قلت : لم ينقل هذه الزيادة كلها قراءة عن الزمخشري ، إنما جعل الزيادة المذكورة بعد قوله : عبد الله " رحل أخيه " تقدير جواب من عنده ، وهذا نصه : قال : " وقرأ الزمخشري " وجعل السقاية " على حذف [ ص: 525 ] جواب " لما " كأنه قيل : فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية في رحل أخيه أمهلهم حتى انطلقوا ثم أذن مؤذن " فهذا من الزمخشري إنما هو تقدير لا تلاوة منقولة عن ابن مسعود ، ولعله وقع عبد الله للشيخ نسخة سقيمة .
والسقاية : إناء مستطيل يسقى به وهو الصواع ، وللمفسرين فيه خلاف طويل .
قوله : أيتها العير منادى حذف منه حرف النداء والعير مؤنث ، ولذلك أتت " أي " المتوصل بها إلى ندائه . والعير فيها قولان ، أحدهما : أنها في الأصل جماعة الإبل سميت بذلك لأنها تعير ، أي : تذهب وتجيء به . والثاني : أنها في الأصل قافلة الحمير كأنها جمع عير ، والعير : والعير : الحمار . قال :
2808 - ولا يقيم على ضيم يراد به إلا الأذلان عير الحي والوتد
والأصل : عير وعير بضم العين ثم فعل به ما فعل بـ " بيض " ، والأصل : بيض بضم الأول ، ثم أطلق العير على كل قافلة حميرا كن أو غيرها ، وعلى كل تقدير فنسبة النداء إليها على سبيل المجاز ، لأن المنادى في الحقيقة أهلها . ونظره بقوله : " يا خيل الله اركبي " ، إلا أنه في هذه الآية التفت إلى المضاف المحذوف في قوله : الزمخشري " إنكم لسارقون " ولم يلتفت إليه في " يا خيل الله اركبي " ، ولو التفت لقال : اركبوا . ويجوز أن يعبر عن أهلها للمجاورة فلا يكون من مجاز الحذف ، بل من مجاز العلاقة .وتجمعه العرب قاطبة ، على عيرات بفتح الياء ، وهذا مما اتفق على شذوذه ؛ لأن فعلة [ ص: 526 ] المعتلة بالعين حقها في جمعها بالألف والتاء أن تسكن عينها نحو : قيمة وقيمات وديمة وديمات ، وكذلك فعل دون ياء إذا جمع حقه أن تسكن عينه . وقال امرؤ القيس :
2809 - غشيت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة العيرات
2810 - إذا كان بعض الناس سيفا لدولة ففي الناس بوقات لهم وطبول