34- قوله تعالى: وإن خفتم الآية. أخرج من طريق ابن أبي حاتم عن علي قال: هذا في الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما أمر الله أن يبعثوا رسولا صالحا من أهل الرجل ورجلا مثله من أهل المرأة فينظران أيهما المسيء ، فإن كان الرجل هو المسيء حجبوا عنه امرأته ، وقصروه على النفقة وإن كانت المرأة هي المسيئة قصروها عن زوجها ومنعوها النفقة ، فإن اجتمع رأيهما على أن يفرقا أو يجمعا فأمرهما جائز فإن رأيا أن يجمعا فرضى أحد الزوجين وكره ذلك الآخر. ثم مات أحدهما فإن الذي رضي يرث الذي كره ولا يرث الذي كره الراضي ، و ابن عباس إن يريدا إصلاحا قال: هما الحكمان يوفق الله بينهما وكذلك كل مصلح يوفقه الله للحق والصواب ، وأخرج قوله أن المأمور بالبعث الحكام ، وعن أنه الزوجان فعلى الأول أستدل به من قال إنهما موليان من الحاكم فلا يشترط رضا الزوجين بما يفعلانه من طلاق وغيره ، وعلى الثاني استدل من قال: إنهما وكيلان عن الزوجين فيشترط ، وقال السدي الحسن عليهما أن يصلحا وليس بأيديهما التفرقة; لأن الله لم يذكرها ، واستدل وقتادة: بهذه الآية على ابن عباس الخوارج في إنكارهم التحكيم في قصة ، قال علي وفيها رد على من أنكر من المالكية بعث الحكمين في الزوجين ، وقال: تخرج المرأة إلى دار أمين أو يسكن أمين معها. ابن الفرس: