[ ص: 1096 ] ( سورة آل عمران )
بين يدي السورة
هذه أولى آيات سورة آل عمران ، وهي مدنية ، وقد سميت بآل عمران لاشتمالها على قصتهم ; إذ قال سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=33إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين إلى آخر كلامه العزيز في تلك العبرة التي ساقها .
موضوعات السورة :
وإن هذه السورة الكريمة :
( 1 ) فيها تنويه بذكر القرآن وأقسامه ، وإشارة إلى محكمه والمتشابه منه ، وأقسام الناس في تلقي ذلك الهدى الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
( 2 ) وفيها قصة آل عمران ، وولادة
مريم البتول ،
ويحيى النبي ،
وعيسى الرسول ، وما اكتنف ولادتهم من آيات تدل على كمال إرادة الله تعالى في خلقه .
( 3 ) وفيها إشارات إلى معجزات
عيسى عليه السلام ، وكفر من دعاهم بعد هذه المعجزات الظاهرة القاطعة ، وإن ذلك يدل على أن العناد يضع غشاء على العين فلا تبصر ، وعلى البصيرة فلا تدرك .
( 4 ) وفيها مجادلة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع النصارى واليهود ، وبيان طائفة من أخلاق اليهود واعتقادهم أن الإيمان احتكار لمذهب ، وتغليق القلوب عن غيره ; إذ قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم إلى آخر كلامه العزيز في تلك العبرة .
( 5 ) وفيها بيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام في لبه ومعناه هو دين كل الأنبياء السابقين ; لأنه دين الله السرمدي ، سبق بالدعوة إلى حقيقته النبيون ، وختم الله الدعوة بخاتم النبيين
محمد الأمين - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 1097 ] ( 6 ) وفيها بيان فريضة الحج المحكمة وبيان الوحدة الإسلامية ، وفي جمعها مع الحج في موضع واحد إشارة إلى أن الحج من وسائلها ، وأعقب ذلك ببيان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنها ركن الوحدة الإسلامية ودعامتها ، والذريعة لجعل هذه الوحدة على أسس فاضلة مشتقة من هدي الدين الحكيم .
( 7 ) وفيها بيان
nindex.php?page=treesubj&link=28802واجب قادة المؤمنين من ألا يتخذوا بطانة من غير المؤمنين ; إذ هم في حقيقة أمرهم لا يألون المؤمنين خبالا ويودون عنتهم ، ثم فيها تفصيل محكم لغزوة أحد ، وبيان سبب الهزيمة وأعقابها ، والعبرة في هذه الغزوة التي كانت فيها هزيمة ولكن لم يكن فيها خذلان ، بل كانت العبرة فيها والاعتبار بها باب الفتح المبين . وفي أثناء القصة وختامها بيان حال قتلى المؤمنين وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون .
( 8 ) وفيها إشارة إلى أعمال المنافقين في النصر والهزيمة ، واتباع ضعاف الإيمان لوسوستهم ، وصيانة الله لأقوياء الإيمان من أعمالهم .
( 9 ) ثم فيها عزاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - بذكر ما كذب به الأنبياء السابقون مع أنهم أتوا بالبينات والأدلة الحسية القاطعة إذ قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير
( 10 ) وفيها بيان
nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024أن الله سبحانه سيبتلي المؤمنين ويختبرهم ، وفي الابتلاء صقل إيمانهم .
( 11 ) وفيها بيان أخلاق المؤمنين وتفكرهم في خلق السماوات والأرض وما بينهما ، وضراعتهم إلى ربهم ، واستجابة الله تعالى لهم ، وجزاؤهم يوم القيامة ، والمقابلة بينه وبين جزاء الكافرين الذين اغتروا بالحياة الدنيا مع أن متاعها قليل ، وفيها إنصاف كريم لبعض أهل الكتاب الذين آمنوا وصدقوا ولم يسرفوا على أنفسهم بالإنكار والتكذيب مع قيام الدلائل الواضحة القاطعة .
[ ص: 1098 ] ( 12 ) ثم ختم سبحانه بدعوة المؤمنين إلى مجاهدة المشركين بالتقوى وبالصبر وبإعداد العدة ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم ( 1
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=2الله لا إله إلا هو الحي القيوم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=3نـزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنـزل التوراة والإنجيل nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=4من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=5إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=6هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم
* * *
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم هذا الاسم القرآني الذي سمى به القرآن هذه السورة ، وهذه حروف تقرأ في القرآن الكريم بأسمائها ، وهي ألف لام ميم . والمعنى الذي تدل عليه هذه الحروف غير معلوم على وجه اليقين كما أسلفنا في سورة البقرة والله أعلم بمراده منها ، ولا يستطيع عالم يعتمد على الحقائق العلمية أن يقرر المراد من هذه الحروف ، والمعنى المحرر لها ، وأقصى ما ذكره العلماء لها حكم يدل عليها ذكرها ، ومن أحسن ذلك أن يقال : إن هذه الحروف تشير إلى أن القرآن الكريم من جنس ما يتكلم به العرب ، وأنه مكون من الحروف التي يتكون منها كلامكم ، ومع ذلك تعجزون عن أن تأتوا بمثل سورة منه ; فهي إشارة إلى العجز مع الطمع في أن يحاولوا ، ولن يأتوا بسورة من مثله . ومن أحسن ما يقال أيضا أن النبي الأمي كان ينطق بهذه الحروف التي كان لا يعرفها إلا من يقرأ ويكتب ، فاشتمال القرآن عليها مع أميته - عليه السلام - دليل على أنه من عند الله . ومن ذلك أيضا
[ ص: 1099 ] ما قيل من أن هذه الحروف الصوتية التي اشتملت عليها بعض أوائل السور إذا أنطق بها الناطق مع ما فيها من مد طويل أو قصير ، استرعى ذلك الأسماع فاتجهت إليه ، وإن لم يرد السامعون . ويروى في ذلك أن المشركين من فرط تأثير القرآن قد تفاهموا على ألا يسمعوا لهذا القرآن :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فكانوا إذا قرعت آذانهم هذه الحروف بمدها ، التفتوا مرغمين ،
[ ص: 1096 ] ( سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ )
بَيْنَ يَدَيِ السُّورَةِ
هَذِهِ أُولَى آيَاتِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ ، وَقَدْ سُمِّيَتْ بِآلِ عِمْرَانَ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى قِصَّتِهِمْ ; إِذْ قَالَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=33إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الْعَزِيزِ فِي تِلْكَ الْعِبْرَةِ الَّتِي سَاقَهَا .
مَوْضُوعَاتُ السُّورَةِ :
وَإِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ الْكَرِيمَةَ :
( 1 ) فِيهَا تَنْوِيهٌ بِذِكْرِ الْقُرْآنِ وَأَقْسَامِهِ ، وَإِشَارَةٌ إِلَى مُحْكَمِهِ وَالْمُتَشَابَهِ مِنْهُ ، وَأَقْسَامُ النَّاسِ فِي تَلَقِّي ذَلِكَ الْهُدَى الْإِلَهِيِّ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ .
( 2 ) وَفِيهَا قِصَّةُ آلِ عِمْرَانَ ، وَوِلَادَةُ
مَرْيَمَ الْبَتُولِ ،
وَيَحْيَى النَّبِيِّ ،
وَعِيسَى الرَّسُولِ ، وَمَا اكْتَنَفَ وِلَادَتَهُمْ مِنْ آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ إِرَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ .
( 3 ) وَفِيهَا إِشَارَاتٌ إِلَى مُعْجِزَاتِ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَكُفْرِ مَنْ دَعَاهُمْ بَعْدَ هَذِهِ الْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ الْقَاطِعَةِ ، وَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْعِنَادَ يَضَعُ غِشَاءً عَلَى الْعَيْنِ فَلَا تُبْصِرُ ، وَعَلَى الْبَصِيرَةِ فَلَا تُدْرِكُ .
( 4 ) وَفِيهَا مُجَادَلَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ ، وَبَيَانُ طَائِفَةٍ مِنْ أَخْلَاقِ الْيَهُودِ وَاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ الْإِيمَانَ احْتِكَارٌ لِمَذْهَبٍ ، وَتَغْلِيقُ الْقُلُوبِ عَنْ غَيْرِهِ ; إِذْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=73وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الْعَزِيزِ فِي تِلْكَ الْعِبْرَةِ .
( 5 ) وَفِيهَا بَيَانُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28632الْإِسْلَامَ فِي لُبِّهِ وَمَعْنَاهُ هُوَ دِينُ كُلِّ الْأَنْبِيَاءِ السَّابِقِينَ ; لِأَنَّهُ دِينُ اللَّهِ السَّرْمَدِيُّ ، سَبَقَ بِالدَّعْوَةِ إِلَى حَقِيقَتِهِ النَّبِيُّونَ ، وَخَتَمَ اللَّهُ الدَّعْوَةَ بِخَاتَمِ النَّبِيِّينَ
مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ ص: 1097 ] ( 6 ) وَفِيهَا بَيَانُ فَرِيضَةِ الْحَجِّ الْمَحْكَمَةِ وَبَيَانُ الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ، وَفِي جَمْعِهَا مَعَ الْحَجِّ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْحَجَّ مِنْ وَسَائِلِهَا ، وَأَعْقَبَ ذَلِكَ بِبَيَانِ فَرِيضَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَنَّهَا رُكْنُ الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَدِعَامَتُهَا ، وَالذَّرِيعَةُ لِجَعْلِ هَذِهِ الْوَحْدَةِ عَلَى أُسُسٍ فَاضِلَةٍ مُشْتَقَّةٍ مِنْ هَدْيِ الدِّينِ الْحَكِيمِ .
( 7 ) وَفِيهَا بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=28802وَاجِبِ قَادَةِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَلَّا يَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ; إِذْ هُمْ فِي حَقِيقَةِ أَمْرِهِمْ لَا يَأْلُونَ الْمُؤْمِنِينَ خَبَالًا وَيَوَدُّونَ عَنَتَهُمْ ، ثُمَّ فِيهَا تَفْصِيلٌ مُحْكَمٌ لِغَزْوَةِ أُحُدٍ ، وَبَيَانُ سَبَبِ الْهَزِيمَةِ وَأَعْقَابِهَا ، وَالْعِبْرَةُ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا هَزِيمَةٌ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا خِذْلَانٌ ، بَلْ كَانَتِ الْعِبْرَةُ فِيهَا وَالِاعْتِبَارُ بِهَا بَابَ الْفَتْحِ الْمُبِينِ . وَفِي أَثْنَاءِ الْقِصَّةِ وَخِتَامِهَا بَيَانُ حَالِ قَتْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .
( 8 ) وَفِيهَا إِشَارَةٌ إِلَى أَعْمَالِ الْمُنَافِقِينَ فِي النَّصْرِ وَالْهَزِيمَةِ ، وَاتِّبَاعُ ضِعَافِ الْإِيمَانِ لِوَسْوَسَتِهِمْ ، وَصِيَانَةُ اللَّهِ لِأَقْوِيَاءِ الْإِيمَانِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ .
( 9 ) ثُمَّ فِيهَا عَزَاءٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذِكْرِ مَا كُذِّبَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ السَّابِقُونَ مَعَ أَنَّهُمْ أَتَوْا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَدِلَّةِ الْحِسِّيَّةِ الْقَاطِعَةِ إِذْ قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
( 10 ) وَفِيهَا بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ سَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنِينَ وَيَخْتَبِرُهُمْ ، وَفِي الِابْتِلَاءِ صَقْلُ إِيمَانِهِمْ .
( 11 ) وَفِيهَا بَيَانُ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَفَكُّرُهُمْ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَضَرَاعَتُهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ ، وَاسْتِجَابَةُ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ ، وَجَزَاؤُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْمُقَابَلَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَزَاءِ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ اغْتَرُّوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَعَ أَنَّ مَتَاعَهَا قَلِيلٌ ، وَفِيهَا إِنْصَافٌ كَرِيمٌ لِبَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ آمَنُوا وَصَدَّقُوا وَلَمْ يُسْرِفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْإِنْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ مَعَ قِيَامِ الدَّلَائِلِ الْوَاضِحَةِ الْقَاطِعَةِ .
[ ص: 1098 ] ( 12 ) ثُمَّ خَتَمَ سُبْحَانَهُ بِدَعْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُجَاهَدَةِ الْمُشْرِكِينَ بِالتَّقْوَى وَبِالصَّبْرِ وَبِإِعْدَادِ الْعُدَّةِ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
* * *
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم ( 1
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=2اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=3نَـزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْـزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=4مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْـزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=5إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=6هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
* * *
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم هَذَا الِاسْمُ الْقُرْآنِيُّ الَّذِي سَمَّى بِهِ الْقُرْآنُ هَذِهِ السُّورَةَ ، وَهَذِهِ حُرُوفٌ تُقْرَأُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِأَسْمَائِهَا ، وَهِيَ أَلِفْ لَامْ مِيمْ . وَالْمَعْنَى الَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ هَذِهِ الْحُرُوفُ غَيْرُ مَعْلُومٍ عَلَى وَجْهِ الْيَقِينِ كَمَا أَسْلَفْنَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ مِنْهَا ، وَلَا يَسْتَطِيعُ عَالِمٌ يَعْتَمِدُ عَلَى الْحَقَائِقِ الْعِلْمِيَّةِ أَنْ يُقَرِّرَ الْمُرَادَ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ ، وَالْمَعْنَى الْمُحَرَّرَ لَهَا ، وَأَقْصَى مَا ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ لَهَا حِكَمٌ يَدُلُّ عَلَيْهَا ذِكْرُهَا ، وَمِنْ أَحْسَنِ ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ مِنْ جِنْسِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ الْعَرَبُ ، وَأَنَّهُ مُكَوَّنٌ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي يَتَكَوَّنُ مِنْهَا كَلَامُكُمْ ، وَمَعَ ذَلِكَ تَعْجِزُونَ عَنْ أَنْ تَأْتُوا بِمِثْلِ سُورَةٍ مِنْهُ ; فَهِيَ إِشَارَةٌ إِلَى الْعَجْزِ مَعَ الطَّمَعِ فِي أَنْ يُحَاوِلُوا ، وَلَنْ يَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ . وَمِنْ أَحْسَنِ مَا يُقَالُ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ كَانَ يَنْطِقُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي كَانَ لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا مَنْ يَقْرَأُ وَيَكْتُبُ ، فَاشْتِمَالُ الْقُرْآنِ عَلَيْهَا مَعَ أُمِّيَّتِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا
[ ص: 1099 ] مَا قِيلَ مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفَ الصَّوْتِيَّةَ الَّتِي اشْتَمَلَتْ عَلَيْهَا بَعْضُ أَوَائِلِ السُّورِ إِذَا أُنْطِقَ بِهَا النَّاطِقُ مَعَ مَا فِيهَا مِنْ مَدٍّ طَوِيلٍ أَوْ قَصِيرٍ ، اسْتَرْعَى ذَلِكَ الْأَسْمَاعَ فَاتَّجَهَتْ إِلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يُرِدِ السَّامِعُونَ . وَيُرْوَى فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ مِنْ فَرْطِ تَأْثِيرِ الْقُرْآنِ قَدْ تَفَاهَمُوا عَلَى أَلَّا يَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَكَانُوا إِذَا قَرَعَتْ آذَانَهُمْ هَذِهِ الْحُرُوفُ بِمَدِّهَا ، الْتَفَتُوا مُرْغَمِينَ ،