الباب الثاني في
nindex.php?page=treesubj&link=30687_30686أسماء المدينة مرتبة على حروف المعجم
الأول فالأول مستقصاة ، لأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ، فما ذكره
الزركشي في "الإعلام" ، وصاحب القاموس في غيره ، والسيد في تاريخه بلغ بها خمسة وتسعين اسما وهي :
- "أثرب" : بالفتح وإسكان المثلثة وكسر الراء فموحدة ، لغة في يثرب ، اسم من سكنها أولا ، سميت به أرض
المدينة كلها عند
أبي عبيدة ، أو هي فقط عند
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أو ناحية منها .
وعلى الثالث ، فإطلاقه على
المدينة مع ذلك صحيح ثابت ، إما وضعا لها ، أو من إطلاق اسم البعض على الكل ، أو المشتهر من باب عكسه ، وورد النهي عن تسميتها بذلك كما سيأتي .
- "أرض الله" : لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=97ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها [النساء 97] قال جماعة : المراد
المدينة ، وفي هذه الإضافة من مزيد التعظيم ما لا يخفى .
"أرض الهجرة" : لحديث فيه [المدينة قبة الإسلام] .
- "أكالة البلدان" : لتسلطها على جميع الأمصار ، وارتفاعها على سائر بلدان الأقطار ، وافتتاحها منها على أيدي أهلها ، فغنموها وأكلوها .
- "أكالة القرى" : لحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=651738 "أمرت بقرية تأكل القرى" .
"الإيمان" : لقوله تعالى في الأنصار :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم [الحشر 9] قال
عثمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن جعفر : "سمى الله تعالى
المدينة الدار والإيمان" ، رواه
محمد بن الحسن المخزومي عنهما .
وابن شبة عن الثاني . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي :
"سمى الله
المدينة بالإيمان لأنها مظهره ومصيره" . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك [أن ملك] الإيمان قال :
"أنا أسكن
المدينة" ، فقال [ملك] الحياء : "وأنا معك" ، رواه الدينوري في كتابه "المجالسة" .
- "البارة" : بتشديد الراء .
- "البرة" : بالتشديد أيضا ، لكثرة برها لأهلها خصوصا ، ولجميع العالم عموما ، لأنها منبع الفيض والبركات .
- البحرة" : بالفتح وسكون المهملة .
- "البحيرة" : تصغير ما قبله .
[ ص: 287 ]
- "البحيرة" : بالفتح والكسر : نقل
الزركشي الثلاثة في "الإعلام" عن منتخب كراع ، ونقل غيره الأولين عن معجم ياقوت ، والاستبحار : السعة ، لأنها بمتسع من الأرض ، ولقول
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة : ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة- بالتصغير- على أن يعصبوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك ، ويقال "البحر" أيضا بغير تاء ، ساكن الحاء ، وأصله القرى ، وكل قرية بحرة .
- "البلاط" : بفتح الموحدة ، نقل عن [كتاب : ليس]
لابن خالويه ، وهو لغة : الحجارة المفروشة [التي تفرش على الأرض ، والأرض المفروش بها ، والمستوية الملساء ، فكأنها] سميت به لكثرته فيها ، أو لاشتمالها على موضع تعرف به .
- "البلد" : قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أقسم بهذا البلد [البلد 1] : قيل :
المدينة وقيل :
مكة ، ورجحه القاضي ، لكن السورة مكية ، والبلد لغة : صدر القرى . قال
الواسطي فيما نقله عن القاضي : "أي يحلف لك ربك بهذا البلد الذي شرفته بمكانك فيه حيا ، وببركتك ميتا" ، يعني
المدينة .
- "بلد رسول الله" صلى الله عليه وسلم :
روى
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935034 "إن الشياطين قد يئست ، أن تعبد ببلدي" ، هذا يعني
المدينة وجزيرة العرب ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=662038 "ولكن في التحريش بينهم" .
- "بيت رسول الله" صلى الله عليه وسلم : قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كما أخرجك ربك من بيتك بالحق : أي : من
المدينة ، لاختصاصها به اختصاص البيت بساكنه ، أو المراد : بيته بها .
- "تندد" : بمثناة فوقية فنون وإهمال الدالين ، كجعفر .
- "تندر" : براء بدل الدال الأخيرة مما قبله كما سيأتي في "يندر" بالتحتية .
- "الجابرة" : ذكر في حديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825للمدينة عشرة أسماء ، سميت بها لأنها تجبر الكسير ، وتغني الفقير ، وتجبر على الإذعان ، لمطالعة بركاتها وشهود آياتها ، ولأنها جبرت البلاد على الإسلام .
- "جبار" كحذام ، رواه
ابن شبة بدل الجابرة في حديثه المذكور .
- "الجبارة" : نقل عن التوراة .
- "جزيرة العرب" : لقول بعضهم إنها المرادة من الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=706 "أخرجوا المشركين من [ ص: 288 ] جزيرة العرب" ،
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : nindex.php?page=hadith&LINKID=935032 "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ، فالتفت إليها وقال : "إن الله برأ هذه الجزيرة من الشرك" ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني .
- "الجنة الحصينة" : بضم الجيم ، وهي الوقاية ، أخذا من
قوله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد :
"أنا في جنة حصينة" -
يعني المدينة- [ "دعوهم يدخلون نقاتلهم" ] .
- "الحبيبة" :
nindex.php?page=treesubj&link=30677لحبه صلى الله عليه وسلم لها ودعائه لها .
- "الحرم" : بالفتح بمعنى الحرام لتحريمها ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651734 "المدينة حرم" ، وفي رواية أنها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=659451 "حرم آمن" .
- "حرم رسول الله" : صلى الله عليه وسلم؛ لأنه الذي حرمها ، وفي الحديث :
"من أخاف أهل حرمي أخافه الله" ، وفي حديث آخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683616حرم إبراهيم مكة وحرمي المدينة" ، رواه الطبراني .
- "حسنة" : بلفظ مقابل السيئة ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41لنبوئنهم في الدنيا حسنة [النحل 41] أي مباءة حسنة وهي
المدينة ، وقيل : هو اسمها لاشتمالها على الحسن الحسي والمعنوي ، نقله الإمام
فخر الدين الرازي .
- "الخيرة" : بالتشديد .
- "الخيرة" : بالتخفيف تقول : امرأة خيرة وخيرة بمعنى كثيرة الخير ، وإذا أردت التفضيل قلت : فلان خير الناس ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688518 "والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" .
- "الدار" : لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان على ما سبق في الإيمان ، سميت به لأمنها والاستقرار بها ، وجمعها البناء والعرصة .
- "دار الأبرار" .
- "دار المختار" : لأنها دار المصطفى المختار والمهاجرين والأنصار ، ولأنها تنفي شرارها ، ومن أقام بها منهم فليست في الحقيقة له بدار ، وربما نقل منها بعد الإقبار .
"دار الإيمان" :
روى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند لا بأس به عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان وأرض الهجرة ومبوأ الحلال والحرام" ،
وروى الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651743 "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" ،
تأرز بفتح أوله وسكون الهمزة وكسر الراء- وقد تضم-
[ ص: 289 ] بعدها زاي ، أي أنها كما تخرج في طلب ما تعيش به فإذا راعها شيء رجعت إلى جحرها ، كذلك الإيمان انتشر في
المدينة ، فكل مؤمن له من نفسه شائق إلى
المدينة ، لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم .
- "دار السنة" .
- "دار السلامة" .
- "دار الفتح" : ففي الصحيح قول
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر رضي الله عنهما : "حتى تقدم
المدينة فإنها دار الهجرة والسنة" - وفي رواية
الكشميهني أحد رواة
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري- "والسلامة ، وقد فتحت منها
مكة وسائر الأمصار ، وإليها هجرة المختار ، ومنها انتشرت السنة في الأقطار .
- "الدرع الحصينة" : لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد برجال الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=695105 "رأيت كأني في درع حصينة ، فأولت الدرع الحصينة المدينة" .
- "ذات الحجر" : بضم الحاء المهملة وفتح الجيم ، لاشتمالها عليها .
- "ذات الحرار" : بكسر الحاء وراءين مهملات ، جمع حرة بفتح الحاء ، وهي الحجارة السود ، لكثرتها بها .
- "ذات النخل" : لوصفها بذلك ولما قبله في خبر خنافر مع رئيه ، وفي سجع
عمران بن عامر : فليلحق
بيثرب ذات النخل ، وفي الحديث :
"أريت دار هجرتي ذات نخل وحرة" .
- "السلقة" : ذكره
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري في أسمائها المنقولة عن التوراة ، وهو محتمل ، والسلقة بفتح اللام وكسرها ، إذ السلق بالتحريك : القاع الصفصف ، والسلاق : البليغ ، وربما قيل للمرأة السليطة سلقة بالكسر ، وسلقت البيض سلقا : أغليته بالنار . فسميت المدينة به لاتساعها وتباعد جبالها ، أو لتسلطها على البلاد فتحا ، أو للأوائها وشدة حرها وما كان بها من الحمى .
- "الشافية" : لحديث :
"ترابها شفاء من كل داء" ، ولما صح في غبارها . وذكر
ابن مسدي : الاستشفاء من الحمى بكتابة أسمائها وتعليقها على المحموم ، وسيأتي أنها تنفي الذنوب فتشفي من دائها .
[ ص: 290 ]
- "طابة" : كشامة ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=103943 "إن الله تعالى سمى المدينة طابة" .
- "طيبة" : بسكون المثناة التحتية ، كهيبة وعيبة .
- "طيبة" : بتشديد المثناة التحتية .
- "طائب" : ككاتب ، وهذه الأربعة مع اسمها المطيبة أخوات لفظا ومعنى ، مختلفات صيغة ومبنى . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "للمدينة عشرة أسماء هي المدينة وطيبة وطابة" ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : "إن اسمها في كتاب الله- يعني التوراة- طيبة وطابة" . ونقل عن التوراة أيضا تسميتها بالطيبة وكذلك المطيبة . وتسميتها بهذه الأسماء إما من الطيب بتشديد المثناة وهو الطاهر ، لطهارتها من أدناس الشرك ، أو لحلول الطيب بها صلى الله عليه وسلم ، أو لكونها كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها . قال
الإشبيلي : "لتربة
المدينة نفحة ليس طيبها كما عهد من الطيب ، بل هو أعجب من الأعاجيب" . قال بعض أهل العلم : "وفي
nindex.php?page=treesubj&link=30709طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية ، لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها" .
- "طبابا" : ذكره ياقوت ، وهو بكسر المهملة ، يعني القطعة المستطيلة من الأرض ، أو بفتح المعجمة ظبابا من ظب ، وظبظب إذا حم ، لما كان بها من الحمى .
"العاصمة" : لعصمتها للمهاجرين من المشركين ، ولأنها الدرع الحصينة ، أو هي بمعنى المعصومة ، فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون ، ومن أرادها بسوء أذابه الله .
- "العذراء" : بالمهملة فالمعجمة ، نقل عن التوراة ، لصعوبتها وامتناعها على الأعداء ، حتى تسلمها مالكها الحقيقي سيد الأنام صلى الله عليه وسلم .
- "العراء" : بإهمال أوله وثانيه ، قال أئمة اللغة : العراء : الجارية العذراء ، كأنها شبهت بالناقة العراء التي لا سنام لها ، أو صغر سنامها كصغر نهد العذراء ، فيجوز أن تكون تسمية المدينة بذلك لعدم ارتفاع أبنيتها في السماء .
- "العروض" : بعين مهملة فراء فواو فضاد معجمة كصبور ، وقيل : هو اسم لها ولما حولها لانخفاض مواضع منها ، ومسايل أودية فيها ، أو لأنها من نجد على خط مستقيم طولا ،
والمدينة معترضة عنها ناحية .
- "الغراء" : بالغين المعجمة تأنيث الأغر : ذي الغرة والبياض في مقدم الوجه ، والغرة أيضا خيار كل شيء ، وغرة الإنسان : وجهه ، والأغر : الأبيض من كل شيء ، والذي أخذت اللحية جميع
[ ص: 291 ] وجهه إلا القليل ، والرجل الكريم ، واليوم الشديد الحر . والغراء : نبت طيب الرائحة ، والسيدة الكبيرة . فسميت
المدينة بذلك لأنها سادت على القرى ، وطاب ريحها في الورى ، وأكرم أهلها وكثر غرسها وابيض نورها وسطع ضياؤها .
- "غلبة" : محركة بمعنى الغلب ، لظهورها على البلاد ، وكانت في الجاهلية تدعى "غلبة" : نزلت يهود بها على العماليق فغلبتهم عليها ، ونزلت الأوس والخزرج على يهود فغلبوهم عليها ، ونزل المهاجرون على الأوس والخزرج فغلبوهم عليها ، ونزل الأعاجم على المهاجرين فغلبوهم عليها .
- "الفاضحة" : بالفاء وضاد معجمة وحاء مهملة ، نقل عن كراع : إذ لا يضمر بها أحد عقيدة فاسدة أو يبطن أمرا إلا ظهر عليه وافتضح به ، وهو معنى كونها تنفي خبثها .
- "القاصمة" : بقاف وصاد مهملة . نقل عن التوراة ، لقصمها كل جبار عناها ، وكسر كل متمرد أتاها ، ومن أرادها بسوء أذابه الله .
- "قبة الإسلام" : لحديث "المدينة قبة الإسلام" .
- "قرية الأنصار" : وتقدم الكلام على الأنصار .
- "قرية رسول الله" صلى الله عليه وسلم ، لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني برجال ثقات :
nindex.php?page=hadith&LINKID=105354 "ثم يسير- يعني الدجال- حتى يأتي المدينة ولا يؤذن له فيها فيقول : هذه قرية ذاك الرجل" ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم .
- "قلب الإيمان" : أورده
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "المدينة قبة الإسلام" .
- "المؤمنة" : لتصديقها بالله تعالى حقيقة ، لخلقه قابلية ذلك فيها كما في تسبيح الحصى ، أو مجازا لاتصاف أهلها بالإيمان ، وانتشاره منها ، واشتمالها على أوصاف المؤمن ، أو لإدخالها أهلها في الأمن من الأعداء والطاعون والدجال . وقد روي في حديث :
"والذي نفسي بيده إن تربتها لمؤمنة" ، وروي في آخر :
"إنها لمكتوبة في التوراة مؤمنة" .
- "المباركة" : لأن الله تعالى بارك فيها بدعائه صلى الله عليه وسلم وحلوله بها .
- "مبوأ الحلال والحرام : رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "المدينة قبة الإسلام" ، والتبوء : التمكن والاستقرار ، سميت به لأنها محل تمكن هذين الحكمين واستقرارهما .
-
"مبين الحلال والحرام" : رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي وغيره بدل الذي قبله في الحديث المتقدم لأنها محل بيانهما .
[ ص: 292 ]
- "المجبورة" : ذكر في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "للمدينة عشرة أسماء" ، ونقل عن الكتب المتقدمة ، سميت به لجبرها بخلاصة الوجود حيا وميتا ، لحثه على سكناها ، بعد نقل حماها وتكرر دعائه لها .
- "المحبة" : بضم الميم وبالحاء المهملة وتشديد الموحدة ، نقل عن الكتب المتقدمة .
- "المحببة" : بزيادة موحدة على ما قبله .
- "المحبوبة" : نقل عن الكتب المتقدمة أيضا ، وهذه ثلاثة مع ما تقدم من اسمها الحبيبة من مادة واحدة ، وحبه صلى الله عليه وسلم لها ودعاؤه به معلوم ، وحبه تابع لحب ربه .
- "المحبورة" : من الحبر وهو السرور ، أو من الحبرة بمعنى النعمة أو المبالغة فيما وصف بجميل ، والمحبار من الأرض : السريعة النبات الكثيرة الخيرات .
- "المحرمة" : لتحريمها .
- "المحروسة" : لحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504284 "المدينة مشتبكة بالملائكة ، على كل نقب منها ملك يحرسها" ، رواه
الجندي .
- "المحفوفة" : لأنها حفت بالبركات وملائكة السماوات ، وفي خبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690720 "تأتي مكة والمدينة محفوفتان بالملائكة" .
- "المحفوظة" : لحفظها من الطاعون والدجال وغيرهما ، وفي خبر :
"القرى المحفوظة أربع" ، وذكر
المدينة منها .
- "المختارة" : لأن الله تعالى اختارها للمختار من خلقه في حياته ومماته .
- "مدخل صدق" : قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا [الإسراء 80] فمدخل صدق :
المدينة كما تقدم .
-
"المدينة" : لتكرره في القرآن ، ونقل عن التوراة ،
والمدينة من مدن بالمكان : أقام به ، أو من دان : إذا أطاع ، إذ يطاع السلطان بالمدينة لسكناه بها ، وهي أبيات كثيرة تجاوز حد القرى ولم تبلغ حد الأمصار ، وقيل : يقال لكل مصر ، وتطلق على أماكن كثيرة ، ومع ذلك فهو علم
للمدينة النبوية ، بحيث إذا أطلق لا يتبادر الفهم إلى غيرها ، ولا يستعمل فيها إلا المعرفة ، أما
[ ص: 293 ] النكرة فاسم لكل مدينة ، ونسبوا للكل مديني ، وللمدينة النبوية مدني للفرق .
-
"مدينة رسول الله" : صلى الله عليه وسلم ،
لقوله في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : nindex.php?page=hadith&LINKID=907181 "من أحدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا" ،
فأضافها إليه لسكناه بها ، وله ولخلفائه دانت الأمم .
- "المرحومة" : نقل عن التوراة ، سميت به لأنها دار المبعوث رحمة للعالمين ، وبها تنزل الرحمات .
- "المرزوقة" : لأن الله تعالى رزقها أفضل الخلق فسكنها ، أو المرزوق أهلها ، ففي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=682365 "لا يخرج أحد منها إلا أبدلها الله خيرا منه" .
- "مسجد الأقصى" : نقله
ابن الملقن في "الإشارات" عن صاحب "المطالع" .
- "المسكينة" : نقل عن التوراة ، وذكر في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "للمدينة عشرة أسماء" ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار عن
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار قال : "نجد في كتاب الله تعالى الذي أنزل على
موسى أن الله قال
للمدينة : يا طيبة يا طابة يا مسكينة لا تقبلي الكنوز ، أرفع أجاجيرك على أجاجير القرى ، والأجاجير : السطوح ، والمسكنة : الخضوع والخشوع خلقه الله فيها ، أو هي مسكن الخاشعين والخاضعين .
- "المسلمة" : كالمؤمنة ، لخلق الله تعالى فيها الانقياد والانقطاع له ، أو لانقياد أهلها وفتح بلدهم بالقرآن .
- "مضجع رسول الله" : صلى الله عليه وسلم
كما في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935091 "المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض" .
- "المطيبة" : بضم أوله وفتح ثانيه ، تقدم في طيبة .
- "المقدسة" : لتنزهها عن الشرك وكونها تنفي الذنوب .
- "المقر" : بالقاف كالممر ، من القرار ، نقله السيد من بعض كتب اللغة ،
وفي دعائه صلى الله عليه وسلم لها قوله :
"اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا حسنا" .
- "المكتان" : قال
سعد بن أبي السرح في حصار
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه : "وأنصارنا بالمكتين قليل" . وقال
نصر بن حجاج بعد نفيه من
المدينة : فأصبحت منفيا على غير ريبة وقد كان لي بالمكتين مقام
[ ص: 294 ] قال السيد : "والظاهر أن المراد
المدينة؛ لأن قصة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ونصر بن حجاج كانتا بها ، وأطلق ذلك عليها لانتقال
أهل مكة أو غالبهم إليها وانضمامهم إلى أهلها" . أو أنه من قبيل التغليب ، والمراد
مكة والمدينة . - "المكينة" : لتمكنها في المكانة والمنزلة عند الله تعالى .
- "مهاجر رسول الله" : صلى الله عليه وسلم لقوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=935091 "المدينة مهاجري" .
- "الموفية" : بتشديد الفاء وتخفيفها ، لتوفيتها الوافدين حسا ومعنى ، وأهلها الموفون بما عاهدوا الله عليه .
- "الناجية" : بالجيم ، لنجاتها من العتاة والطاعون والدجال ، أو لإسراعها في الخيرات ، فحازت أشرف المخلوقات ، ولارتفاع شأنها .
- "نبلاء" : نقل من كراع ، قال السيد : وأظنه بفتح النون وسكون الموحدة ، مأخوذ من النبل بالضم والسكون ، وهو الفضل والنجابة .
- "النحر" : بفتح النون وسكون الحاء المهملة ، سميت به إما لشدة حرها كما يقال نحر الظهيرة ، وإما لإطلاق النحر على الأصل ، وهما أساس بلاد الإسلام .
- "الهذراء" : ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12938ابن النجار بدل العذراء نقلا عن التوراة ، روي بالذال المعجمة ، وذلك لشدة حرها ، يقال : يوم هاذر شديد الحر ، أو لكثرة مياهها وأصوات سوانيها ، ويقال هذر في كلامه إذا أكثر ، ويحتمل أن يكون بالمهملة من هدر الحمام : إذا صوت ، والماء : انصب وانهمر ، والعشب : طال ، وأرض هادرة : كثيرة النبات .
-
"يثرب" : لغة في أثرب ، وقد تقدم الكلام عليه فيه ، وستأتي أحاديث النهي عن تسميتها بذلك .
- "يندد" : بدالين مهملتين ، ذكره كراع ، وهو إما من الند وهو الطيب المعروف ، أو الند : التل المرتفع ، أو من الناد : وهو الرزق .
- "يندر" : كحيدر براء بدل الدال الثانية مما قبله ، كذا في حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "للمدينة عشرة أسماء" في بعض الكتب ، وفي بعضها الآخر بمثناة فوقية ودالين : تندد ، وفي بعضها كذلك بفوقية ودال وراء : تندر ، وصوب المجد اللغوي "يندد" فقط بالتحتية ودالين ، وفيه نظر .
والحديث رواه
ابن زبالة إلا أنه سردها تسعة ، ورواه
ابن شبة وسردها ثمانية فحذف منه الدار ، ثم روي من طريقه أيضا عن
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تسميتها بالدار والإيمان ثم قال :
" [وجاء في الحديث الأول ثمانية أسماء وجاء في هذا الحديث اسمان] فالله أعلم أهما تمام
[ ص: 295 ]
العشرة أم لا" . ورواه
ابن زبالة كذلك ، إلا أنه سرد تسعة فزاد اسم "الدار" وأسقط العاشر ، ونقل
ابن زبالة أن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال : بلغني أن
للمدينة في التوراة أربعين اسما ، انتهى ما ذكره السيد رحمه الله مع زيادات فيه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار عن
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد قال : بلغني أن
للمدينة أربعين اسما .
وروى أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "للمدينة عشرة أسماء هي : المدينة وطيبة وطابة ومسكينة وجابرة ومجبورة ويندد ويثرب والدار" .
وروي أيضا عن
إبراهيم بن الحسن قال :
"للمدينة في التوراة أحد عشر اسما : المدينة وطيبة وطابة والمسكينة والجابرة والمجبورة والمرحومة والعذراء والمحبوبة والقاصمة .
[ ص: 296 ]
الْبَابُ الثَّانِي فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30687_30686أَسْمَاءِ الْمَدِينَةِ مُرَتَّبَةً عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ
الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ مُسْتَقْصَاةً ، لِأَنَّ كَثْرَةَ الْأَسْمَاءِ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِ الْمُسَمَّى ، فَمَا ذَكَرَهُ
الزَّرْكَشِيُّ فِي "الْإِعْلَامِ" ، وَصَاحِبُ الْقَامُوسِ فِي غَيْرِهِ ، وَالسَّيِّدُ فِي تَارِيخِهِ بَلَغَ بِهَا خَمْسَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا وَهِيَ :
- "أَثْرِبُ" : بِالْفَتْحِ وَإِسْكَانِ الْمُثَلَّثَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ فَمُوَحَّدَةٍ ، لُغَةٌ فِي يَثْرِبَ ، اسْمُ مَنْ سَكَنَهَا أَوَّلًا ، سُمِّيَتْ بِهِ أَرْضُ
الْمَدِينَةِ كُلُّهَا عِنْدَ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، أَوْ هِيَ فَقَطْ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَوْ نَاحِيَةٌ مِنْهَا .
وَعَلَى الثَّالِثِ ، فَإِطْلَاقُهُ عَلَى
الْمَدِينَةِ مَعَ ذَلِكَ صَحِيحٌ ثَابِتٌ ، إِمَّا وَضْعًا لَهَا ، أَوْ مِنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الْبَعْضِ عَلَى الْكُلِّ ، أَوِ الْمُشْتَهِرِ مِنْ بَابِ عَكْسِهِ ، وَوَرَدَ النَّهْيُ عَنْ تَسْمِيَتِهَا بِذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي .
- "أَرْضُ اللَّهِ" : لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=97أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا [النِّسَاءِ 97] قَالَ جَمَاعَةٌ : الْمُرَادُ
الْمَدِينَةُ ، وَفِي هَذِهِ الْإِضَافَةِ مِنْ مَزِيدِ التَّعْظِيمِ مَا لَا يَخْفَى .
"أَرْضُ الْهِجْرَةِ" : لِحَدِيثٍ فِيهِ [الْمَدِينَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ] .
- "أَكَّالَةُ الْبُلْدَانِ" : لِتَسَلُّطِهَا عَلَى جَمِيعِ الْأَمْصَارِ ، وَارْتِفَاعِهَا عَلَى سَائِرِ بُلْدَانِ الْأَقْطَارِ ، وَافْتِتَاحِهَا مِنْهَا عَلَى أَيْدِي أَهْلِهَا ، فَغَنِمُوهَا وَأَكَلُوهَا .
- "أَكَّالَةُ الْقُرَى" : لِحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651738 "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى" .
"الْإِيمَانُ" : لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْأَنْصَارِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ [الْحَشْرِ 9] قَالَ
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ : "سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى
الْمَدِينَةَ الدَّارَ وَالْإِيمَانَ" ، رَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ عَنْهُمَا .
وَابْنُ شَبَّةَ عَنِ الثَّانِي . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ :
"سَمَّى اللَّهُ
الْمَدِينَةَ بِالْإِيمَانِ لِأَنَّهَا مَظْهَرُهُ وَمَصِيرُهُ" . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [أَنَّ مَلَكَ] الْإِيمَانِ قَالَ :
"أَنَا أَسْكُنُ
الْمَدِينَةَ" ، فَقَالَ [مَلَكُ] الْحَيَاءِ : "وَأَنَا مَعَكَ" ، رَوَاهُ الدِّينَوَرِيُّ فِي كِتَابِهِ "الْمُجَالَسَةُ" .
- "الْبَارَّةُ" : بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ .
- "الْبَرَّةُ" : بِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا ، لِكَثْرَةِ بِرِّهَا لِأَهْلِهَا خُصُوصًا ، وَلِجَمِيعِ الْعَالَمِ عُمُومًا ، لِأَنَّهَا مَنْبَعُ الْفَيْضِ وَالْبَرَكَاتِ .
- الْبَحْرَةُ" : بِالْفَتْحِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ .
- "الْبُحَيْرَةُ" : تَصْغِيرُ مَا قَبْلَهُ .
[ ص: 287 ]
- "الْبَحِيرَةُ" : بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ : نَقَلَ
الزَّرْكَشِيُّ الثَّلَاثَةَ فِي "الْإِعْلَامِ" عَنْ مُنْتَخَبِ كُرَاعٍ ، وَنَقَلَ غَيْرُهُ الْأَوَّلَيْنِ عَنْ مُعْجَمِ يَاقُوتٍ ، وَالِاسْتِبْحَارُ : السَّعَةُ ، لِأَنَّهَا بِمُتَّسَعٍ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ : وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ- بِالتَّصْغِيرِ- عَلَى أَنْ يَعْصِبُوهُ بِالْعِصَابَةِ ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ ، وَيُقَالُ "الْبَحْرُ" أَيْضًا بِغَيْرِ تَاءٍ ، سَاكِنَ الْحَاءِ ، وَأَصْلُهُ الْقُرَى ، وَكُلُّ قَرْيَةٍ بَحْرَةٌ .
- "الْبَلَاطُ" : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ ، نُقِلَ عَنْ [كِتَابِ : لَيْسَ]
لِابْنِ خَالَوَيْهِ ، وَهُوَ لُغَةً : الْحِجَارَةُ الْمَفْرُوشَةُ [الَّتِي تُفْرَشُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَالْأَرْضُ الْمَفْرُوشُ بِهَا ، وَالْمُسْتَوِيَةُ الْمَلْسَاءُ ، فَكَأَنَّهَا] سُمِّيَتْ بِهِ لِكَثْرَتِهِ فِيهَا ، أَوْ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى مَوْضِعٍ تُعْرَفُ بِهِ .
- "الْبَلَدُ" : قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [الْبَلَدِ 1] : قِيلَ :
الْمَدِينَةُ وَقِيلَ :
مَكَّةُ ، وَرَجَّحَهُ الْقَاضِي ، لَكِنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَالْبَلَدُ لُغَةً : صَدْرُ الْقُرَى . قَالَ
الْوَاسِطِيُّ فِيمَا نَقَلَهُ عَنِ الْقَاضِي : "أَيْ يَحْلِفُ لَكَ رَبُّكَ بِهَذَا الْبَلَدِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ بِمَكَانِكَ فِيهِ حَيًّا ، وَبِبَرَكَتِكَ مَيِّتًا" ، يَعْنِي
الْمَدِينَةَ .
- "بَلَدُ رَسُولِ اللَّهِ" صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935034 "إِنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ يَئِسَتْ ، أَنْ تُعْبَدَ بِبَلَدِي" ، هَذَا يَعْنِي
الْمَدِينَةَ وَجَزِيرَةَ الْعَرَبِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=662038 "وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ" .
- "بَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ" صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ : أَيْ : مِنَ
الْمَدِينَةِ ، لِاخْتِصَاصِهَا بِهِ اخْتِصَاصَ الْبَيْتِ بِسَاكِنِهِ ، أَوِ الْمُرَادُ : بَيْتُهُ بِهَا .
- "تَنْدَدُ" : بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ فَنُونٍ وَإِهْمَالِ الدَّالَيْنِ ، كَجَعْفَرٍ .
- "تَنْدَرُ" : بِرَاءٍ بَدَلَ الدَّالِ الْأَخِيرَةِ مِمَّا قَبْلَهُ كَمَا سَيَأْتِي فِي "يَنْدَرَ" بِالتَّحْتِيَّةِ .
- "الْجَابِرَةُ" : ذُكِرَ فِي حَدِيثٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ ، سُمِّيَتْ بِهَا لِأَنَّهَا تَجْبُرُ الْكَسِيرَ ، وَتُغْنِي الْفَقِيرَ ، وَتَجْبُرُ عَلَى الْإِذْعَانِ ، لِمُطَالَعَةِ بَرَكَاتِهَا وَشُهُودِ آيَاتِهَا ، وَلِأَنَّهَا جَبَرَتِ الْبِلَادَ عَلَى الْإِسْلَامِ .
- "جَبَارٌ" كَحَذَامٍ ، رَوَاهُ
ابْنُ شَبَّةَ بَدَلَ الْجَابِرَةِ فِي حَدِيثِهِ الْمَذْكُورِ .
- "الْجَبَّارَةُ" : نُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ .
- "جَزِيرَةُ الْعَرَبِ" : لِقَوْلِ بَعْضِهِمْ إِنَّهَا الْمُرَادَةُ مِنَ الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=706 "أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ [ ص: 288 ] جَزِيرَةِ الْعَرَبِ" ،
وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : nindex.php?page=hadith&LINKID=935032 "خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا وَقَالَ : "إِنَّ اللَّهَ بَرَّأَ هَذِهِ الْجَزِيرَةَ مِنَ الشِّرْكِ" ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12201أَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ .
- "الْجُنَّةُ الْحَصِينَةُ" : بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَهِيَ الْوِقَايَةُ ، أَخْذًا مِنْ
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ :
"أَنَا فِي جُنَّةٍ حَصِينَةٍ" -
يَعْنِي الْمَدِينَةَ- [ "دَعُوهُمْ يَدْخُلُونَ نُقَاتِلْهُمُ" ] .
- "الْحَبِيبَةُ" :
nindex.php?page=treesubj&link=30677لِحُبِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا وَدُعَائِهِ لَهَا .
- "الْحَرَمُ" : بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى الْحَرَامِ لِتَحْرِيمِهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651734 "الْمَدِينَةُ حَرَمٌ" ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=659451 "حَرَمٌ آمِنٌ" .
- "حَرَمُ رَسُولِ اللَّهِ" : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي حَرَّمَهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ :
"مَنْ أَخَافَ أَهْلَ حَرَمِي أَخَافَهُ اللَّهُ" ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683616حَرَمُ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةُ وَحَرَمِي الْمَدِينَةُ" ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ .
- "حَسَنَةٌ" : بِلَفْظٍ مُقَابِلِ السَّيِّئَةِ ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً [النَّحْلِ 41] أَيْ مَبَاءَةً حَسَنَةً وَهِيَ
الْمَدِينَةُ ، وَقِيلَ : هُوَ اسْمُهَا لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الْحُسْنِ الْحِسِّيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ ، نَقَلَهُ الْإِمَامُ
فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ .
- "الْخَيِّرَةُ" : بِالتَّشْدِيدِ .
- "الْخِيرَةُ" : بِالتَّخْفِيفِ تَقُولُ : امْرَأَةٌ خَيِّرَةٌ وَخِيرَةٌ بِمَعْنَى كَثِيرَةِ الْخَيْرِ ، وَإِذَا أَرَدْتَ التَّفْضِيلَ قُلْتَ : فُلَانٌ خَيْرُ النَّاسِ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688518 "وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" .
- "الدَّارُ" : لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ عَلَى مَا سَبَقَ فِي الْإِيمَانِ ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَمْنِهَا وَالِاسْتِقْرَارِ بِهَا ، وَجَمْعِهَا الْبِنَاءَ وَالْعَرْصَةَ .
- "دَارُ الْأَبْرَارِ" .
- "دَارُ الْمُخْتَارِ" : لِأَنَّهَا دَارُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَلِأَنَّهَا تَنْفِي شِرَارَهَا ، وَمَنْ أَقَامَ بِهَا مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ فِي الْحَقِيقَةِ لَهُ بِدَارٍ ، وَرُبَّمَا نُقِلَ مِنْهَا بَعْدَ الْإِقْبَارِ .
"دَارُ الْإِيمَانِ" :
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "الْمَدِينَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ وَدَارُ الْإِيمَانِ وَأَرْضُ الْهِجْرَةِ وَمُبَوَّأُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ" ،
وَرَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651743 "إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا" ،
تَأْرِزُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ- وَقَدْ تُضَمُّ-
[ ص: 289 ] بَعْدَهَا زَايٌ ، أَيْ أَنَّهَا كَمَا تَخْرُجُ فِي طَلَبِ مَا تَعِيشُ بِهِ فَإِذَا رَاعَهَا شَيْءٌ رَجَعَتْ إِلَى جُحْرِهَا ، كَذَلِكَ الْإِيمَانُ انْتَشَرَ فِي
الْمَدِينَةِ ، فَكُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ شَائِقٌ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، لِمَحَبَّتِهِ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
- "دَارُ السُّنَّةِ" .
- "دَارُ السَّلَامَةِ" .
- "دَارُ الْفَتْحِ" : فَفِي الصَّحِيحِ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : "حَتَّى تَقْدَمَ
الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ" - وَفِي رِوَايَةِ
الْكَشْمَيْهَنِيِّ أَحَدِ رُوَاةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ- "وَالسَّلَامَةِ ، وَقَدْ فُتِحَتْ مِنْهَا
مَكَّةُ وَسَائِرُ الْأَمْصَارِ ، وَإِلَيْهَا هِجْرَةُ الْمُخْتَارِ ، وَمِنْهَا انْتَشَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْأَقْطَارِ .
- "الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ" : لِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بِرِجَالِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=695105 "رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ ، فَأَوَّلْتُ الدِّرْعَ الْحَصِينَةَ الْمَدِينَةَ" .
- "ذَاتُ الْحُجَرِ" : بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْجِيمِ ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَيْهَا .
- "ذَاتُ الْحِرَارِ" : بِكَسْرِ الْحَاءِ وَرَاءَيْنِ مُهْمَلَاتٍ ، جَمْعُ حَرَّةٍ بِفَتْحِ الْحَاءِ ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ السُّودُ ، لِكَثْرَتِهَا بِهَا .
- "ذَاتُ النَّخْلِ" : لِوَصْفِهَا بِذَلِكَ وَلِمَا قَبْلَهُ فِي خَبَرِ خُنَافِرَ مَعَ رَئِيِّهِ ، وَفِي سَجْعِ
عِمْرَانَ بْنِ عَامِرٍ : فَلْيَلْحَقْ
بِيَثْرِبَ ذَاتِ النَّخْلِ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
"أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِي ذَاتَ نَخْلٍ وَحَرَّةٍ" .
- "السَّلِقَةُ" : ذَكَرَهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَمِينٍ الْأَقْشَهْرِيُّ فِي أَسْمَائِهَا الْمَنْقُولَةِ عَنِ التَّوْرَاةِ ، وَهُوَ مُحْتَمَلٌ ، وَالسَّلِقَةُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا ، إِذِ السَّلَقُ بِالتَّحْرِيكِ : الْقَاعُ الصَّفْصَفُ ، وَالسَّلَّاقُ : الْبَلِيغُ ، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْمَرْأَةِ السَّلِيطَةِ سِلْقَةٌ بِالْكَسْرِ ، وَسَلَقْتُ الْبَيْضَ سَلْقًا : أَغْلَيْتُهُ بِالنَّارِ . فَسُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِهِ لِاتِّسَاعِهَا وَتَبَاعُدِ جِبَالِهَا ، أَوْ لِتَسَلُّطِهَا عَلَى الْبِلَادِ فَتْحًا ، أَوْ لِلَأْوَائِهَا وَشِدَّةِ حَرِّهَا وَمَا كَانَ بِهَا مِنَ الْحُمَّى .
- "الشَّافِيَةُ" : لِحَدِيثِ :
"تُرَابُهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ" ، وَلِمَا صَحَّ فِي غُبَارِهَا . وَذَكَرَ
ابْنُ مُسْدِي : الِاسْتِشْفَاءُ مِنَ الْحُمَّى بِكِتَابَةِ أَسْمَائِهَا وَتَعْلِيقِهَا عَلَى الْمَحْمُومِ ، وَسَيَأْتِي أَنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ فَتَشْفِي مِنْ دَائِهَا .
[ ص: 290 ]
- "طَابَةُ" : كَشَامَةٍ ، رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=103943 "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ" .
- "طَيْبَةُ" : بِسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ ، كَهَيْبَةٍ وَعَيْبَةٍ .
- "طَيِّبَةُ" : بِتَشْدِيدِ الْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ .
- "طَائِبُ" : كَكَاتِبٍ ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ مَعَ اسْمِهَا الْمُطَيِّبَةِ أَخَوَاتٌ لَفْظًا وَمَعْنًى ، مُخْتَلِفَاتٌ صِيغَةً وَمَبْنًى . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ هِيَ الْمَدِينَةُ وَطَيْبَةُ وَطَابَةُ" ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : "إِنَّ اسْمَهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ- يَعْنِي التَّوْرَاةَ- طَيْبَةُ وَطَابَةُ" . وَنَقَلَ عَنِ التَّوْرَاةِ أَيْضًا تَسْمِيَتَهَا بِالطَّيِّبَةِ وَكَذَلِكَ الْمُطَيِّبَةُ . وَتَسْمِيَتُهَا بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ إِمَّا مِنَ الطَّيِّبِ بِتَشْدِيدِ الْمُثَنَّاةِ وَهُوَ الطَّاهِرُ ، لِطَهَارَتِهَا مِنْ أَدْنَاسِ الشِّرْكِ ، أَوْ لِحُلُولِ الطَّيِّبِ بِهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ لِكَوْنِهَا كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا . قَالَ
الْإِشْبِيلِيُّ : "لِتُرْبَةِ
الْمَدِينَةِ نَفْحَةٌ لَيْسَ طِيبُهَا كَمَا عُهِدَ مِنَ الطِّيبِ ، بَلْ هُوَ أَعْجَبُ مِنَ الْأَعَاجِيبِ" . قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : "وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=30709طِيبِ تُرَابِهَا وَهَوَائِهَا دَلِيلٌ شَاهِدٌ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ ، لِأَنَّ مَنْ أَقَامَ بِهَا يَجِدُ مِنْ تُرْبَتِهَا وَحِيطَانِهَا رَائِحَةً طَيِّبَةً لَا تَكَادُ تُوجَدُ فِي غَيْرِهَا" .
- "طِبَابَا" : ذَكَرَهُ يَاقُوتٌ ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ ، يَعْنِي الْقِطْعَةَ الْمُسْتَطِيلَةَ مِنَ الْأَرْضِ ، أَوْ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ظَبَابَا مِنْ ظَبَّ ، وَظَبْظَبَ إِذَا حُمَّ ، لِمَا كَانَ بِهَا مِنَ الْحُمَّى .
"الْعَاصِمَةُ" : لِعِصْمَتِهَا لِلْمُهَاجِرِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلِأَنَّهَا الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ ، أَوْ هِيَ بِمَعْنَى الْمَعْصُومَةِ ، فَلَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ ، وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ .
- "الْعَذْرَاءُ" : بِالْمُهْمَلَةِ فَالْمُعْجَمَةِ ، نُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ ، لِصُعُوبَتِهَا وَامْتِنَاعِهَا عَلَى الْأَعْدَاءِ ، حَتَّى تَسَلَّمَهَا مَالِكُهَا الْحَقِيقِيُّ سَيِّدُ الْأَنَامِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
- "الْعَرَاءُ" : بِإِهْمَالِ أَوَّلِهِ وَثَانِيهِ ، قَالَ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ : الْعَرَاءُ : الْجَارِيَةُ الْعَذْرَاءُ ، كَأَنَّهَا شُبِّهَتْ بِالنَّاقَةِ الْعَرَاءِ الَّتِي لَا سَنَامَ لَهَا ، أَوْ صَغُرَ سَنَامُهَا كَصِغَرِ نَهْدِ الْعَذْرَاءِ ، فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تَسْمِيَةُ الْمَدِينَةِ بِذَلِكَ لِعَدَمِ ارْتِفَاعِ أَبْنِيَتِهَا فِي السَّمَاءِ .
- "الْعَرُوضُ" : بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ فَرَاءٍ فَوَاوٍ فَضَادٍ مُعْجَمَةٍ كَصَبُورٍ ، وَقِيلَ : هُوَ اسْمٌ لَهَا وَلِمَا حَوْلَهَا لِانْخِفَاضِ مَوَاضِعَ مِنْهَا ، وَمَسَايِلِ أَوْدِيَةٍ فِيهَا ، أَوْ لِأَنَّهَا مِنْ نَجْدٍ عَلَى خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ طُولًا ،
وَالْمَدِينَةُ مُعْتَرِضَةٌ عَنْهَا نَاحِيَةً .
- "الْغَرَّاءُ" : بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ تَأْنِيثُ الْأَغَرِّ : ذِي الْغُرَّةِ وَالْبَيَاضِ فِي مُقَدَّمِ الْوَجْهِ ، وَالْغُرَّةُ أَيْضًا خِيَارُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَغُرَّةُ الْإِنْسَانِ : وَجْهُهُ ، وَالْأَغَرُّ : الْأَبْيَضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالَّذِي أَخَذَتِ اللِّحْيَةُ جَمِيعَ
[ ص: 291 ] وَجْهِهِ إِلَّا الْقَلِيلَ ، وَالرَّجُلُ الْكَرِيمُ ، وَالْيَوْمُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ . وَالْغَرَّاءُ : نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ ، وَالسَّيِّدَةُ الْكَبِيرَةُ . فَسُمِّيَتِ
الْمَدِينَةُ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا سَادَتْ عَلَى الْقُرَى ، وَطَابَ رِيحُهَا فِي الْوَرَى ، وَأُكْرِمَ أَهْلُهَا وَكَثُرَ غَرْسُهَا وَابْيَضَّ نُورُهَا وَسَطَعَ ضِيَاؤُهَا .
- "غَلَبَةُ" : مُحَرَّكَةً بِمَعْنَى الْغَلَبِ ، لِظُهُورِهَا عَلَى الْبِلَادِ ، وَكَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُدْعَى "غَلَبَةَ" : نَزَلَتْ يَهُودُ بِهَا عَلَى الْعَمَالِيقِ فَغَلَبَتْهُمْ عَلَيْهَا ، وَنَزَلَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ عَلَى يَهُودَ فَغَلَبُوهُمْ عَلَيْهَا ، وَنَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فَغَلَبُوهُمْ عَلَيْهَا ، وَنَزَلَ الْأَعَاجِمُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَغَلَبُوهُمْ عَلَيْهَا .
- "الْفَاضِحَةُ" : بِالْفَاءِ وَضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَحَاءٍ مُهْمَلَةٍ ، نُقِلَ عَنْ كُرَاعٍ : إِذْ لَا يُضْمِرُ بِهَا أَحَدٌ عَقِيدَةً فَاسِدَةً أَوْ يُبْطِنُ أَمْرًا إِلَّا ظَهَرَ عَلَيْهِ وَافْتُضِحَ بِهِ ، وَهُوَ مَعْنَى كَوْنِهَا تَنْفِي خَبَثَهَا .
- "الْقَاصِمَةُ" : بِقَافٍ وَصَادٍ مُهْمَلَةٍ . نُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ ، لَقَصْمِهَا كُلَّ جَبَّارٍ عَنَاهَا ، وَكَسْرِ كُلِّ مُتَمَرِّدٍ أَتَاهَا ، وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ .
- "قُبَّةُ الْإِسْلَامِ" : لِحَدِيثِ "الْمَدِينَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ" .
- "قَرْيَةُ الْأَنْصَارِ" : وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى الْأَنْصَارِ .
- "قَرْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ" صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ بِرِجَالٍ ثِقَاتٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=105354 "ثُمَّ يَسِيرُ- يَعْنِي الدَّجَّالَ- حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ وَلَا يُؤْذَنَ لَهُ فِيهَا فَيَقُولُ : هَذِهِ قَرْيَةُ ذَاكَ الرَّجُلِ" ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
- "قَلْبُ الْإِيمَانِ" : أَوْرَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "الْمَدِينَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ" .
- "الْمُؤْمِنَةُ" : لِتَصْدِيقِهَا بِاللَّهِ تَعَالَى حَقِيقَةً ، لِخَلْقِهِ قَابِلِيَّةَ ذَلِكَ فِيهَا كَمَا فِي تَسْبِيحِ الْحَصَى ، أَوْ مَجَازًا لِاتِّصَافِ أَهْلِهَا بِالْإِيمَانِ ، وَانْتِشَارِهِ مِنْهَا ، وَاشْتِمَالِهَا عَلَى أَوْصَافِ الْمُؤْمِنِ ، أَوْ لِإِدْخَالِهَا أَهْلَهَا فِي الْأَمْنِ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَالطَّاعُونِ وَالدَّجَّالِ . وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ :
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ تُرْبَتَهَا لَمُؤْمِنَةٌ" ، وَرُوِيَ فِي آخَرَ :
"إِنَّهَا لَمَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ مُؤْمِنَةً" .
- "الْمُبَارَكَةُ" : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَارَكَ فِيهَا بِدُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُلُولِهِ بِهَا .
- "مُبَوَّأُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ : رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911525 "الْمَدِينَةُ قُبَّةُ الْإِسْلَامِ" ، وَالتَّبَوُّءُ : التَّمَكُّنُ وَالِاسْتِقْرَارُ ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهَا مَحَلُّ تَمَكُّنِ هَذَيْنِ الْحُكْمَيْنِ وَاسْتِقْرَارِهِمَا .
-
"مُبَيِّنُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ" : رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ بَدَلَ الَّذِي قَبْلَهُ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ لِأَنَّهَا مَحَلُّ بَيَانِهِمَا .
[ ص: 292 ]
- "الْمَجْبُورَةُ" : ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ" ، وَنُقِلَ عَنِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ ، سُمِّيَتْ بِهِ لِجَبْرِهَا بِخُلَاصَةِ الْوُجُودِ حَيًّا وَمَيِّتًا ، لِحَثِّهِ عَلَى سُكْنَاهَا ، بَعْدَ نَقْلِ حُمَّاهَا وَتَكَرُّرِ دُعَائِهِ لَهَا .
- "الْمُحِبَّةُ" : بِضَمِّ الْمِيمِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْمُوَحَّدَةِ ، نُقِلَ عَنِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ .
- "الْمُحَبَّبَةُ" : بِزِيَادَةِ مُوَحَّدَةٍ عَلَى مَا قَبْلَهُ .
- "الْمَحْبُوبَةُ" : نُقِلَ عَنِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَيْضًا ، وَهَذِهِ ثَلَاثَةٌ مَعَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ اسْمِهَا الْحَبِيبَةِ مِنْ مَادَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَحُبُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا وَدُعَاؤُهُ بِهِ مَعْلُومٌ ، وَحُبُّهُ تَابِعٌ لِحُبِّ رَبِّهِ .
- "الْمَحْبُورَةُ" : مِنَ الْحَبْرِ وَهُوَ السُّرُورُ ، أَوْ مِنَ الْحَبْرَةِ بِمَعْنَى النِّعْمَةِ أَوِ الْمُبَالَغَةِ فِيمَا وُصِفَ بِجَمِيلٍ ، وَالْمِحْبَارُ مِنَ الْأَرْضِ : السَّرِيعَةُ النَّبَاتِ الْكَثِيرَةُ الْخَيْرَاتِ .
- "الْمُحَرَّمَةُ" : لِتَحْرِيمِهَا .
- "الْمَحْرُوسَةُ" : لِحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504284 "الْمَدِينَةُ مُشْتَبِكَةٌ بِالْمَلَائِكَةِ ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ يَحْرُسُهَا" ، رَوَاهُ
الْجَنَدِيُّ .
- "الْمَحْفُوفَةُ" : لِأَنَّهَا حُفَّتْ بِالْبَرَكَاتِ وَمَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ ، وَفِي خَبَرٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690720 "تَأْتِي مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَةِ" .
- "الْمَحْفُوظَةُ" : لِحِفْظِهَا مِنَ الطَّاعُونِ وَالدَّجَّالِ وَغَيْرِهِمَا ، وَفِي خَبَرٍ :
"الْقُرَى الْمَحْفُوظَةُ أَرْبَعٌ" ، وَذَكَرَ
الْمَدِينَةَ مِنْهَا .
- "الْمُخْتَارَةُ" : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَهَا لِلْمُخْتَارِ مِنْ خَلْقِهِ فِي حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ .
- "مُدْخَلُ صِدْقٍ" : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [الْإِسْرَاءِ 80] فَمُدْخَلُ صِدْقٍ :
الْمَدِينَةُ كَمَا تَقَدَّمَ .
-
"الْمَدِينَةُ" : لِتَكَرُّرِهِ فِي الْقُرْآنِ ، وَنُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ ،
وَالْمَدِينَةُ مِنْ مَدَنَ بِالْمَكَانِ : أَقَامَ بِهِ ، أَوْ مِنْ دَانَ : إِذَا أَطَاعَ ، إِذْ يُطَاعُ السُّلْطَانُ بِالْمَدِينَةِ لِسُكْنَاهُ بِهَا ، وَهِيَ أَبْيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجَاوِزُ حَدَّ الْقُرَى وَلَمْ تَبْلُغْ حَدَّ الْأَمْصَارِ ، وَقِيلَ : يُقَالُ لِكُلِّ مِصْرٍ ، وَتُطْلَقُ عَلَى أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ عَلَمٌ
لِلْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ ، بِحَيْثُ إِذَا أُطْلِقَ لَا يَتَبَادَرُ الْفَهْمُ إِلَى غَيْرِهَا ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِيهَا إِلَّا الْمَعْرِفَةُ ، أَمَّا
[ ص: 293 ] النَّكِرَةُ فَاسْمٌ لِكُلِّ مَدِينَةٍ ، وَنَسَبُوا لِلْكُلِّ مَدِينِيٌّ ، وَلِلْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ مَدَنِيٌّ لِلْفَرْقِ .
-
"مَدِينَةُ رَسُولِ اللَّهِ" : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
لِقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ : nindex.php?page=hadith&LINKID=907181 "مَنْ أَحْدَثَ فِي مَدِينَتِي هَذِهِ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا" ،
فَأَضَافَهَا إِلَيْهِ لِسُكْنَاهُ بِهَا ، وَلَهُ وَلِخُلَفَائِهِ دَانَتِ الْأُمَمُ .
- "الْمَرْحُومَةُ" : نُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهَا دَارُ الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، وَبِهَا تَنْزِلُ الرَّحَمَاتُ .
- "الْمَرْزُوقَةُ" : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَزَقَهَا أَفْضَلَ الْخَلْقِ فَسَكَنَهَا ، أَوِ الْمَرْزُوقُ أَهْلُهَا ، فَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=682365 "لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْهَا إِلَّا أَبْدَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ" .
- "مَسْجِدُ الْأَقْصَى" : نَقَلَهُ
ابْنُ الْمُلَقِّنِ فِي "الْإِشَارَاتِ" عَنْ صَاحِبِ "الْمَطَالِعِ" .
- "الْمِسْكِينَةُ" : نُقِلَ عَنِ التَّوْرَاةِ ، وَذُكِرَ فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ" ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ : "نَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى
مُوسَى أَنَّ اللَّهَ قَالَ
لِلْمَدِينَةِ : يَا طَيْبَةُ يَا طَابَةُ يَا مِسْكِينَةُ لَا تَقْبَلِي الْكُنُوزَ ، أَرْفَعُ أَجَاجِيرَكِ عَلَى أَجَاجِيرِ الْقُرَى ، وَالْأَجَاجِيرُ : السُّطُوحُ ، وَالْمَسْكَنَةُ : الْخُضُوعُ وَالْخُشُوعُ خَلَقَهُ اللَّهُ فِيهَا ، أَوْ هِيَ مَسْكَنُ الْخَاشِعِينَ وَالْخَاضِعِينَ .
- "الْمُسْلِمَةُ" : كَالْمُؤْمِنَةِ ، لِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا الِانْقِيَادَ وَالِانْقِطَاعَ لَهُ ، أَوْ لِانْقِيَادِ أَهْلِهَا وَفَتْحِ بَلَدِهِمْ بِالْقُرْآنِ .
- "مَضْجَعُ رَسُولِ اللَّهِ" : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَمَا فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935091 "الْمَدِينَةُ مُهَاجَرِي وَمَضْجَعِي فِي الْأَرْضِ" .
- "الْمُطَيَّبَةُ" : بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ ثَانِيهِ ، تَقَدَّمَ فِي طَيْبَةَ .
- "الْمُقَدَّسَةُ" : لِتَنَزُّهِهَا عَنِ الشِّرْكِ وَكَوْنِهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ .
- "الْمَقَرُّ" : بِالْقَافِ كَالْمَمَرِّ ، مِنَ الْقَرَارِ ، نَقَلَهُ السَّيِّدُ مِنْ بَعْضِ كُتُبِ اللُّغَةِ ،
وَفِي دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا قَوْلُهُ :
"اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا بِهَا قَرَارًا وَرِزْقًا حَسَنًا" .
- "الْمَكَّتَانِ" : قَالَ
سَعْدُ بْنُ أَبِي السَّرْحِ فِي حِصَارِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "وَأَنْصَارُنَا بِالْمَكَّتَيْنِ قَلِيلٌ" . وَقَالَ
نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ بَعْدَ نَفْيِهِ مِنَ
الْمَدِينَةِ : فَأَصْبَحْتُ مَنْفِيًّا عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ وَقَدْ كَانَ لِي بِالْمَكَّتَيْنِ مُقَامُ
[ ص: 294 ] قَالَ السَّيِّدُ : "وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ
الْمَدِينَةُ؛ لِأَنَّ قِصَّةَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ وَنَصْرِ بْنِ حَجَّاجٍ كَانَتَا بِهَا ، وَأُطْلِقَ ذَلِكَ عَلَيْهَا لِانْتِقَالِ
أَهْلِ مَكَّةَ أَوْ غَالِبِهِمْ إِلَيْهَا وَانْضِمَامِهِمْ إِلَى أَهْلِهَا" . أَوْ أَنَّهُ مِنْ قَبِيلِ التَّغْلِيبِ ، وَالْمُرَادُ
مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ . - "الْمَكِينَةُ" : لِتَمَكُّنِهَا فِي الْمَكَانَةِ وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
- "مُهَاجَرُ رَسُولِ اللَّهِ" : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=935091 "الْمَدِينَةُ مُهَاجَرِي" .
- "الْمُوَفِّيَةُ" : بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ وَتَخْفِيفِهَا ، لِتَوْفِيَتِهَا الْوَافِدِينَ حِسًّا وَمَعْنًى ، وَأَهْلُهَا الْمُوفُونَ بِمَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ .
- "النَّاجِيَةُ" : بِالْجِيمِ ، لِنَجَاتِهَا مِنَ الْعُتَاةِ وَالطَّاعُونِ وَالدَّجَّالِ ، أَوْ لِإِسْرَاعِهَا فِي الْخَيْرَاتِ ، فَحَازَتْ أَشْرَفَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَلِارْتِفَاعِ شَأْنِهَا .
- "نَبْلَاءُ" : نُقِلَ مِنْ كُرَاعٍ ، قَالَ السَّيِّدُ : وَأَظُنُّهُ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ، مَأْخُوذٌ مِنَ النُّبْلِ بِالضَّمِّ وَالسُّكُونِ ، وَهُوَ الْفَضْلُ وَالنَّجَابَةُ .
- "النَّحْرُ" : بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، سُمِّيَتْ بِهِ إِمَّا لِشِدَّةِ حَرِّهَا كَمَا يُقَالُ نَحْرُ الظَّهِيرَةِ ، وَإِمَّا لِإِطْلَاقِ النَّحْرِ عَلَى الْأَصْلِ ، وَهُمَا أَسَاسُ بِلَادِ الْإِسْلَامِ .
- "الْهَذْرَاءُ" : ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12938ابْنُ النَّجَّارِ بَدَلَ الْعَذْرَاءِ نَقْلًا عَنِ التَّوْرَاةِ ، رُوِيَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ حَرِّهَا ، يُقَالُ : يَوْمٌ هَاذِرٌ شَدِيدُ الْحَرِّ ، أَوْ لِكَثْرَةِ مِيَاهِهَا وَأَصْوَاتِ سَوَانِيهَا ، وَيُقَالُ هَذَرَ فِي كَلَامِهِ إِذَا أَكْثَرَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِالْمُهْمَلَةِ مِنْ هَدَرَ الْحَمَامُ : إِذَا صَوَّتَ ، وَالْمَاءُ : انْصَبَّ وَانْهَمَرَ ، وَالْعُشْبُ : طَالَ ، وَأَرْضٌ هَادِرَةٌ : كَثِيرَةُ النَّبَاتِ .
-
"يَثْرِبُ" : لُغَةٌ فِي أَثْرِبَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِيهِ ، وَسَتَأْتِي أَحَادِيثُ النَّهْيِ عَنْ تَسْمِيَتِهَا بِذَلِكَ .
- "يَنْدَدُ" : بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ ، ذَكَرَهُ كُرَاعٌ ، وَهُوَ إِمَّا مِنَ النَّدِّ وَهُوَ الطِّيبُ الْمَعْرُوفُ ، أَوِ النَّدِّ : التَّلِّ الْمُرْتَفِعِ ، أَوْ مِنَ النَّادِّ : وَهُوَ الرِّزْقُ .
- "يَنْدَرُ" : كَحَيْدَرٍ بِرَاءٍ بَدَلَ الدَّالِ الثَّانِيَةِ مِمَّا قَبْلَهُ ، كَذَا فِي حَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ" فِي بَعْضِ الْكُتُبِ ، وَفِي بَعْضِهَا الْآخَرِ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ وَدَالَيْنِ : تَنْدَدُ ، وَفِي بَعْضِهَا كَذَلِكَ بِفَوْقِيَّةٍ وَدَالٍ وَرَاءٍ : تَنْدَرُ ، وَصَوَّبَ الْمَجْدُ اللُّغَوِيُّ "يَنْدَدُ" فَقَطْ بِالتَّحْتِيَّةِ وَدَالَيْنِ ، وَفِيهِ نَظَرٌ .
وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ
ابْنُ زَبَالَةَ إِلَّا أَنَّهُ سَرَدَهَا تِسْعَةً ، وَرَوَاهُ
ابْنُ شَبَّةَ وَسَرَدَهَا ثَمَانِيَةً فَحَذَفَ مِنْهُ الدَّارَ ، ثُمَّ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِهِ أَيْضًا عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ تَسْمِيَتُهَا بِالدَّارِ وَالْإِيمَانِ ثُمَّ قَالَ :
" [وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ثَمَانِيَةُ أَسْمَاءٍ وَجَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اسْمَانِ] فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَهُمَا تَمَامُ
[ ص: 295 ]
الْعَشْرَةِ أَمْ لَا" . وَرَوَاهُ
ابْنُ زَبَالَةَ كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُ سَرَدَ تِسْعَةً فَزَادَ اسْمَ "الدَّارِ" وَأَسْقَطَ الْعَاشِرَ ، وَنَقَلَ
ابْنُ زَبَالَةَ أَنَّ
عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ
لِلْمَدِينَةِ فِي التَّوْرَاةِ أَرْبَعِينَ اسْمًا ، انْتَهَى مَا ذَكَرَهُ السَّيِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ مَعَ زِيَادَاتٍ فِيهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14946الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ
لِلْمَدِينَةِ أَرْبَعِينَ اسْمًا .
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=886825 "لِلْمَدِينَةِ عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ هِيَ : الْمَدِينَةُ وَطَيْبَةُ وَطَابَةُ وَمِسْكِينَةُ وَجَابِرَةُ وَمَجْبُورَةُ وَيَنْدَدُ وَيَثْرِبُ وَالدَّارُ" .
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ :
"لِلْمَدِينَةِ فِي التَّوْرَاةِ أَحَدَ عَشَرَ اسْمًا : الْمَدِينَةُ وَطَيْبَةُ وَطَابَةُ وَالْمِسْكِينَةُ وَالْجَابِرَةُ وَالْمَجْبُورَةُ وَالْمَرْحُومَةُ وَالْعَذْرَاءُ وَالْمَحْبُوبَةُ وَالْقَاصِمَةُ .
[ ص: 296 ]