[ ص: 506 ] والأضغاث جمع " ضغث " بكسر الضاد ، وهو ما جمع من النبات سواء كان جنسا واحدا أو أجناسا مختلطة وهو أصغر من الحزمة وأكبر من القبضة ، فمن مجيئه من جنس واحد قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا روي في التفسير أنه أخذ عثكالا من نخلة . وفي الحديث : " أنه أتي بمريض وجب عليه حد ففعل به ذلك " . وقال ابن مقبل :
2797 - خود كأن فراشها وضعت به أضغاث ريحان غداة شمال
ومن مجيئه من أخلاط النبات قولهم في أمثالهم : " ضغث على إبالة " ، وقد خصصه بما جمع من أخلاط النبات ، فقال : " وأصل الأضغاث ما جمع من أخلاط النبات ، وحزم الواحد ضغث " . وقال الزمخشري : " الضغث قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان " . قلت : وقد تقدم أنه أكثر من القبضة ، واستعمال الأضغاث هنا من باب الاستعارة . والإضافة في الراغب " أضغاث أحلام " إضافة بمعنى " من " إذ التقدير : أضغاث من أحلام .والأحلام جمع حلم . والباء في " بتأويل " متعلقة بـ " عالمين " ، وفي " بعالمين " لا تعلق لها لأنها زائدة : إما في خبر الحجازية أو التميمية .
[ ص: 507 ] وقولهم ذلك يحتمل أن يكون نفيا للعلم بالرؤيا مطلقا ، وأن يكون نفيا للعلم بتأويل الأضغاث منها خاصة دون المنام الصحيح . وقال : " بتأويل أضغاث الأحلام لا بد من ذلك [لأنهم لم يدعوا الجهل بعبارة الرؤيا " انتهى . وقوله " الأحلام " وإنما كان واحدا ، قال أبو البقاء كما تقول : " فلان يركب الخيل ويلبس عمائم الخز ، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا ولا يتعمم إلا بعمامة واحدة] تزيدا في الوصف " ، ويجوز أن يكون قص عليهم مع هذه الرؤيا غيرها . الزمخشري