والثاني: أنها شرطية، وفعل الشرط بعدها محذوف وإليه نحا وتبعه الفراء، الحوفي قال وأبو البقاء. "التقدير: وما يكن بكم". وقد رد هذا بأنه لا يحذف فعل إلا بعد "إن" خاصة، في موضعين، أحدهما: أن يكون في باب الاشتغال نحو: الفراء: وإن أحد من المشركين استجارك لأن المحذوف في حكم المذكور. والثاني: أن تكون "إن" متلوة ب "لا" [ ص: 239 ] النافية، وأن يدل على الشرط ما تقدمه من الكلام كقوله:
2982 - فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
أي: وإن لا تطلقها، فحذف لدلالة قوله "فطلقها" عليه، فإن لم توجد "لا" النافية، أو كانت الأداة غير "إن" لم يحذف إلا ضرورة، مثال الأول: 2983 - قالت بنات العم يا سلمى وإن كان غنيا معدما قالت: وإن
2984 - صعدة نابتة في حائر أينما الريح تميلها تمل
2985 - فمتى واغل ينبهم يحيو ه وتعطف عليه كأس الساقي
2986 - يراوح من صلوات الملي ك طورا سجودا وطورا جؤارا
2987 - جآر ساعات النيام لربه ... ... ... ...
وقيل: الجؤار كالخوار، جأر الثور وخار واحد، إلا أن هذا مهموز العين وذلك معتلها. وقال الراغب: "جأر إذا أفرط في الدعاء والتضرع، تشبيها بجؤار الوحشيات".
وقرأ "تجرون" بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الساكن قبلها، كما قرأ الزهري: "ردا" في "ردءا". نافع: