آ. ( 101 ) قوله تعالى: أن تقصروا هذا على حذف الخافض؛ أي: في أن تقصروا، فيكون في محل "أن" الوجهان المشهوران، وهذا الجار يتعلق بلفظ "جناح"؛ أي: فليس عليكم جناح في قصر الصلاة. والجمهور على "تقصروا" من "قصر" ثلاثيا. وقرأ : "تقصروا" من "أقصر" وهما لغتان: قصر وأقصر، حكاهما ابن عباس وقرأ الأزهري، الضبي عن رجاله بقراءة وقرأ ابن عباس. : "تقصروا" مشددا على التكثير. قوله: الزهري "من الصلاة" في "من" وجهان، أظهرهما: أنها تبعيضية، وهذا معنى قول وزعم أنه مذهب سيبويه، وأنها صفة لمحذوف تقديره: شيئا من الصلاة. والثاني: أنها زائدة، وهذا رأي أبي البقاء فإنه لا يشترط في زيادتها شيئا. و الأخفش، "أن يفتنكم" مفعول "خفتم". وقرأ عبد الله بن مسعود : "من الصلاة أن يفتنكم" بإسقاط الجملة الشرطية، و وأبي "أن يفتنكم" على هذه القراءة مفعول من أجله، ولغة الحجاز: "فتن" ثلاثيا، وتميم وقيس: "أفتن" رباعيا.
و "لكم" متعلق بمحذوف؛ لأنه حال من "عدوا"، فإنه في الأصل صفة [ ص: 84 ] نكرة، ثم قدم عليها، وأجاز أن يتعلق بـ "كان"، وفي المسألة خلاف مر تفصيله. وأفرد "عدوا" وإن كان المراد به الجمع لما تقدم تحقيقه في البقرة، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. وقيل: الكلام تم عند قوله: أبو البقاء "من الصلاة"، والجملة الشرطية مستأنفة، حتى قيل: إنها نزلت بعد سنة من نزول ما قبلها، وحينئذ فجوابه أيضا محذوف، لكن يقدر من جنس ما بعده، وهذا قول ضعيف، وتأخير نزولها لا يقتضي استئنافا.