آ. (2) قوله: وودوا لو تكفرون : في "ودوا" وجهان، أحدهما: أنه معطوف على جواب الشرط وهو قوله: "يكونوا" و"يبسطوا" قاله . ثم رتب عليه سؤالا وجوابا فقال: "فإن قلت: كيف أورد جواب الشرط مضارعا مثله ثم قال: "ودوا" بلفظ الماضي؟ قلت: الماضي وإن كان يجري في باب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب، فإن فيه نكتة، كأنه قيل: وودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم، يعني: أنهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والآخرة جميعا". والثاني: أنه معطوف على جملة الشرط والجزاء، ويكون تعالى قد أخبر بخبرين: بما تضمنته الجملة الشرطية، وبودادتهم كفر المؤمنين. وجعل الشيخ هذا راجحا، وأسقط به سؤال الزمخشري وجوابه فقال: "وكان الزمخشري فهم من قوله: "وودوا" أنه معطوف على جواب الشرط. والذي يظهر أنه ليس معطوفا عليه لأن ودادتهم كفرهم ليست [ ص: 302 ] مترتبة على الظفر بهم والتسليط عليهم، بل هم وادون كفرهم على كل حال، سواء ظفروا بهم أم لم يظفروا بهم". انتهى. الزمخشري
قلت: والظاهر أنه عطف على الجواب. وقوله: هم وادون ذلك مطلقا مسلم، ولكن ودادتهم له عند الظفر والتسليط أقرب وأطمع لهم فيه.
وقوله: لو تكفرون يجوز أن تكون لما سيقع لوقوع [غيره]، وأن تكون المصدرية عند من يرى ذلك، وقد تقدم تحريرهما في البقرة.