ولا يجوز أن يكون العامل " ينبئكم " لأن التنبئة لم تقع ذلك الوقت . ولا " خلق جديد " لأن ما بعد " إن " لا يعمل فيما قبلها . ومن توسع في الظرف أجازه . هذا إذا جعلنا " إذا " ظرفا محضا . فإن جعلناه شرطا كان جوابها مقدرا أي : تبعثون ، وهو العامل في " إذا " عند جمهور النحاة .
وجوز الزجاج والنحاس أن يكون معمولا لـ " مزقتم " . وجعله خطأ وإفسادا للمعنى . قال الشيخ : " وليس بخطأ ولا إفساد . وقد اختلف في العامل في " إذا " الشرطية ، وبينا في " شرح التسهيل " أن الصحيح أن العامل فيها فعل الشرط كأخواتها من أسماء الشرط " . قلت : لكن الجمهور على خلافه . ثم قال الشيخ : " والجملة الشرطية يحتمل أن تكون معمولة لـ " ابن عطية ينبئكم " لأنه في معنى : يقول لكم إذا مزقتم : تبعثون . ثم أكد ذلك بقوله : إنكم لفي خلق جديد . ويحتمل أن يكون إنكم لفي خلق معلقا لـ " ينبئكم " سادا مسد [ ص: 155 ] المفعولين ، ولولا اللام لفتحت " إن " وعلى هذا فجملة الشرط اعتراض . وقد منع قوم التعليق في " أعلم " وبابها ، والصحيح جوازه . قال :
3717 - حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
وقرأ بإبدال الهمزة ياء . وعنه " زيد بن علي ينبئكم " من أنبأ كأكرم .
وممزق فيه وجهان ، أحدهما : أنه اسم مصدر ، وهو قياس كل ما زاد على الثلاثة أي : يجيء مصدره وزمانه ومكانه على زنة اسم مفعوله أي : كل تمزيق . والثاني : أنه ظرف مكان . قاله ، أي : كل مكان تمزيق من القبور وبطون الوحش والطير . ومن مجيء مفعل مجيء التفعيل قوله : الزمخشري
3718 - ألم تعلم مسرحي القوافي فلا عيا بهن ولا اجتلابا
أي : تسريحي . والتمزيق : التخريق والتقطيع . يقال : ثوب ممزق وممزوق . ويقال : مزقه فهو مازق ومزق أيضا . قال : [ ص: 156 ]
3719 - أتاني أنهم مزقون عرضي ... ... ... ...
وقال الممزق العبدي - وبه سمي الممزق :
3720 - فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق
أي : ولما أبل وأفن .
و " جديد " عند البصريين بمعنى فاعل يقال : جد الشيء فهو جاد وجديد ، وعند الكوفيين بمعنى مفعول من جددته أي : قطعته .