والعامة على " ادكر " بدال مهملة مشددة وأصلها : اذتكر افتعل من الذكر ، فوقعت تاء الافتعال بعد الذال فأبدلت دالا فاجتمع متقاربان فأبدل الأول من جنس الثاني وأدغم . وقرأ بذال معجمة . ووجهوها بأنه أبدل التاء ذالا من جنس الأولى وأدغم ، وكذا الحكم في " مدكر " كما سيأتي في سورته إن شاء الله تعالى . الحسن البصري
والعامة على " أمة " بضم الهمزة وتشديد الميم وتاء منونة ، وهي المدة الطويلة . وقرأ الأشهب العقيلي بكسر الهمزة ، وفسروها بالنعمة ، أي : بعد [ ص: 508 ] نعمة أنعم بها عليه وهي خلاصه من السجن ونجاته من القتل ، وأنشد الزمخشري : لعدي
2798 - ثم بعد الفلاح والملك والإم مة وارتهم هناك القبور
وأنشد غيره : 2799 - ألا لا أرى ذا إمة أصبحت به فتتركه الأيام وهي كما هيا
وقرأ مجاهد وعكرمة وشبيل بن عزرة : " بعد أمه " بسكون الميم ، وقد تقدم أنه مصدر لأمه على غير قياس . قال : " ومن قرأ بسكون الميم فقد خطئ " . قال الشيخ : " وهذا على عادته في نسبته الخطأ إلى القراء " قلت : لم ينسب هو إليهم خطأ ؛ وإنما حكى أن بعضهم خطأ هذا القارئ فإنه قال : " خطئ " بلفظ ما لم يسم فاعله ، ولم يقل فقد أخطأ ، على أنه إذا صح أن من ذكره قرأ بذلك فلا سبيل إلى الخطأ إليه البتة . و " بعد " منصوب بـ " ادكر " . الزمخشري
قوله : أنا أنبئكم هذه الجملة هي المحكية بالقول . وقرأ العامة من [ ص: 509 ] الإنباء . " أنا آتيكم " مضارع أتى من الإتيان ، وهو قريب من معنى الأول . والحسن