معرفة المكي والمدني وبيان الفرق بينهما
اعتمد العلماء في على منهجين أساسيين : المنهج السماعي النقلي ، والمنهج القياسي الاجتهادي . معرفة المكي والمدني
والمنهج السماعي النقلي يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة الذين عاصروا الوحي ، وشاهدوا نزوله ، أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقعه وأحداثه ، ومعظم ما ورد في المكي والمدني من هذا القبيل ، وفي الأمثلة السابقة خير دليل على ذلك ، وقد حفلت بها كتب التفسير بالمأثور ، ومؤلفات أسباب النزول ، ومباحث علوم القرآن ، ولم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء في ذلك ، حيث إنه ليس من الواجبات التي تجب على الأمة إلا بالقدر الذي يعرف به الناسخ والمنسوخ ، قال في " الانتصار " : " إنما يرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين ، ولم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة ، وإن وجب في بعضه على أهل العلم ومعرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول “ . القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني
والمنهج القياسي الاجتهادي يستند إلى خصائص المكي وخصائص المدني ، فإذا ورد في السورة المكية آية تحمل طابع التنزيل المدني أو تتضمن شيئا من حوادثه قالوا إنها مدنية ، وإذا ورد في السورة المدنية آية تحمل طابع التنزيل المكي أو تتضمن شيئا [ ص: 57 ] من حوادثه قالوا إنها مكية ، وإذا وجد في السورة خصائص المكي قالوا إنها مكية ، وإذا وجد فيها خصائص المدني قالوا إنها مدنية ، وهذا قياس اجتهادي ، ولذا قالوا مثلا : ، كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية ، وهكذا ، قال وكل سورة فيها فريضة أو حد مدنية الجعبري : " لمعرفة المكي والمدني طريقان : سماعي وقياسي “ ، ولا شك أن السماعي يعتمد على النقل ، والقياسي يعتمد على العقل ، والنقل والعقل هما طريقا المعرفة السليمة والتحقيق العلمي .
"