[ ص: 153 ] وقرأ " الحق " بالرفع على أنه خبر " هو " . والجملة في موضع المفعول الثاني وهو لغة ابن أبي عبلة تميم ، يجعلون ما هو فصل مبتدأ ، و " من ربك " حال على القراءتين .
قوله : " ويهدي " فيه أوجه ، أحدها : أنه مستأنف . وفي فاعله احتمالان ، أظهرهما : أنه ضمير الذي أنزل . والثاني : ضمير اسم الله ويقلق هذا لقوله إلى صراط العزيز ; إذ لو كان كذلك لقيل : إلى صراطه . ويجاب : بأنه من الالتفات ، ومن إبراز المضمر ظاهرا تنبيها على وصفه بها بين الصفتين .
الثاني من الأوجه المتقدمة : أنه معطوف على موضع " الحق " و " أن " معه مضمرة تقديره : هو الحق والهداية .
الثالث : أنه عطف على " الحق " عطف فعل على اسم لأنه في تأويله كقوله تعالى : صافات ويقبضن أي : وقابضات ، كما عطف الاسم على الفعل لأن الفعل بمعناه .
كقول الشاعر :
3715 - فألفيته يوما يبير عدوه وبحر عطاء يستخف المعابرا
كأنه قيل : وليروه الحق وهاديا .
الرابع : أن " ويهدي " حال من " الذي أنزل " ، ولا بد من إضمار مبتدأ أي : وهو يهدي نحو :
3716 - ... ... ... ...
[ ص: 154 ] نجوت وأرهنهم مالكا
وهو قليل جدا .