3919 - أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
وقال كعب بن زهير :
3920 - بان الشباب وهذا الشيب قد أزفا ولا أرى لشباب بائن خلفا
وقال : " أزف وأفد يتقاربان ، لكن " أزف " يقال اعتبارا بضيق [ ص: 467 ] وقتها . ويقال : أزف الشخوص . والأزف : ضيق الوقت " ، قلت : فجعل بينهما فرقا ، ويروى بيت النابغة : أفد الترحل . والآزفة : صفة لمحذوف ، فيجوز أن يكون التقدير : الساعة الآزفة أو الطامة الآزفة . الراغب
قوله : " إذ القلوب " بدل من يوم الآزفة ، أو من " هم " في " أنذرهم " بدل اشتمال .
قوله : " كاظمين " نصب على الحال . واختلفوا في صاحبها والعامل فيها . وقال : " القلوب " مبتدأ . و " الحوفي لدى الحناجر " خبره ، و " كاظمين " حال من الضمير المستكن فيه " . قلت : ولا بد من جواب عن جمع القلوب جمع من يعقل : وهو أن يكون لما أسند إليهم ما يسند للعقلاء جمعت جمعه ، كقوله : رأيتهم لي ساجدين ، فظلت أعناقهم لها خاضعين . الثاني : أنها حال من " القلوب " . وفيه السؤال والجواب المتقدمان . الثالث : أنه حال من أصحاب القلوب . قال : " هو حال من أصحاب القلوب على المعنى ; إذ المعنى : إذ قلوبهم لدى الحناجر كاظمين عليها " . قلت : فكأنه في قوة أن جعل أل عوضا من الضمير في حناجرهم : الرابع : أن يكون حالا من " هم " في " أنذرهم " ، وتكون حالا مقدرة ; لأنهم وقت الإنذار غير كاظمين . الزمخشري
وقال : " كاظمين حال مما أبدل منه " إذ القلوب " أو مما تضاف القلوب إليه ; إذ المراد : إذ قلوب الناس لدى حناجرهم ، وهذا كقوله : ابن عطية تشخص فيه الأبصار مهطعين أراد : تشخص فيه أبصارهم " . قلت : ظاهر قوله أنه حال مما أبدل منه .
[ ص: 468 ] قوله : " إذ القلوب " مشكل ; لأنه أبدل من قوله : " يوم الآزفة " وهذا لا يصح البتة ، وإنما يريد بذلك على الوجه الثاني : وهو أن يكون بدلا من " هم " في " أنذرهم " بدل اشتمال ، وحينئذ يصح . وقد تقدم الكلام على الكظم ، والحناجر ، في آل عمران والأحزاب .
قوله : ولا شفيع يطاع " يطاع " يجوز أن يحكم على موضعه بالجر نعتا على اللفظ ، وبالرفع نعتا على المحل ; لأنه معطوف على المجرور بمن المزيدة .
وقوله : ولا شفيع يطاع من باب :
3921 - على لاحب لا يهتدى بمناره ... ... ... ...
أي : لا شفيع فلا طاعة ، أو ثم شفيع ولكن لا يطاع .