قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا nindex.php?page=treesubj&link=32282قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا روى الأئمة - واللفظ
لمسلم - عن
خباب قال : كان لي على
العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي : لن أقضيك حتى تكفر
بمحمد . قال : قلت له : لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث . قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ ! فسوف
[ ص: 68 ] أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : كذا قال
الأعمش ؛ فنزلت هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ويأتينا فردا في رواية قال : كنت قينا في الجاهلية فعملت
للعاص بن وائل عملا ، فأتيته أتقاضاه خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا ، وقال
الكلبي ومقاتل : كان
خباب قينا فصاغ
للعاص حليا ثم تقاضاه أجرته ، فقال
العاص : ما عندي اليوم ما أقضيك ، فقال
خباب : لست بمفارقك حتى تقضيني ، فقال
العاص : يا خباب ما لك ؟ ! ما كنت هكذا ، وإن كنت لحسن الطلب . فقال
خباب : إني كنت على دينك فأنا اليوم على دين الإسلام مفارق لدينك ، قال : أولستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ؟ قال
خباب : بلى قال : فأخرني حتى أقضيك في الجنة - استهزاء فوالله لئن كان ما تقول حقا إني لأقضيك فيها ، فوالله لا تكون أنت يا
خباب وأصحابك أولى بها مني ، فأنزل الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أفرأيت الذي كفر بآياتنا يعني
العاص بن وائل الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أطلع الغيب قال
ابن عباس : ( أنظر في اللوح المحفوظ ) ؟ ! وقال
مجاهد : أعلم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا ؟ !
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري أي عملا صالحا ، وقيل : هو التوحيد ، وقيل : هو من الوعد ، وقال
الكلبي : عاهد الله تعالى أن يدخله الجنة كلا رد عليه ، أي لم يكن ذلك ؛ لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدا ، وتم الكلام عند قول كلا وقال
الحسن : إن الآيات نزلت في
الوليد بن المغيرة ، والأول أصح ؛ لأنه مدون في الصحاح وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي . ( وولدا ) بضم الواو ، والباقون بفتحها . واختلف في الضم والفتح على وجهين : أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد يقال ولد وولد كما يقال عدم وعدم وقال
الحارث بن حلزة :
ولقد رأيت معاشرا قد ثمروا مالا وولدا
وقال آخر :
فليت فلانا كان في بطن أمه وليت فلانا كان ولد حمار
والثاني : أن
قيسا تجعل الولد بالضم جمعا والولد بالفتح واحدا قال
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لأوتين مالا وولدا وجهان : أحدهما أنه أراد في الجنة استهزاء بما وعد الله
[ ص: 69 ] تعالى على طاعته وعبادته ؛ قاله
الكلبي . الثاني : أنه أراد في الدنيا وهو قول الجمهور ؛ وفيه وجهان محتملان : أحدهما : إن أقمت على دين آبائي وعبادة آلهتي لأوتين مالا وولدا . الثاني : ولو كنت على باطل لما أوتيت مالا وولدا .
قلت : قول
الكلبي أشبه بظاهر الأحاديث ، بل نصها يدل على ذلك قال
مسروق سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت يقول : جئت
العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده ، فقال : لا أعطيك حتى تكفر
بمحمد ، فقلت : لا حتى تموت ثم تبعث . قال : وإني لميت ثم مبعوث ؟ ! فقلت : نعم . فقال : إن لي هناك مالا وولدا فأقضيك ؛ فنزلت هذه الآية ؛ قال
الترمذي هذا حديث حسن صحيح .
nindex.php?page=treesubj&link=28990قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أطلع الغيب ألفه ألف استفهام لمجيء أم بعدها ومعناه التوبيخ ، وأصله أاطلع فحذفت الألف الثانية ؛ لأنها ألف وصل . فإن قيل : فهلا أتوا بمدة بعد الألف فقالوا : آطلع كما قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آلله خير nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذكرين حرم قيل له : كان الأصل في هذا ( أالله ) ( أالذكرين ) فأبدلوا من الألف الثانية مدة ليفرقوا بين الاستفهام والخبر ، وذلك أنهم لو قالوا الله خير بلا مد لالتبس الاستفهام بالخبر ولم يحتاجوا إلى هذه المدة في قوله : أطلع لأن ألف الاستفهام مفتوحة وألف الخبر مكسورة وذلك أنك تقول في الاستفهام أطلع ؟ أفترى ؟ أصطفى ؟ أستغفرت ؟ بفتح الألف ، وتقول في الخبر : اطلع ، افترى ، اصطفى ، استغفرت لهم بالكسر ، فجعلوا الفرق بالفتح والكسر ولم يحتاجوا إلى فرق آخر .
قوله تعالى : كلا ليس في النصف الأول ذكر كلا وإنما جاء ذكره في النصف الثاني وهو يكون بمعنيين أحدهما : بمعنى حقا . والثاني : بمعنى لا فإذا كانت بمعنى حقا جاز الوقف على ما قبله ، ثم تبتدئ كلا أي حقا . وإذا كانت بمعنى لا كان الوقف على كلا جائزا ، كما في هذه الآية ؛ لأن المعنى لا ليس الأمر كذا ويجوز أن تقف على قوله : عهدا وتبتدئ كلا أي حقا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79سنكتب ما يقول . وكذا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا يجوز الوقف على كلا وعلى تركت . وقوله :
[ ص: 70 ] nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون قال كلا الوقف على كلا لأن المعنى لا - وليس الأمر كما تظن فاذهبا فليس للحق في هذا المعنى موضع وقال الفراء : كلا بمنزلة سوف لأنها صلة وهي حرف رد فكأنها ( نعم ) و ( لا ) في الاكتفاء قال : وإن جعلتها صلة لما بعدها لم تقف عليها كقولك : كلا ورب الكعبة ؛ لا تقف على كلا لأنه بمنزلة إي ورب الكعبة قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كلا والقمر فالوقف على كلا قبيح لأنه صلة لليمين . وكان
أبو جعفر محمد بن سعدان يقول في ( كلا ) مثل قول
الفراء . وقال
الأخفش معنى كلا الردع والزجر وقال
أبو بكر بن الأنباري : وسمعت
أبا العباس يقول : لا يوقف على كلا جميع القرآن ؛ لأنها جواب والفائدة تقع فيما بعدها والقول الأول هو قول أهل التفسير .
nindex.php?page=treesubj&link=28990قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79سنكتب ما يقول أي سنحفظ عليه قوله فنجازيه به في الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79ونمد له من العذاب مدا أي سنزيده عذابا فوق عذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ونرثه ما يقول أي نسلبه ما أعطيناه في الدنيا من مال وولد . وقال
ابن عباس وغيره : أي نرثه المال والولد بعد إهلاكنا إياه . وقيل : نحرمه ما تمناه في الآخرة من مال وولد ونجعله لغيره من المسلمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80ويأتينا فردا أي منفردا لا مال له ولا ولد ولا عشيرة تنصره .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا nindex.php?page=treesubj&link=32282قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا رَوَى الْأَئِمَّةُ - وَاللَّفْظُ
لِمُسْلِمٍ - عَنْ
خَبَّابٍ قَالَ : كَانَ لِي عَلَى
الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لِي : لَنْ أَقْضِيَكَ حَتَّى تَكْفُرَ
بِمُحَمَّدٍ . قَالَ : قُلْتُ لَهُ : لَنْ أَكْفُرَ بِهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ . قَالَ : وَإِنِّي لَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ ؟ ! فَسَوْفَ
[ ص: 68 ] أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالٍ وَوَلَدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : كَذَا قَالَ
الْأَعْمَشُ ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَيَأْتِينَا فَرْدًا فِي رِوَايَةٍ قَالَ : كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَعَمِلْتُ
لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ عَمَلًا ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ : كَانَ
خَبَّابٌ قَيْنًا فَصَاغَ
لِلْعَاصِ حُلِيًّا ثُمَّ تَقَاضَاهُ أُجْرَتَهُ ، فَقَالَ
الْعَاصُ : مَا عِنْدِي الْيَوْمَ مَا أَقْضِيكَ ، فَقَالَ
خَبَّابٌ : لَسْتُ بِمُفَارِقِكَ حَتَّى تَقْضِيَنِي ، فَقَالَ
الْعَاصُ : يَا خَبَّابُ مَا لَكَ ؟ ! مَا كُنْتَ هَكَذَا ، وَإِنْ كُنْتَ لَحَسَنَ الطَّلَبِ . فَقَالَ
خَبَّابٌ : إِنِّي كُنْتُ عَلَى دِينِكَ فَأَنَا الْيَوْمَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ مُفَارِقٌ لِدِينِكَ ، قَالَ : أَوَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَحَرِيرًا ؟ قَالَ
خَبَّابٌ : بَلَى قَالَ : فَأَخِّرْنِي حَتَّى أَقْضِيَكَ فِي الْجَنَّةِ - اسْتِهْزَاءً فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا إِنِّي لَأَقْضِيكَ فِيهَا ، فَوَاللَّهِ لَا تَكُونُ أَنْتَ يَا
خَبَّابُ وَأَصْحَابُكَ أَوْلَى بِهَا مِنِّي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا يَعْنِي
الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَطَّلَعَ الْغَيْبَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : ( أَنَظَرَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ) ؟ ! وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : أَعَلِمَ الْغَيْبَ حَتَّى يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ لَا ؟ !
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ أَيْ عَمَلًا صَالِحًا ، وَقِيلَ : هُوَ التَّوْحِيدُ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الْوَعْدِ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : عَاهَدَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ كَلَّا رَدٌّ عَلَيْهِ ، أَيْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ ؛ لَمْ يَطَّلِعِ الْغَيْبَ وَلَمْ يَتَّخِذْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ، وَتَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِ كَلَّا وَقَالَ
الْحَسَنُ : إِنَّ الْآيَاتِ نَزَلَتْ فِي
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ؛ لِأَنَّهُ مُدَوَّنٌ فِي الصِّحَاحِ وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ . ( وَوُلْدًا ) بِضَمِّ الْوَاوِ ، وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا . وَاخْتُلِفَ فِي الضَّمِّ وَالْفَتْحِ عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمَا لُغَتَانِ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ يُقَالُ وَلَدٌ وَوُلْدٌ كَمَا يُقَالُ عَدَمٌ وَعُدْمٌ وَقَالَ
الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِرًا قَدْ ثَمَّرُوا مَالًا وَوُلْدًا
وَقَالَ آخَرُ :
فَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ وُلْدَ حِمَارِ
وَالثَّانِي : أَنَّ
قَيْسًا تَجْعَلُ الْوُلْدَ بِالضَّمِّ جَمْعًا وَالْوَلَدَ بِالْفَتْحِ وَاحِدًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=77لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أَرَادَ فِي الْجَنَّةِ اسْتِهْزَاءً بِمَا وَعَدَ اللَّهُ
[ ص: 69 ] تَعَالَى عَلَى طَاعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ ؛ قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ . الثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ؛ وَفِيهِ وَجْهَانِ مُحْتَمَلَانِ : أَحَدُهُمَا : إِنْ أَقَمْتَ عَلَى دِينِ آبَائِي وَعِبَادَةِ آلِهَتِي لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا . الثَّانِي : وَلَوْ كُنْتُ عَلَى بَاطِلٍ لَمَا أُوتِيتُ مَالًا وَوَلَدًا .
قُلْتُ : قَوْلُ
الْكَلْبِيِّ أَشْبَهُ بِظَاهِرِ الْأَحَادِيثِ ، بَلْ نَصُّهَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَالَ
مَسْرُوقٌ سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=211خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ يَقُولُ : جِئْتُ
الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ أَتَقَاضَاهُ حَقًّا لِي عِنْدَهُ ، فَقَالَ : لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ
بِمُحَمَّدٍ ، فَقُلْتُ : لَا حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ . قَالَ : وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ ؟ ! فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَقَالَ : إِنَّ لِي هُنَاكَ مَالًا وَوَلَدًا فَأَقْضِيكَ ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ؛ قَالَ
التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=28990قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=78أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَلِفُهُ أَلِفُ اسْتِفْهَامٍ لِمَجِيءِ أَمْ بَعْدَهَا وَمَعْنَاهُ التَّوْبِيخُ ، وَأَصْلُهُ أَاطَّلَعَ فَحُذِفَتِ الْأَلِفُ الثَّانِيَةُ ؛ لِأَنَّهَا أَلِفُ وَصْلٍ . فَإِنْ قِيلَ : فَهَلَّا أَتَوْا بِمَدَّةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ فَقَالُوا : آطَّلَعَ كَمَا قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آللَّهُ خَيْرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ قِيلَ لَهُ : كَانَ الْأَصْلُ فِي هَذَا ( أَاللَّهُ ) ( أَالذَّكَرَيْنِ ) فَأَبْدَلُوا مِنَ الْأَلِفِ الثَّانِيَةِ مَدَّةً لِيُفَرِّقُوا بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَوْ قَالُوا اللَّهُ خَيْرٌ بِلَا مَدٍّ لَالْتَبَسَ الِاسْتِفْهَامُ بِالْخَبَرِ وَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى هَذِهِ الْمَدَّةِ فِي قَوْلِهِ : أَطَّلَعَ لِأَنَّ أَلِفَ الِاسْتِفْهَامِ مَفْتُوحَةٌ وَأَلِفَ الْخَبَرِ مَكْسُورَةٌ وَذَلِكَ أَنَّكَ تَقُولُ فِي الِاسْتِفْهَامِ أَطَّلَعَ ؟ أَفَتَرَى ؟ أَصْطَفَى ؟ أَسْتَغْفَرْتَ ؟ بِفَتْحِ الْأَلِفِ ، وَتَقُولُ فِي الْخَبَرِ : اطَّلَعَ ، افْتَرَى ، اصْطَفَى ، اسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ بِالْكَسْرِ ، فَجَعَلُوا الْفَرْقَ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى فَرْقٍ آخَرَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : كَلَّا لَيْسَ فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ ذِكْرُ كَلَّا وَإِنَّمَا جَاءَ ذِكْرُهُ فِي النِّصْفِ الثَّانِي وَهُوَ يَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا : بِمَعْنَى حَقًّا . وَالثَّانِي : بِمَعْنَى لَا فَإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى حَقًّا جَازَ الْوَقْفُ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، ثُمَّ تَبْتَدِئُ كَلَّا أَيْ حَقًّا . وَإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى لَا كَانَ الْوَقْفُ عَلَى كَلَّا جَائِزًا ، كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى لَا لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَا وَيَجُوزُ أَنْ تَقِفَ عَلَى قَوْلِهِ : عَهْدًا وَتَبْتَدِئَ كَلَّا أَيْ حَقًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ . وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى كَلَّا وَعَلَى تَرَكْتُ . وَقَوْلُهُ :
[ ص: 70 ] nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=14وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ قَالَ كَلَّا الْوَقْفُ عَلَى كَلَّا لِأَنَّ الْمَعْنَى لَا - وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَظُنُّ فَاذْهَبَا فَلَيْسَ لِلْحَقِّ فِي هَذَا الْمَعْنَى مَوْضِعٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ : كَلَّا بِمَنْزِلَةِ سَوْفَ لِأَنَّهَا صِلَةٌ وَهِيَ حَرْفُ رَدٍّ فَكَأَنَّهَا ( نَعَمْ ) وَ ( لَا ) فِي الِاكْتِفَاءِ قَالَ : وَإِنْ جَعَلْتَهَا صِلَةً لِمَا بَعْدَهَا لَمْ تَقِفْ عَلَيْهَا كَقَوْلِكَ : كَلَّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ؛ لَا تَقِفُ عَلَى كَلَّا لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كَلَّا وَالْقَمَرِ فَالْوَقْفُ عَلَى كَلَّا قَبِيحٌ لِأَنَّهُ صِلَةٌ لِلْيَمِينِ . وَكَانَ
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ يَقُولُ فِي ( كَلَّا ) مِثْلَ قَوْلِ
الْفَرَّاءِ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ مَعْنَى كَلَّا الرَّدْعُ وَالزَّجْرُ وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَسَمِعْتُ
أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ : لَا يُوقَفُ عَلَى كَلَّا جَمِيعَ الْقُرْآنِ ؛ لِأَنَّهَا جَوَابٌ وَالْفَائِدَةُ تَقَعُ فِيمَا بَعْدَهَا وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ قَوْلُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28990قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ أَيْ سَنَحْفَظُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَنُجَازِيهِ بِهِ فِي الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=79وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا أَيْ سَنَزِيدُهُ عَذَابًا فَوْقَ عَذَابٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ أَيْ نَسْلُبُهُ مَا أَعْطَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : أَيْ نَرِثُهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ بَعْدَ إِهْلَاكِنَا إِيَّاهُ . وَقِيلَ : نَحْرِمُهُ مَا تَمَنَّاهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ وَنَجْعَلُهُ لِغَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=80وَيَأْتِينَا فَرْدًا أَيْ مُنْفَرِدًا لَا مَالَ لَهُ وَلَا وَلَدَ وَلَا عَشِيرَةَ تَنْصُرُهُ .