ما يشمله الخطاب
اختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=21158الخطاب الخاص بالرسول -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، هل يشمل الأمة أم لا يشملها ؟
أ- فذهب قوم إلى أنه يشملها باعتباره قدوة لها .
ب- وذهب آخرون إلى أنه لا يشملها ; لأن الصيغة تدل على اختصاصه بها .
واختلفوا أيضا في الخطاب من الله تعالى بـ " يا أيها الناس " كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، هل يشمل الرسول أم لا ؟ والصحيح في ذلك أنه يشمله لعمومه وإن كان الخطاب قد ورد على لسانه ليبلغ غيره .
وقد فصل بعضهم فقال : إن اقترن الخطاب بـ " قل " لم يشمله لأن ظاهره البلاغ كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، إلا شمله .
وما ورد في الخطاب مضافا إلى الناس أو المؤمنين كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، وقوله :
[ ص: 222 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه .
فالمختار في الأول : أنه يشمل الكافر والعبد والأنثى .
والمختار في الثاني : أنه يشمل الأخيرين فقط لمراعاة التكليف بالنسبة إلى الجميع ، وخروج العبد عن بعض الأحكام كوجوب الحج والجهاد إنما هو لأمر عارض كفقره واشتغاله بخدمة سيده .
ومتى اجتمع المذكر والمؤنث غلب التذكير . وأكثر خطاب الله تعالى في القرآن بلفظ التذكير ، والنساء يدخلن في جملته . وقد يأتي ذكرهن بلفظ مفرد تبيينا وإيضاحا . وهذا لا يمنع دخولهن في اللفظ العام الصالح لهن ، كما جاء في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى .
"
مَا يَشْمَلُهُ الْخِطَابُ
اخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=21158الْخِطَابِ الْخَاصِّ بِالرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ، هَلْ يَشْمَلُ الْأُمَّةَ أَمْ لَا يَشْمَلُهَا ؟
أ- فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ يَشْمَلُهَا بِاعْتِبَارِهِ قُدْوَةً لَهَا .
ب- وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ لَا يَشْمَلُهَا ; لِأَنَّ الصِّيغَةَ تَدُلُّ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بِهَا .
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي الْخِطَابِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِـ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ " كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، هَلْ يَشْمَلُ الرَّسُولَ أَمْ لَا ؟ وَالصَّحِيحُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ يَشْمَلُهُ لِعُمُومِهِ وَإِنْ كَانَ الْخِطَابُ قَدْ وَرَدَ عَلَى لِسَانِهِ لِيُبَلِّغَ غَيْرَهُ .
وَقَدْ فَصَّلَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ : إِنِ اقْتَرَنَ الْخِطَابُ بِـ " قُلْ " لَمْ يَشْمَلْهُ لِأَنَّ ظَاهِرَهُ الْبَلَاغُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ، إِلَّا شَمَلَهُ .
وَمَا وَرَدَ فِي الْخِطَابِ مُضَافًا إِلَى النَّاسِ أَوِ الْمُؤْمِنِينَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ، وَقَوْلِهِ :
[ ص: 222 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ .
فَالْمُخْتَارُ فِي الْأَوَّلِ : أَنَّهُ يَشْمَلُ الْكَافِرَ وَالْعَبْدَ وَالْأُنْثَى .
وَالْمُخْتَارُ فِي الثَّانِي : أَنَّهُ يَشْمَلُ الْأَخِيرَيْنِ فَقَطْ لِمُرَاعَاةِ التَّكْلِيفِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْجَمِيعِ ، وَخُرُوجُ الْعَبْدِ عَنْ بَعْضِ الْأَحْكَامِ كَوُجُوبِ الْحَجِّ وَالْجِهَادِ إِنَّمَا هُوَ لِأَمْرٍ عَارِضٍ كَفَقْرِهِ وَاشْتِغَالِهِ بِخِدْمَةِ سَيِّدِهِ .
وَمَتَى اجْتَمَعَ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ غَلَبَ التَّذْكِيرُ . وَأَكْثَرُ خِطَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ بِلَفْظِ التَّذْكِيرِ ، وَالنِّسَاءُ يَدْخُلْنَ فِي جُمْلَتِهِ . وَقَدْ يَأْتِي ذِكْرُهُنَّ بِلَفْظٍ مُفْرَدٍ تَبْيِينًا وَإِيضَاحًا . وَهَذَا لَا يَمْنَعُ دُخُولَهُنَّ فِي اللَّفْظِ الْعَامِّ الصَّالِحِ لَهُنَّ ، كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى .
"