وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30337_32405_34099nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ؛ يعنى به الأرض؛ لأن الله - عز وجل - خلق
آدم من تراب؛ وجرى الإضمار على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55تارة أخرى ؛
[ ص: 360 ] متعلق بقوله: "ومنها نخرجكم"؛ لأن المعنى كمعنى الأول؛ لأن معنى "ومنها نخرجكم"؛ بمنزلة "منها خلقناكم"؛ فكأنه قال - والله أعلم -: "ومنها نخلقكم تارة أخرى"؛ لأن إخراجهم؛ وهم تراب؛ بمنزلة خلق آدم من تراب.
وقوله: "مكانا سوى"؛ وتقرأ: "سوى"؛ بالضم؛ ومعناه: منصفا؛ أي: "مكانا يكون النصف فيما بيننا وبينك"؛ وقد جاء في اللغة: "سواء"؛ في هذا المعنى؛ تقول: "هذا مكان سواء"؛ أي: متوسط بين المكانين؛ ولكن لم يقرأ إلا بالقصر: "سوى"؛ و"سوى".
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30337_32405_34099nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ؛ يُعْنَى بِهِ الْأَرْضُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ
آدَمَ مِنْ تُرَابٍ؛ وَجَرَى الْإِضْمَارُ عَلَى قَوْلِهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55تَارَةً أُخْرَى ؛
[ ص: 360 ] مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: "وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ"؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى كَمَعْنَى الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى "وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ"؛ بِمَنْزِلَةِ "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ"؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: "وَمِنْهَا نَخْلُقُكُمْ تَارَةً أُخْرَى"؛ لِأَنَّ إِخْرَاجَهُمْ؛ وَهُمْ تُرَابٌ؛ بِمَنْزِلَةِ خَلْقِ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ.
وَقَوْلُهُ: "مَكَانًا سِوًى"؛ وَتُقْرَأُ: "سُوًى"؛ بِالضَّمِّ؛ وَمَعْنَاهُ: مَنْصَفًا؛ أَيْ: "مَكَانًا يَكُونُ النِّصْفَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ"؛ وَقَدْ جَاءَ فِي اللُّغَةِ: "سَوَاءٌ"؛ فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ تَقُولُ: "هَذَا مَكَانٌ سَوَاءٌ"؛ أَيْ: مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ؛ وَلَكِنْ لَمْ يُقْرَأْ إِلَّا بِالْقَصْرِ: "سِوًى"؛ وَ"سُوًى".