[ ص: 223 ] - 14 - الناسخ والمنسوخ
تنزل التشريعات السماوية من الله تعالى على رسله لإصلاح الناس في العقيدة والعبادة والمعاملة . وحيث كانت العقيدة واحدة لا يطرأ عليها تغيير لقيامها على توحيد الألوهية والربوبية فقد اتفقت دعوة الرسل جميعا إليها :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=25وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ، أما العبادات والمعاملات فإنها تتفق في الأسس العامة التي تهدف إلى تهذيب النفس والمحافظة على سلامة المجتمع وربطه برباط التعاون والإخاء ، إلا أن مطالب كل أمة قد تختلف عن مطالب أختها ، وما يلائم قوما في عصر قد لا يلائمهم في آخر ، ومسلك الدعوة في طور النشأة والتأسيس يختلف عن شرعتها بعد التكوين والبناء ، فحكمة التشريع في هذه غيرها في تلك ، ولا شك أن المشرع سبحانه وتعالى يسع كل شيء رحمة وعلما ، ولله الأمر والنهي
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، فلا غرابة في أن يرفع تشريع بآخر مراعاة لمصلحة العباد عن علم سابق بالأول والآخر .
[ ص: 223 ] - 14 - النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ
تَنْزِلُ التَّشْرِيعَاتُ السَّمَاوِيَّةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى رُسُلِهِ لِإِصْلَاحِ النَّاسِ فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْمُعَامَلَةِ . وَحَيْثُ كَانَتِ الْعَقِيدَةُ وَاحِدَةً لَا يَطْرَأُ عَلَيْهَا تَغْيِيرٌ لِقِيَامِهَا عَلَى تَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ فَقَدِ اتَّفَقَتْ دَعْوَةُ الرُّسُلِ جَمِيعًا إِلَيْهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=25وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ، أَمَّا الْعِبَادَاتُ وَالْمُعَامَلَاتُ فَإِنَّهَا تَتَّفِقُ فِي الْأُسُسِ الْعَامَّةِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَهْذِيبِ النَّفْسِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى سَلَامَةِ الْمُجْتَمَعِ وَرَبْطِهِ بِرِبَاطِ التَّعَاوُنِ وَالْإِخَاءِ ، إِلَّا أَنَّ مَطَالِبَ كُلِّ أُمَّةٍ قَدْ تَخْتَلِفُ عَنْ مَطَالِبِ أُخْتِهَا ، وَمَا يُلَائِمُ قَوْمًا فِي عَصْرٍ قَدْ لَا يُلَائِمُهُمْ فِي آخَرَ ، وَمَسْلَكُ الدَّعْوَةِ فِي طَوْرِ النَّشْأَةِ وَالتَّأْسِيسِ يَخْتَلِفُ عَنْ شِرْعَتِهَا بَعْدَ التَّكْوِينِ وَالْبِنَاءِ ، فَحِكْمَةُ التَّشْرِيعِ فِي هَذِهِ غَيْرَهَا فِي تِلْكَ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الْمُشَرِّعَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسَعُ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ، وَلِلَّهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، فَلَا غَرَابَةَ فِي أَنْ يُرْفَعَ تَشْرِيعٌ بِآخَرَ مُرَاعَاةً لِمَصْلَحَةِ الْعِبَادِ عَنْ عِلْمٍ سَابِقٍ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ .