آ . (3) قوله : فليعلمن الله الذين صدقوا : العامة على فتح الياء ، مضارع " علم " المتعدية لواحد . كذا قالوا . وفيه إشكال تقدم غير مرة : وهو أنها إذا تعدت لمفعول كانت بمعنى عرف . وهذا المعنى لا يجوز إسناده إلى الباري تعالى ; لأنه يستدعي سبق جهل ; ولأنه يتعلق بالذات فقط دون ما هي عليه من الأحوال .
[ ص: 8 ] وقرأ علي وجعفر بن محمد بضم الياء ، مضارع أعلم . ويحتمل أن يكون من علم بمعنى عرف ، فلما جيء بهمزة النقل أكسبتها مفعولا آخر فحذف . ثم هذا المفعول يحتمل أن يكون هو الأول أي : ليعلمن الله الناس الصادقين ، وليعلمنهم الكاذبين ، أي : بشهرة يعرف بها هؤلاء من هؤلاء . وأن يكون الثاني أي : ليعلمن هؤلاء منازلهم ، وهؤلاء منازلهم في الآخرة . ويحتمل أن يكون من العلامة وهي السيمياء ، فلا يتعدى إلا لواحد . أي : لنجعلن لهم علامة يعرفون بها . وقرأ الأولى كالمشهورة ، والثانية كالشاذة .
الزهري