آ . (11) قوله تعالى : لا تأمنا : حال وتقدم نظيره . وقرأ العامة " تأمنا " بالإخفاء ، وهو عبارة عن تضعيف الصوت بالحركة والفصل بين النونين ، لا أن النون تسكن رأسا ، فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما . قال : " وهو قول عامة أئمتنا وهو الصواب لتأكيد دلالته وصحته في القياس " . الداني
[ ص: 448 ] وقرأ بعضهم ذلك بالإشمام ، وهو عبارة عن ضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع الإدغام الصريح كما يشير إليها الواقف ، وفيه عسر كبير قالوا : وتكون الإشارة إلى الضمة بعد الإدغام أو قبل كماله ، والإشمام يقع بإزاء معان هذا من جملتها ، ومنها إشراب الكسرة شيئا من الضم نحو : قيل و وغيض وبابه ، وقد تقدم أول البقرة . ومنها إشمام أحد حرفين شيئا من الآخر كإشمام الصاد زايا في الصراط : ومن أصدق وبابهما ، وقد تقدم ذلك أيضا في الفاتحة والنساء . فهذا خلط حرف بحرف ، كما أن ما قبله خلط حركة بحركة . ومنها الإشارة إلى الضمة في الوقف خاصة ، وإنما يراه البصير دون الأعمى .
وقرأ بالإدغام الصريح من غير إشمام . وقرأ أبو جعفر ذلك بالإظهار مبالغة في بيان إعراب الفعل وللمحافظة على حركة الإعراب . اتفق الجمهور على الإخفاء أو الإشمام كما تقدم تحقيقه . الحسن
وقرأ " لا تأمنا " بضم الميم ، نقل حركة النون الأولى عند إرادة إدغامها بعد سلب الميم حركتها ، وخط المصحف بنون واحدة ، ففي قراءة ابن هرمز مخالفة لها . الحسن
وقرأ أبو رزين " لا تيمنا " بكسر حرف المضارعة ، إلا أن وابن وثاب سهل الهمزة . قال الشيخ : " ومجيئه بعد " مالك " والمعنى يرشد إلى أنه نفي لا نهي وليس كقولهم " ما أحسننا " في التعجب ؛ لأنه لو أدغم لالتبس [ ص: 449 ] بالنفي " . قلت : وما أبعد هذا عن توهم النهي حتى ينص عليه . وقوله " لالتبس بالنفي " صحيح . ابن وثاب