آ. ( 56 ) قوله تعالى: أن أعبد في محل "أن" الخلاف المشهور؛ إذ هي على حذف حرف تقديره: نهيت عن أن أعبد. وقوله: "قد ضللت إذا ": "إذن" حرف جواب وجزاء لا عمل لها هنا لعدم فعل تعمل فيه، والمعنى: "إن اتبعت أهواءكم ضللت وما اهتديت"، فهي في قوة شرط وجزاء.
والجمهور: "ضللت" بفتح اللام الأولى. وقرأ أبو عبد الرحمن، ويحيى، بكسرها، وقد تقدم أنها لغة. ونقل صاحب " التحرير " [ عن وطلحة يحيى وابن أبي ليلى أنهما قرا ] هنا وفي ألم السجدة: "أإذا صللنا" بصاد غير [ ص: 657 ] معجمة. يقال: صل اللحم؛ أي: أنتن، وهذا له بعض مناسبة في آية السجدة، وأما هنا فمعناه بعيد أو ممتنع. وروى العباس عن في "الشواذ" له: "صللنا في الأرض"؛ أي: دفنا في الصلة، وهي الأرض الصلبة. وقوله: ابن مجاهد "وما أنا من المهتدين" تأكيد لقوله: "قد ضللت". وأتى بالأولى جملة فعلية ليدل على تجدد الفعل وحدوثه، وبالثانية اسمية ليدل على الثبوت.