( فصل إذا ) ( فله ) أي فلذلك الذكر ( مفهوم ) ومن ذلك قوله تعالى { ( خص نوع ) من جنس ( بالذكر بمدح أو ذم أو غيرهما ) أي بشيء غير المدح والذم ( مما لا يصلح لمسكوت عنه ) كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } فالحجاب عذاب فلا يحجب من لا يعذب ، ولو حجب الجميع لم يكن عذابا قال رحمه الله : لما حجب أعداءه تجلى لأوليائه حتى رأوه . الإمام مالك
وقال الشافعي رضي الله عنه لما حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا وقال أيضا : في الآية دلالة على أن أولياءه يرونه يوم القيامة بأبصار وجوههم وبهذه الآية استدل وغيره من الأئمة رضي الله تعالى عنهم على الرؤية للمؤمنين قال الزجاج : لولا ذلك لم يكن فيها فائدة ، ولا حسنت منزلتهم بحجبهم ( وإذا اقتضى حال أو ) اقتضى ( لفظ عموم الحكم لو عم ، فتخصيص بعض بالذكر له مفهوم ) ذكره الإمام أحمد الشيخ تقي الدين وغيره ومن ذلك قوله تعالى " { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا } وقوله تعالى { ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض } - إلى قوله - { وكثير من الناس } ( وفعله ) أي فعل النبي صلى الله عليه وسلم ( له دليل كدليل الخطاب ) عند أكثر أصحابنا ، وأخذوه من قول رضي الله تعالى عنه : لا يصلى على ميت بعد شهر ; لحديث أحمد أم سعد رواه الترمذي ورواته ثقات عن { سعيد بن المسيب أم سعد ماتت ، والنبي صلى الله عليه وسلم غائب ، فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر } وضعف هذه الدلالة بعض أصحابنا وغيرهم قال أن : ليس للعقل صيغة تعم ولا تخص ، فضلا عن أن يجعل لها دليل خطاب ( ودلالة المفهوم كلها بالالتزام ) بمعنى أن النفي في المسكوت لازم للثبوت في المنطوق ملازمة ظنية لا قطعية . ابن عقيل