قوله: "فإذا هم مبلسون": "إذا" هي الفجائية، وفيها ثلاثة مذاهب، [ ص: 635 ] مذهب : أنها ظرف مكان، ومذهب جماعة منهم والرياشي: أنها ظرف زمان، ومذهب الكوفيين : أنها حرف. فعلى تقدير كونها ظرفا مكانا أو زمانا الناصب لها خبر المبتدإ؛ أي: أبلسوا في مكان إقامتهم أو في زمانها. سيبويه
والإبلاس: الإطراق، وقيل: هو الحزن المعترض من شدة البأس، ومنه اشتق "إبليس"، وقد تقدم في موضعه، وأنه هل هو أعجمي أم لا ؟
قوله: "فقطع دابر" الجمهور على "فقطع" مبنيا للمفعول. "دابر" مرفوع به. وقرأ عكرمة: "قطع" مبنيا للفاعل وهو الله تعالى، "دابر" مفعول به، وفيه التفات؛ إذ هو خروج من تكلم في قوله: "أخذناهم" إلى غيبة. والدابر: التابع من خلف، يقال: دبر الولد والده، ودبر فلان القوم يدبرهم دبورا ودبرا. وقيل: الدابر: الأصل، يقال: قطع الله دابره؛ أي: أصله، قاله وقال الأصمعي. "دابر القوم آخرهم"، وأنشدوا أبو عبيد: لأمية بن أبي الصلت:
1928 - فاستؤصلوا بعذاب حص دابرهم فما استطاعوا له صرفا ولا انتصروا
ومنه: دبر السهم الهدف؛ أي: سقط خلفه.