آ. (6) قوله: عذرا أو نذرا : فيهما أوجه، أحدها: أنهما بدلان من "ذكرا". الثاني: أنهما منصوبان به على المفعولية، وإعمال المصدر المنون جائز. ومنه أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما . الثالث: أنهما مفعولان من أجلهما، والعامل فيه: إما "الملقيات"، وإما "ذكرا"; لأن كلا منهما يصلح أن يكون معلولا بأحدهما، وحينئذ يجوز [ ص: 631 ] في "عذرا" و "نذرا" وجهان، أحدهما: أن يكونا مصدرين بسكون العين كالشكر والكفر. والثاني: أن يكونا جمع عذير ونذير، المراد بهما المصدر بمعنى: الإعذار والإنذار، كالنكير بمعنى الإنكار. الرابع: أنهما منصوبان على الحال من "الملقيات"، أو من الضمير فيها، وحينئذ يجوز أن يكونا مصدرين واقعين موقع الحال بالتأويل المعروف في أمثاله، وأن يكونا جمع عذير ونذير مرادا بهما المصدر، أو مرادا بهما اسم الفاعل بمعنى: المعذر والمنذر، أي: معذرين أو منذرين.
وقرأ العامة بسكون الذال من "عذرا" و"نذرا". وقرأ زيد بن ثابت وابن خارجة بضمها وطلحة والحرميان وابن عامر بسكونها في "عذرا" وضمها في "نذرا". والسكون والضم - كما تقدم - في أنه يجوز أن يكون كل منهما أصلا للآخر، وأن يكونا أصلين، ويجوز في كل من المثقل والمخفف أن يكون مصدرا، وأن يكون جمعا سكنت عينه تخفيفا. وقرأ وأبو بكر إبراهيم التيمي "عذرا ونذرا" بواو العطف موضع "أو"، وهي تدل على أن "أو" بمعنى الواو.