[ ص: 295 ] تفسير سورة إبراهيم
صلى الله على
محمد وآله وسلم تسليما
مكية كلها في قول
الحسن وعكرمة وجابر . وقال
ابن عباس وقتادة : إلا آيتين منها مدنيتين وقيل : ثلاث ، نزلت في الذين حاربوا الله ورسوله وهي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فإن مصيركم إلى النار .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد nindex.php?page=treesubj&link=28985قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1الر كتاب أنزلناه إليك تقدم معناه .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لتخرج الناس أي بالكتاب ، وهو القرآن ، أي بدعائك إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1من الظلمات إلى النور أي من ظلمات الكفر والضلالة والجهل إلى نور الإيمان والعلم ; وهذا على التمثيل ; لأن الكفر بمنزلة الظلمة ; والإسلام بمنزلة النور . وقيل : من البدعة إلى السنة ، ومن الشك إلى اليقين ، والمعنى . متقارب .
بإذن ربهم أي بتوفيقه إياهم ولطفه بهم ، والباء في " بإذن ربهم " متعلقة ب " تخرج " وأضيف الفعل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه الداعي والمنذر الهادي .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1إلى صراط العزيز الحميد هو كقولك : خرجت إلى زيد العاقل الفاضل من غير واو ، لأنهما شيء واحد ; والله هو العزيز الذي لا مثل له ولا شبيه . وقيل : العزيز الذي لا يغلبه غالب . وقيل : العزيز المنيع في ملكه وسلطانه . الحميد أي المحمود بكل لسان ، والممجد في كل مكان على كل حال . وروى
مقسم عن
ابن عباس قال : كان قوم آمنوا
بعيسى ابن مريم ، وقوم كفروا به ، فلما بعث
محمد - صلى الله عليه وسلم - آمن به الذين كفروا
بعيسى ، وكفر الذين آمنوا
بعيسى ; فنزلت هذه الآية ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
[ ص: 295 ] تَفْسِيرُ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَجَابِرٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا مَدَنِيَّتَيْنِ وَقِيلَ : ثَلَاثٌ ، نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ حَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ nindex.php?page=treesubj&link=28985قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لِتُخْرِجَ النَّاسَ أَيْ بِالْكِتَابِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ ، أَيْ بِدُعَائِكَ إِلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ أَيْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ وَالْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ ; وَهَذَا عَلَى التَّمْثِيلِ ; لِأَنَّ الْكُفْرَ بِمَنْزِلَةِ الظُّلْمَةِ ; وَالْإِسْلَامَ بِمَنْزِلَةِ النُّورِ . وَقِيلَ : مِنَ الْبِدْعَةِ إِلَى السُّنَّةِ ، وَمِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ ، وَالْمَعْنَى . مُتَقَارِبٌ .
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أَيْ بِتَوْفِيقِهِ إِيَّاهُمْ وَلُطْفِهِ بِهِمْ ، وَالْبَاءُ فِي " بِإِذْنِ رَبِّهِمْ " مُتَعَلِّقَةٌ بِ " تُخْرِجَ " وَأُضِيفَ الْفِعْلُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُ الدَّاعِي وَالْمُنْذِرُ الْهَادِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ هُوَ كَقَوْلِكَ : خَرَجْتُ إِلَى زَيْدٍ الْعَاقِلِ الْفَاضِلِ مِنْ غَيْرِ وَاوِ ، لِأَنَّهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ ; وَاللَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ وَلَا شَبِيهَ . وَقِيلَ : الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يَغْلِبُهُ غَالِبٌ . وَقِيلَ : الْعَزِيزُ الْمَنِيعُ فِي مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ . الْحَمِيدُ أَيِ الْمَحْمُودُ بِكُلِّ لِسَانٍ ، وَالْمُمَجَّدُ فِي كُلِّ مَكَانٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ . وَرَوَى
مِقْسَمٌ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ قَوْمٌ آمَنُوا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَقَوْمٌ كَفَرُوا بِهِ ، فَلَمَّا بُعِثَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آمَنَ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِعِيسَى ، وَكَفَرَ الَّذِينَ آمَنُوا
بِعِيسَى ; فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .