nindex.php?page=treesubj&link=18757_25987_27521_30531_30532_33679_34334_34361_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا
الإشارة هنا إلى الأمرين: أكل أموال الناس بالباطل وما يتضمنه من معاص وطرق للشر مختلفة، والثاني: ما يترتب عليه من قتل نخوة الأمة وتفرق أمرها، وذهاب وحدتها وتمكن أعدائها منها. والنص تهديد شديد، والعدوان في أصل اللغة معناه مجاوزة الحد المشروع قصدا، والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، وهما متلاقيان في المعنى، والجمع بينهما كان ليشمل العذاب كل أحوال الارتكاب، وليخرج ما كان غير مقصود، فمن الظلم ما لا يكون مقصودا لمن يتلف مال غيره غير قاصد، فإنه ظالم ويعوض ما تلف، ولكن لايكون له ذلك العذاب الشديد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30فسوف نصليه نارا وإن إنزال ذلك العذاب الشديد ليس أمرا على الله عسيرا، ولكنه على الله تعالى يسير سهل، ولذلك قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وكان ذلك على الله يسيرا فكل ما في الكون ما غاب منه وما ظهر هو في قبضة يده، وإن بيان يسر هذا العذاب فيه تهديد أشد، وفيه بيان لقوة الله تعالى وعظمته في العقاب وفي الثواب معا.
nindex.php?page=treesubj&link=18757_25987_27521_30531_30532_33679_34334_34361_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا
الْإِشَارَةُ هُنَا إِلَى الْأَمْرَيْنِ: أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَمَا يَتَضَمَّنُهُ مِنْ مَعَاصٍ وَطُرُقٍ لِلشَّرِّ مُخْتَلِفَةٍ، وَالثَّانِي: مَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ قَتْلِ نَخْوَةِ الْأُمَّةِ وَتَفَرُّقِ أَمْرِهَا، وَذَهَابِ وَحْدَتِهَا وَتَمَكُّنِ أَعْدَائِهَا مِنْهَا. وَالنَّصُّ تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ، وَالْعُدْوَانُ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ مَعْنَاهُ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ الْمَشْرُوعِ قَصْدًا، وَالظُّلْمُ: وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَهُمَا مُتَلَاقِيَانِ فِي الْمَعْنَى، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا كَانَ لِيَشْمَلَ الْعَذَابُ كُلَّ أَحْوَالِ الِارْتِكَابِ، وَلِيَخْرُجَ مَا كَانَ غَيْرَ مَقْصُودٍ، فَمِنَ الظُّلْمِ مَا لَا يَكُونُ مَقْصُودًا لِمَنْ يُتْلِفُ مَالَ غَيْرِهِ غَيْرَ قَاصِدٍ، فَإِنَّهُ ظَالِمٌ وَيُعَوِّضُ مَا تَلَفَ، وَلَكِنْ لَايَكُونُ لَهُ ذَلِكَ الْعَذَابُ الشَّدِيدُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَإِنَّ إِنْزَالَ ذَلِكَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ لَيْسَ أَمْرًا عَلَى اللَّهِ عَسِيرًا، وَلَكِنَّهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى يَسِيرٌ سَهْلٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=30وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا فَكُلُّ مَا فِي الْكَوْنِ مَا غَابَ مِنْهُ وَمَا ظَهَرَ هُوَ فِي قَبْضَةِ يَدِهِ، وَإِنَّ بَيَانَ يُسْرِ هَذَا الْعَذَابِ فِيهِ تَهْدِيدٌ أَشَدُّ، وَفِيهِ بَيَانٌ لِقُوَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ فِي الْعِقَابِ وَفِي الثَّوَابِ مَعًا.