للقرآن .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى : فَذَكِّرْ أَيْ فَذَكِّرْ يَا
مُحَمَّدُ قَوْمَكَ بِالْقُرْآنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ يَعْنِي بِرِسَالَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ تَبْتَدِعُ الْقَوْلَ وَتُخْبِرُ بِمَا فِي غَدٍ مِنْ غَيْرِ وَحْيٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29وَلَا مَجْنُونٍ وَهَذَا رَدٌّ لِقَوْلِهِمْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ;
فَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ : إِنَّهُ مَجْنُونٌ ،
وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ : إِنَّهُ سَاحِرٌ ، وَغَيْرُهُمَا قَالَ : كَاهِنٌ ; فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَدَّ عَلَيْهِمْ . ثُمَّ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=29فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ الْقَسَمُ ; أَيْ : وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ مَا أَنْتَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ . وَقِيلَ : لَيْسَ قَسَمًا ، وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا تَقُولُ : مَا أَنْتَ بِحَمْدِ اللَّهِ بِجَاهِلٍ ; أَيْ قَدْ بَرَّأَكَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ أَيْ بَلْ يَقُولُونَ :
مُحَمَّدٌ شَاعِرٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : خُوطِبَ الْعِبَادُ بِمَا جَرَى فِي كَلَامِهِمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12940أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ : وَهَذَا كَلَامٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مُبَيَّنٍ وَلَا مَشْرُوحٍ ; يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّ " أَمْ " فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِخُرُوجٍ مِنْ حَدِيثٍ إِلَى حَدِيثٍ ; كَمَا قَالَ [
الْأَعْشَى ] :
[ ص: 67 ] أَتَهْجُرُ غَانِيَةً أَمْ تُلِمْ
فَتَمَّ الْكَلَامُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ فَقَالَ :
أَمِ الْحَبْلُ وَاهٍ بِهَا مُنْجَذِمْ
فَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ هَذَا فَمَعْنَاهُ التَّقْرِيرُ وَالتَّوْبِيخُ وَالْخُرُوجُ مِنْ حَدِيثٍ إِلَى حَدِيثٍ ، وَالنَّحْوِيُّونَ يُمَثِّلُونَهَا بِ " بَلْ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قَالَ
قَتَادَةُ : قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكُفَّارِ تَرَبَّصُوا
بِمُحَمَّدٍ الْمَوْتُ يَكْفِيكُمُوهُ كَمَا كَفَى شَاعِرَ بَنِي فُلَانٍ . قَالَ
الضَّحَّاكُ : هَؤُلَاءِ
بَنُو عَبْدِ الدَّارِ نَسَبُوهُ إِلَى أَنَّهُ شَاعِرٌ ; أَيْ يَهْلِكُ عَنْ قَرِيبٍ كَمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلُ مِنَ الشُّعَرَاءِ ، وَأَنَّ أَبَاهُ مَاتَ شَابًّا فَرُبَّمَا يَمُوتُ كَمَا مَاتَ أَبُوهُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : نَتَرَبَّصُ بِهِ إِلَى رَيْبِ الْمَنُونِ فَحُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ ، كَمَا تَقُولُ : قَصَدْتُ زَيْدًا وَقَصَدْتُ إِلَى زَيْدٍ . وَالْمَنُونُ : الْمَوْتُ فِي قَوْلِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
قَالَ
أَبُو الْغَوْلِ الطُّهَوِيُّ :
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الْوَقَبَى بِضَرْبٍ يُؤَلِّفُ بَيْنَ أَشْتَاتِ الْمَنُونِ
أَيِ : الْمَنَايَا ; يَقُولُ : إِنَّ الضَّرْبَ يَجْمَعُ بَيْنَ قَوْمٍ مُتَفَرِّقِي الْأَمْكِنَةِ لَوْ أَتَتْهُمْ مَنَايَاهُمْ فِي أَمَاكِنِهِمْ لَأَتَتْهُمْ مُتَفَرِّقَةً ، فَاجْتَمَعُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَأَتَتْهُمُ الْمَنَايَا مُجْتَمِعَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : رَيْبَ فِي الْقُرْآنِ شَكٌّ إِلَّا مَكَانًا وَاحِدًا فِي الطُّورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30رَيْبَ الْمَنُونِ يَعْنِي حَوَادِثَ الْأُمُورِ ; وَقَالَ الشَّاعِرُ :
تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ الْمَنُونِ لَعَلَّهَا تُطَلَّقُ يَوْمًا أَوْ يَمُوتُ حَلِيلُهَا
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30رَيْبَ الْمَنُونِ حَوَادِثُ الدَّهْرِ ، وَالْمَنُونُ هُوَ الدَّهْرُ ; قَالَ
أَبُو ذُؤَيْبٍ :
أَمِنَ الْمَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
وَقَالَ
الْأَعْشَى :
أَأَنْ رَأَتْ رَجُلًا أَعْشَى أَضَرَّ بِهِ رَيْبُ الْمَنُونِ وَدَهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ
قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : الْمَنُونُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ; وَسُمِّيَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمَا يُنْقِصَانِ الْأَعْمَارَ وَيَقْطَعَانِ الْآجَالَ . وَعَنْهُ : أَنَّهُ قِيلَ لِلدَّهْرِ مَنُونٌ ، لِأَنَّهُ يَذْهَبُ بِمُنَّةِ الْحَيَوَانِ أَيْ قُوَّتِهِ وَكَذَلِكَ الْمَنِيَّةُ .
أَبُو عُبَيْدَةَ : قِيلَ لِلدَّهْرِ مَنُونٌ ; لِأَنَّهُ مُضْعِفٌ ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَبْلٌ مَنِينٌ أَيْ ضَعِيفٌ ، وَالْمَنِينُ الْغُبَارُ الضَّعِيفُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَالْمَنُونُ مُؤَنَّثَةٌ وَتَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا .
الْأَصْمَعِيُّ : الْمَنُونُ وَاحِدٌ لَا جَمَاعَةَ لَهُ .
الْأَخْفَشُ : هُوَ جَمَاعَةٌ لَا وَاحِدَ لَهُ ، وَالْمَنُونُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ; فَمَنْ ذَكَّرَهُ جَعَلَهُ الدَّهْرَ أَوِ الْمَوْتَ ، وَمَنْ أَنَّثَهُ فَعَلَى الْحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى كَأَنَّهُ أَرَادَ الْمَنِيَّةَ .
[ ص: 68 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31قُلْ تَرَبَّصُوا أَيْ قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ تَرَبَّصُوا أَيِ : انْتَظِرُوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=31فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ أَيْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ بِكُمُ الْعَذَابَ ; فَعُذِّبُوا يَوْمَ
بَدْرٍ بِالسَّيْفِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=32أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ أَيْ عُقُولُهُمْ بِهَذَا أَيْ بِالْكَذِبِ عَلَيْكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=32أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ أَيْ أَمْ طَغَوْا بِغَيْرِ عُقُولٍ . وَقِيلَ : " أَمْ " بِمَعْنَى بَلْ ; أَيْ : بَلْ كَفَرُوا طُغْيَانًا وَإِنْ ظَهَرَ لَهُمُ الْحَقُّ . وَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=59لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : مَا بَالُ قَوْمِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا وَقَدْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِالْعَقْلِ ؟ فَقَالَ : تِلْكَ عُقُولٌ كَادَهَا اللَّهُ ; أَيْ لَمْ يَصْحَبْهَا بِالتَّوْفِيقِ . وَقِيلَ : أَحْلَامُهُمْ أَيْ أَذْهَانُهُمْ ; لِأَنَّ الْعَقْلَ لَا يُعْطَى لِلْكَافِرِ وَلَوْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ لَآمَنَ . وَإِنَّمَا يُعْطَى الْكَافِرُ الذِّهْنَ فَصَارَ عَلَيْهِ حُجَّةً . وَالذِّهْنُ يَقْبَلُ الْعِلْمَ جُمْلَةً ، وَالْعَقْلُ يُمَيِّزُ الْعِلْمَ وَيُقَدِّرُ الْمَقَادِيرَ لِحُدُودِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَعْقَلَ فُلَانًا النَّصْرَانِيَّ ! فَقَالَ : مَهْ ، إِنَّ الْكَافِرَ لَا عَقْلَ لَهُ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ . وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ : فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : مَهْ فَإِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ ذَكَرَهُ
التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ أَيِ : افْتَعَلَهُ وَافْتَرَاهُ ، يَعْنِي الْقُرْآنَ . وَالتَّقَوُّلُ : تَكَلُّفُ الْقَوْلِ ، وَإِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْكَذِبِ فِي غَالِبِ الْأَمْرِ . وَيُقَالُ قَوَّلْتَنِي مَا لَمْ أَقُلْ ! وَأَقْوَلْتَنِي مَا لَمْ أَقُلْ ; أَيِ : ادَّعَيْتَهُ عَلَيَّ . وَتَقَوَّلَ عَلَيْهِ أَيْ كَذَبَ عَلَيْهِ . وَاقْتَالَ عَلَيْهِ تَحَكَّمَ قَالَ :
وَمَنْزِلَةٌ فِي دَارِ صِدْقٍ وَغِبْطَةٍ وَمَا اقْتَالَ مِنْ حُكْمٍ عَلَيَّ طَبِيبُ
فَ " أَمِ " الْأُولَى لِلْإِنْكَارِ وَالثَّانِيَةُ لِلْإِيجَابِ أَيْ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ جُحُودًا وَاسْتِكْبَارًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ أَيْ بِقُرْآنٍ يُشْبِهُهُ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ فِي أَنَّ
مُحَمَّدًا افْتَرَاهُ . وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ " فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ " بِالْإِضَافَةِ . وَالْهَاءُ فِي " مِثْلِهِ " لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُضِيفَ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الْقُرْآنُ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ الْمَبْعُوثُ بِهِ . وَالْهَاءُ عَلَى قِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ لِلْقُرْآنِ .