[ ص: 469 ] الثاني : أنه متصل بقوله : " وأنذرهم " لما أمر بإنذاره يوم الآزفة وما يعرض فيه من شدة الغم والكرب ، وأن الظالم لا يجد من يحميه ، ولا شفيع له ، ذكر اطلاعه على جميع ما يصدر من الخلق سرا وجهرا . وعلى هذا فهذه الجملة لا محل لها لأنها في قوة التعليل للأمر بالإنذار .
الثالث : أنها متصلة بقوله سريع الحساب .
الرابع : أنها متصلة بقوله : لا يخفى على الله منهم شيء . وعلى هذين الوجهين فيحتمل أن تكون جارية مجرى العلة ، وأن تكون في محل نصب على الحال .
وخائنة الأعين فيه وجهان ، أحدهما : أنه مصدر كالعافية ، أي : يعلم خيانة الأعين . والثاني : أنها صفة على بابها ، وهو من باب إضافة الصفة للموصوف ، والأصل : الأعين الخائنة ، كقوله :
3922 - ... ... ... ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
وقد رده وقال : " لا يحسن أن يراد : الخائنة من الأعين ; لأن قوله : الزمخشري وما تخفي الصدور لا يساعد عليه " يعني أنه لا يناسب أن يقابل المعنى إلا بالمعنى . وفيه نظر ; إذ لقائل أن يقول : لا نسلم أن " ما " في وما [ ص: 470 ] تخفي الصدور مصدرية حتى يلزم ما ذكره ، بل يجوز أن تكون بمعنى الذي ، وهو عبارة عن نفس ذلك الشيء المخفي ، فيكون قد قابل الاسم غير المصدر بمثله .