4433- طوت أحشاء مرتجة لوقت على مشج سلالته مهين
ولا يصح "أمشاج" أن يكون تكسيرا له، بل هما مثلان في الإفراد لوصف المفرد بهما. فقد منع أن يكون أمشاجا جمع "مشج" بالكسر. قال الشيخ : وقوله مخالف لنص والنحويين على أن أفعالا لا يكون مفردا. قال سيبويه : "وليس في الكلام "أفعال" إلا أن يكسر عليه اسما للجميع، وما ورد من وصف المفرد بأفعال تأولوه". انتهى. قلت: هو لم يجعل أفعالا مفردا، إنما قال: يوصف به المفرد، يعني بالتأويل الذي ذكرته من أنهم جعلوا كل قطعة من البرمة برمة، وكل قطعة من البرد بردا، فوصفوهما بالجمع. وقال الشيخ : "الأمشاج": [ ص: 593 ] الأخلاط، واحدها مشج بفتحتين، أو مشج كعدل وأعدال أو مشيج كشريف وأشراف، قاله سيبويه وقال ابن الأعرابي. : رؤبة
4434- يطرحن كل معجل نشاج لم يكس جلدا من دم أمشاج
وقال الهذلي:
4435- كأن الريش والفوقين منها خلاف النصل سيط به مشيج
وقال الشماخ:
4436- طوت أحشاء مرتجة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
البيت. ويقال: "مشج يمشج مشجا إذا خلط، ومشيج كخليط وممشوج كمخلوط". انتهى. فجوز أن يكون جمعا لـ "مشج" كعدل، وقد تقدم أن منع ذلك. وقال الزمخشري : "ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى: من نطفة امتزج فيها الماءان". [ ص: 594 ] قوله: الزمخشري نبتليه يجوز في هذه الجملة وجهان، أحدهما: أنها حال من فاعل "خلقنا"، أي: خلقنا حال كوننا مبتلين له. والثاني: أنها حال من "الإنسان"، وصح ذلك لأن في الجملة ضميرين كل منهما يعود على ذي الحال. ثم هذه الحال يجوز أن تكون مقارنة إن كان المعنى بـ "نبتليه": نصرفه في بطن أمه نطفة ثم علقة. وهو قول وأن تكون مقدرة إن كان المعنى بـ "نبتليه": نختبره بالتكليف; لأنه وقت خلقه غير مكلف. وقال ابن عباس، : "ويجوز أن يكون المراد: ناقلين له من حال إلى حال، فسمي ذلك ابتلاء على طريق الاستعارة". قلت: هذا هو معنى قول الزمخشري المتقدم. وقال بعضهم: "في الكلام تقديم وتأخير. والأصل: إنا جعلناه سميعا بصيرا نبتليه، أي: جعلنا له ذلك للابتلاء"، وهذا لا حاجة إليه. ابن عباس