آ . (15) قوله : رفيع : فيه وجهان ، أحدهما : أن يكون مبتدأ والخبر " ذو العرش " ، و " يلقي الروح " يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا ، ويجوز أن تكون الثلاثة أخبارا لمبتدأ محذوف . ويجوز أن تكون الثلاثة أخبارا لقوله : هو الذي يريكم آياته . قال : " ثلاثة أخبار يجوز [ ص: 463 ] أن تكون مترتبة على قوله : الزمخشري هو الذي يريكم آياته ، أو أخبار مبتدأ محذوف وهي مختلفة تعريفا وتنكيرا " . قلت : أما الأول ففيه طول الفصل وتعدد الأخبار ، وليست في معنى خبر واحد . وأما الثاني ففيه تعدد الأخبار وليست في معنى خبر واحد ، وهي مسألة خلاف . ولا يجوز أن يكون " ذو العرش " صفة لـ " رفيع الدرجات " إن جعلناه صفة مشبهة ، أما إذا جعلناه مثال مبالغة ، أي : يرفع درجات المؤمنين ، فيجوز ذلك على أن تجعل إضافته محضة ، وكذلك عند من يجوز تمحض إضافة الصفة المشبهة أيضا ، وقد تقدم .
وقرئ " رفيع " بالنصب على المدح ، و " من أمره " متعلق بـ " يلقي " و " من " لابتداء الغاية . ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال من " الروح " .
قوله : " لينذر " العامة على بنائه للفاعل ، ونصب اليوم . والفاعل هو الله تعالى أو الروح أو من يشاء أو الرسول . ونصب اليوم : إما على الظرفية . والمنذر به محذوف تقديره : لينذر بالعذاب يوم التلاق ، وإما على المفعول به اتساعا في الظرف .
وقرأ وجماعة كذلك ، إلا أنه رفع اليوم على الفاعلية مجازا أي : لينذر الناس العذاب يوم التلاق . وقرأ أبي الحسن واليماني " لتنذر " بالتاء من فوق . وفيه وجهان ، أحدهما : أن الفاعل ضمير المخاطب ، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم . والثاني : أن الفاعل ضمير الروح فإنها مؤنثة على رأي . وقرأ اليماني أيضا " لينذر " مبنيا للمفعول ، " يوم " بالرفع ، وهي تؤيد نصبه في قراءة الجمهور على المفعول به اتساعا .
[ ص: 464 ] وأثبت ياء " التلاقي " وصلا ووقفا وأثبتها في الوقف دون الوصل - من غير خلاف - ابن كثير ، وحذفها الباقون وصلا ووقفا ، إلا قالون فإنه روي عنه وجهان : وجه ورش ، ووجه كالباقين ، وكذلك هذا الخلاف بعينه جار في كورش يوم التناد . وقد تقدم توجيه هذين الوجهين في الرعد في قوله : الكبير المتعال .