( إذا )
nindex.php?page=treesubj&link=20951 ( إذا ) تأتي ( لمفاجأة حرفا ) وهي التي يقع بعدها المبتدأ ، فرقا بينها وبين الشرطية . فإن الواقع بعدها الفعل . وقد اجتمعا في قوله تعالى ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } ) ومن أمثلة المفاجأة ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20 [ ص: 86 ] فألقاها فإذا هي حية تسعى } ) ولا تحتاج إذا المفاجأة إلى جواب . ومعناها الحال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب : ومعنى المفاجأة : حضور الشيء معك في وصف من أوصافك الفعلية ، وتصويره في قولك : خرجت فإذا الأسد [ فمعناه ] ، حضور الأسد معك في زمن وصفك بالخروج ، أو في مكان خروجك ، وحضوره معك في مكان خروجك ألصق بك من حضوره في زمن خروجك ; لأن ذلك المكان يحصل دون من أشبهك .
وذلك الزمان لا يخصك دون من أشبهك . وكلما كان ألصق كانت المفاجأة فيه أقوى
nindex.php?page=treesubj&link=20951 ( و ) تأتي " إذا " ( ظرفا ل ) زمن ( مستقبل لا ماض وحال ) ( متضمنة معنى الشرط غالبا ) ولذلك تجاب هي بما تجاب به أدوات الشرط نحو إذا جاء زيد فقم إليه ، فهي باقية على ظرفيتها ، إلا أنها ضمنت معنى الشرط .
ولذلك لم يثبت لها سائر أحكام الشرط : فلم يجزم بها المضارع ، ولا تكون إلا في المحقق . ومنه ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وإذا مسكم الضر في البحر } ) لأن مس الضر في البحر محقق ولما لم يقيد بالبحر أتى " بإن " التي تستعمل في المشكوك فيه نحو ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } ) وتختص بالدخول على الجملة الفعلية المعنى .
وما قلناه في المتن من كون " إذا " لا تجيء لماض ولا لحال هو الذي عليه الجمهور .
وتأولوا ما أوهم خلاف ذلك . ومما أوهم مجيئها للماضي : نحو قوله تعالى { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم } { وإذا رأوا تجارة أو لهوا } ومما أوهم مجيئها للحال نحو قوله تعالى ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى } ) ، ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى } ) وقالوا : إنها لما جردت هنا عن الشرط جردت عن الظرف . فتكون هنا لمجرد الوقت من غير أن تكون ظرفا مختصة بأحد الأزمنة الثلاثة
( إذَا )
nindex.php?page=treesubj&link=20951 ( إذَا ) تَأْتِي ( لِمُفَاجَأَةٍ حَرْفًا ) وَهِيَ الَّتِي يَقَعُ بَعْدَهَا الْمُبْتَدَأُ ، فَرْقًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشَّرْطِيَّةِ . فَإِنَّ الْوَاقِعَ بَعْدَهَا الْفِعْلُ . وَقَدْ اجْتَمَعَا فِي قَوْله تَعَالَى ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25ثُمَّ إذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الْأَرْضِ إذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ } ) وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْمُفَاجَأَةِ ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20 [ ص: 86 ] فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى } ) وَلَا تَحْتَاجُ إذًا الْمُفَاجَأَةُ إلَى جَوَابٍ . وَمَعْنَاهَا الْحَالُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ : وَمَعْنَى الْمُفَاجَأَةِ : حُضُورُ الشَّيْءِ مَعَك فِي وَصْفٍ مِنْ أَوْصَافِك الْفِعْلِيَّةِ ، وَتَصْوِيرُهُ فِي قَوْلِك : خَرَجْت فَإِذَا الْأَسَدُ [ فَمَعْنَاهُ ] ، حُضُورُ الْأَسَدِ مَعَك فِي زَمَنِ وَصْفِك بِالْخُرُوجِ ، أَوْ فِي مَكَان خُرُوجَك ، وَحُضُورُهُ مَعَك فِي مَكَانِ خُرُوجِك أَلْصَقُ بِك مِنْ حُضُورِهِ فِي زَمَنِ خُرُوجِك ; لِأَنَّ ذَلِكَ الْمَكَانَ يَحْصُلُ دُونَ مَنْ أَشْبَهَك .
وَذَلِكَ الزَّمَانُ لَا يَخُصُّكَ دُونَ مَنْ أَشْبَهَك . وَكُلَّمَا كَانَ أَلْصَقَ كَانَتْ الْمُفَاجَأَةُ فِيهِ أَقْوَى
nindex.php?page=treesubj&link=20951 ( وَ ) تَأْتِي " إذَا " ( ظَرْفًا لِ ) زَمَنٍ ( مُسْتَقْبَلٍ لَا مَاضٍ وَحَالٍ ) ( مُتَضَمِّنَةً مَعْنَى الشَّرْطِ غَالِبًا ) وَلِذَلِكَ تُجَابُ هِيَ بِمَا تُجَابُ بِهِ أَدَوَاتُ الشَّرْطِ نَحْوُ إذَا جَاءَ زَيْدٌ فَقُمْ إلَيْهِ ، فَهِيَ بَاقِيَةٌ عَلَى ظَرْفِيَّتِهَا ، إلَّا أَنَّهَا ضُمِّنَتْ مَعْنَى الشَّرْطِ .
وَلِذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ لَهَا سَائِرُ أَحْكَامِ الشَّرْطِ : فَلَمْ يُجْزَمْ بِهَا الْمُضَارِعُ ، وَلَا تَكُونُ إلَّا فِي الْمُحَقَّقِ . وَمِنْهُ ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ } ) لِأَنَّ مَسَّ الضُّرِّ فِي الْبَحْرِ مُحَقَّقٌ وَلَمَّا لَمْ يُقَيَّدْ بِالْبَحْرِ أَتَى " بِإِنْ " الَّتِي تُسْتَعْمَلُ فِي الْمَشْكُوكِ فِيهِ نَحْوُ ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } ) وَتَخْتَصُّ بِالدُّخُولِ عَلَى الْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ الْمَعْنَى .
وَمَا قُلْنَاهُ فِي الْمَتْنِ مِنْ كَوْنِ " إذَا " لَا تَجِيءُ لِمَاضٍ وَلَا لِحَالٍ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ .
وَتَأَوَّلُوا مَا أَوْهَمَ خِلَافَ ذَلِكَ . وَمِمَّا أَوْهَمَ مَجِيئَهَا لِلْمَاضِي : نَحْوُ قَوْله تَعَالَى { وَلَا عَلَى الَّذِينَ إذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ } { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا } وَمِمَّا أَوْهَمَ مَجِيئَهَا لِلْحَالِ نَحْوُ قَوْله تَعَالَى ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى } ) ، ( {
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } ) وَقَالُوا : إنَّهَا لَمَّا جُرِّدَتْ هُنَا عَنْ الشَّرْطِ جُرِّدَتْ عَنْ الظَّرْفِ . فَتَكُونُ هُنَا لِمُجَرَّدِ الْوَقْتِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ ظَرْفًا مُخْتَصَّةً بِأَحَدِ الْأَزْمِنَةِ الثَّلَاثَةِ