وقرأ : " غيبة " بفتح الياء ، وفيها احتمالان ، أحدهما : أن تكون [ ص: 446 ] في الأصل مصدرا كالغلبة . والثاني : أن يكون جمع غائب نحو : صانع وصنعة . قال الشيخ : " وفي حرف الحسن " غيبة " بسكون الياء ، وهي ظلمة الركية " . قلت : والضبط أمر حادث فكيف يعرف ذلك في المصحف ؟ وقد تقدم نحو من ذلك فيما تقدم . أبي
والغيابة : قال الهروي : " شبه لجف أو طاق في البئر فويق الماء يغيب ما فيه عن العيون . وقال : " الغيابة تكون في قعر الجب ؛ لأن أسفله واسع ورأسه ضيق فلا يكاد الناظر يرى ما في جوانبه " . وقال الكلبي : " هي غوره وما غاب منه عن عين الناظر وأظلم من أسفله ، قال الزمخشري المنخل :
2743 - فإن أنا يوما غيبتني غيابتي فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
أراد : غيابة حفرته التي يدفن فيها . والجب : البئر التي لم تطو ، وتسميته بذلك : إما لكونه محفورا في جبوب الأرض أي : ما غلظ منها ، وإما لأنه قطع في الأرض ، ومنه الجب في الذكر .وقال الأعشى :
2744 - لئن كنت في جب ثمانين قامة ورميت أسباب السماء بسلم
قوله : يلتقطه بعض [السيارة] قرأ العامة " يلتقطه " بالياء من تحت [ ص: 447 ] وهو الأصل . وقرأ الحسن ومجاهد وأبو رجاء بالتاء من فوق لتأنيث المعنى ، ولإضافته إلى مؤنث ، وقالوا : " قطعت بعض أصابعه " ، وقال الشاعر : وقتادة
2745 - إذا بعض السنين تعرقتنا كفى الأيتام فقد أبي اليتيم
والسيارة ، جمع " سيار " ، وهو مثال مبالغة .
والالتقاط : تناول الشيء المطروح ، ومنه : " اللقطة " واللقيط . وقال الشاعر :
2746 - ومنهل وردته التقاطا ... ... ... ...