( ) سبحانه وتعالى ، وهو عبارة عن استعمال جميع ما أنعم الله تعالى به على العبد من القوى والأعضاء الظاهرة والباطنة المدركة والمحركة فيما خلقه الله تعالى لأجله كاستعمال النظر في مشاهدة مصنوعاته وآثار رحمته ، ليستدل على صانعها ، وكذا السمع وغيره ( ومعرفته تعالى ) وهي عبارة عن معرفة وجود ذاته بصفات الكمال فيما يزل ولا يزال دون معرفة حقيقة ذاته وصفاته ، لاستحالة ذلك عقلا عند الأكثرين . وشكر المنعم
( وهي ) أي معرفته جل وعلا ( أول واجب لنفسه ) على المكلف بالنظر في الوجود والموجود ( واجبان ) أي شكر المنعم ومعرفته ( شرعا ) أي : بالشرع دون العقل ، لما تقدم من أن العقل لا يوجب ولا يحرم . وهذا مذهب أهل السنة . وقالت المعتزلة بالعقل دون الشرع ، وعن الأشعرية أن وجوب معرفة الله تعالى بالعقل والشرع .
نقله الشيرازي في كتاب " جامع الألغاز ، لتوحيد الملك الجبار " وعلم مما تقدم أن النظر والمعرفة لا يقعان ضرورة . قال في شرح التحرير : وهذا هو الصحيح .
وقدمه ابن مفلح في " باب المرتد " وابن حمدان في " نهاية المبتدئين " وغيرهما .
وقال وغيره : بل هما كسبيان . انتهى . وقال جمع من أصحابنا وغيرهم : إنهما يقعان ضرورة ، فلا يتوصل إليهما بأدلة العقل . وحمل ذلك القاضي الشيخ تقي الدين على المعرفة الفطرية . كمعرفة إبليس . لا المعرفة الإيمانية . قال : قال أهل الحق : لا يتأتى أنه مطيع في نظره ، لأنه لا تصح طاعة من لا يعرف ، ولا معرفة من لم ينظر ابن عقيل