قلت : ؟ فقال : لأن السنة إنما جاءت في الضمار وهو المال المحبوس في العين ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم فما فرق ما بين الماشية والثمار والحبوب والدنانير في الزكاة وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يبعثون الخراص في وقت الثمار فيخرصون على الناس لإحصاء الزكاة ، ولما للناس في [ ص: 327 ] ذلك من تعجيل منافعهم بثمارهم الأكل والبيع وغير ذلك ، ولا يؤمرون فيه بقضاء ما عليهم من دين ليحصل أموالهم ، وكذلك السعاة يبعثونهم فيأخذون من الناس مما وجدوا في أيديهم ولا يسألونهم عن شيء من الدين . وقد قال وعمر بن عبد العزيز : كان من أدركت من فقهاء أبو الزناد المدينة وعلمائهم ممن يرضى وينتهى إلى قولهم ، منهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر وخارجة بن زيد بن ثابت وعبيد الله بن عبد الله في مشيخة سواهم من نظرائهم أهل فقه وفضل ، وربما اختلفوا في الشيء فأخذ يقول أكثرهم إنهم كانوا يقولون : لا يصدق المصدق إلا ما أتى عليه لا ينظر إلى غير ذلك وقال وسليمان بن يسار وهي السنة . أبو الزناد
قال : وإن أبو الزناد ومن قبله من الفقهاء يقولون ذلك . عمر بن عبد العزيز
قال : وقد كان ابن وهب يصيح في الناس هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليقضه حتى تحصل أموالكم فتؤدون منها الزكاة ، فكان الرجل يحصي دينه ثم يؤدي مما بقي في يديه إن كان ما بقي تجب فيه الزكاة . قال عثمان بن عفان عن ابن مهدي أبي عبد الرحمن عن طلحة بن النضر ، قال : سمعت يقول : كانوا لا يرصدون الثمار في الدين وينبغي للعين أن ترصد في الدين . محمد بن سيرين
قال عن ابن مهدي عن حماد بن زيد أيوب عن قال : كان المصدق يجيء فأينما رأى زرعا قائما أو إبلا قائمة ، أو غنما قائمة أخذ منها الصدقة . محمد بن سيرين