يَا مُؤْنِسَ الْأَبْرَارِ فِي خَلَوَاتِهِمْ يَا خَيْرَ مَنْ حَطَّتْ بِهِ النُّزَّالُ مَنْ ذَاقَ حُبَّكَ لَا يَزَالُ مُتَيَّمًا
فَرِحَ الْفُؤَادِ مُتَيَّمًا بَلْبَالُ مَنْ ذَاقَ حُبَّكَ لَا يُرَى مُتَبَسِّمًا
فِي طُولِ حُزْنٍ فِي الْحُشَاشَةِ عَالِي
أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ حُبَّ الْوِدَادِ وَحُبًّا لِأَنَّكَ أَهْلٌ لِذَاكَ
فَأَمَّا الَّذِي هُوَ حُبُّ الْوِدَادِ فَحُبٌّ شُغِلْتُ بِهِ عَنْ سِوَاكَ
وَأَمَّا الَّذِي أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ فَكَشْفُكَ لِلْحُجْبِ حَتَّى أَرَاكَ
فَمَا الْحَمْدُ فِي ذَا وَلَا ذَاكَ لِي وَلَكِنْ لَكَ الْحَمْدُ فِي ذَا وَذَاكَ
يا مؤنس الأبرار في خلواتهم يا خير من حطت به النزال من ذاق حبك لا يزال متيما
فرح الفؤاد متيما بلبال من ذاق حبك لا يرى متبسما
في طول حزن في الحشاشة عالي
أحبك حبين حب الوداد وحبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الوداد فحب شغلت به عن سواك
وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك
فما الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك