كتاب السير من خمسة كتب الجزية ، والحكم في أهل الكتاب ، وإملاء على كتاب وإملاء على غزوة الواقدي بدر ، وإملاء على كتاب اختلاف أبي حنيفة والأوزاعي أصل فرض الجهاد .
( قال ) رحمه الله لما مضت بالنبي صلى الله عليه وسلم مدة من هجرته أنعم الله فيها على جماعات باتباعه حدثت لها مع عون الله قوة بالعدد لم تكن قبلها ففرض الله عليهم الجهاد فقال تعالى { الشافعي كتب عليكم القتال وهو كره لكم } وقال تعالى { وقاتلوا في سبيل الله } مع ما ذكرته ودل كتاب الله عز وجل ثم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرض الجهاد على مملوك ولا أنثى ولا على من لم يبلغ لقول الله تعالى { فرض الجهاد وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } فحكم أن لا مال للمملوك وقال { حرض المؤمنين على القتال } فدل على أنهم الذكور { على النبي صلى الله عليه وسلم يوم ابن عمر أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فرده وعرض عليه عام الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه } وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوه عبيد ونساء غير بالغين فرضخ لهم وأسهم لضعفاء أحرار وجرحى بالغين فدل أن السهمان إنما تكون لمن شهد القتال من الرجال الأحرار فدل بذلك أن لا فرض على غيرهم في الجهاد . وعرض