[ ص: 275 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
فيه مسألتان :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=29029قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون أي : يحبون ويوالون
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22من حاد الله ورسوله تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ولو كانوا آباءهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي ، جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ماء ، فقال له : بالله يا رسول الله ما أبقيت من شرابك فضلة أسقيها أبي ، لعل الله يطهر بها قلبه ؟ فأفضل له ، فأتاه بها ، فقال له عبد الله : ما هذا ؟ فقال : هي فضلة من شراب النبي صلى الله عليه وسلم جئتك بها تشربها ، لعل الله يطهر قلبك بها ، فقال له أبوه : فهلا جئتني ببول أمك فإنه أطهر منها . فغضب وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله ! أما أذنت لي في قتل أبي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل ترفق به وتحسن إليه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : حدثت
أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر ابنه صكة فسقط منها على وجهه ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : أو فعلته ، لا تعد إليه فقال : والذي بعثك بالحق نبيا لو كان السيف مني قريبا لقتلته . وقال
ابن مسعود : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة بن الجراح ، قتل أباه
عبد الله بن الجراح يوم
أحد وقيل : يوم
بدر . وكان
الجراح يتصدى
لأبي عبيدة وأبو عبيدة يحيد عنه ، فلما أكثر قصد إليه
أبو عبيدة فقتله ، فأنزل الله حين قتل أباه :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر الآية . قال
الواقدي : كذلك يقول
أهل الشام . ولقد سألت رجالا من
بني الحارث بن فهر فقالوا : توفي أبوه من قبل الإسلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو أبناءهم يعني
أبا بكر دعا ابنه [ ص: 276 ] عبد الله إلى البراز يوم بدر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة السمع والبصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو إخوانهم يعني
nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير قتل أخاه
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يوم
بدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو عشيرتهم يعني
عمر بن الخطاب قتل خاله
العاص بن هشام بن المغيرة يوم
بدر ،
وعليا وحمزة قتلا
عتبة وشيبة والوليد يوم
بدر . وقيل : إن الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة ، لما كتب إلى
أهل مكة بمسير النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، على ما يأتي بيانه أول سورة ( الممتحنة ) إن شاء الله تعالى . بين أن
nindex.php?page=treesubj&link=28802الإيمان يفسد بموالاة الكفار وإن كانوا أقارب .
الثانية : استدل
مالك رحمه الله من هذه الآية على معاداة
القدرية وترك مجالستهم . قال
أشهب عن
مالك : لا تجالس
القدرية وعادهم في الله ، لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله .
قلت : وفي معنى
أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان . وعن
الثوري أنه قال : كانوا يرون أنها نزلت في من كان يصحب السلطان . وعن
عبد العزيز بن أبي داود أنه لقي
المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة فإني وجدت فيما أوحيت nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر - إلى قوله - nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك كتب في قلوبهم الإيمان أي : خلق في قلوبهم التصديق ، يعني من لم يوال من حاد الله . وقيل : كتب أثبت ؛ قاله
الربيع بن أنس . وقيل : جعل ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83فاكتبنا مع الشاهدين أي : اجعلنا . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=156فسأكتبها للذين يتقون وقيل : كتب أي : جمع ، ومنه الكتيبة ، أي : لم يكونوا ممن يقول نؤمن ببعض ونكفر ببعض . وقراءة العامة بفتح الكاف من " كتب " ونصب النون من " الإيمان " بمعنى : كتب الله ، وهو الأجود ؛ لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وأيدهم بروح منه وقرأ
أبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=15916وزر بن حبيش والمفضل عن
عاصم " كتب " على ما لم يسم فاعله " الإيمان " برفع النون . وقرأ
زر بن حبيش " وعشيراتهم " بألف وكسر التاء على الجمع ،
[ ص: 277 ] ورواها
الأعمش عن
أبي بكر عن
عاصم . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22كتب في قلوبهم أي : على قلوبهم ، كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71في جذوع النخل وخص القلوب بالذكر لأنها موضع الإيمان .
وأيدهم قواهم ونصرهم بروح منه ، قال
الحسن : وبنصر منه . وقال
الربيع بن أنس : بالقرآن وحججه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : بنور وإيمان وبرهان وهدى . وقيل : برحمة من الله . وقال بعضهم : أيدهم
بجبريل عليه السلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم أي : قبل أعمالهم ورضوا عنه فرحوا بما أعطاهم
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون قال
سعيد بن أبي سعيد الجرجاني عن بعض مشايخه ، قال
داود عليه السلام : إلهي ، من حزبك وحول عرشك ؟ فأوحى الله إليه : " يا
داود الغاضة أبصارهم ، النقية قلوبهم ، السليمة أكفهم ، أولئك حزبي وحول عرشي " . ختمت والحمد لله سورة ( المجادلة ) .