آ . (4) قوله : أم حسب : " أم " هذه منقطعة فتتقدر بـ بل والهمزة عند الجمهور ، والإضراب انتقال لا إبطال . وقال : " أم " معادلة للألف في قوله " أحسب " ، وكأنه عز وجل قرر الفريقين : قرر المؤمنين على [ظنهم أنهم ] لا يفتنون ، وقرر الكافرين أنهم يسبقون عقاب الله " . قال الشيخ :" ليست معادلة ; إذ لو كانت كذلك لكانت متصلة . ولا جائز أن تكون متصلة لفقد شرطين ، أحدهما : أن ما بعدها ليس مفردا ، ولا ما في قوته . والثاني : أنه لم يكن هنا ما يجاب به من أحد شيئين أو أشياء . ابن عطية
وجوز في " الزمخشري حسب " هذه أن تتعدى لاثنين ، وجعل " أن " وما [ ص: 9 ] في حيزها سادة مسدهما كقوله : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ، وأن تتعدى لواحد على أنها تضمنت معنى " قدر " . إلا أن التضمين لا ينقاس .
قوله : ساء ما يحكمون : " ساء " يجوز أن تكون بمعنى بئس ، فتكون " ما " : إما موصولة بمعنى الذي ، و " يحكمون " صلتها . وهي فاعل " ساء " . والمخصوص بالذم محذوف أي : حكمهم . ويجوز أن تكون " ما " تمييزا ، و " يحكمون " صفتها ، والفاعل مضمر يفسره " ما " ، والمخصوص أيضا محذوف . ويجوز أن تكون " ما " مصدرية ، وهو قول ابن كيسان . فعلى هذا يكون التمييز محذوفا ، والمصدر المؤول مخصوص بالذم أي : ساء حكما حكمهم . وقد تقدم حكم " ما " إذا اتصلت بـ" بئس " مشبعا في البقرة . ويجوز أن تكون " ساء " بمعنى قبح ، فيجوز في " ما " أن تكون مصدرية ، وبمعنى الذي ، ونكرة موصوفة . وجيء بـ " يحكمون " دون حكمه : إما للتنبيه على أن هذا ديدنهم ، وإما لوقوعه موقع الماضي لأجل الفاصلة .