2666 - بطيء القيام رخيم الكلا م أمسى فؤادي به فاتنا
أي مفتونا ، و " من " مراد بها المعصوم ، والتقدير : لا معصوم اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله فإنه يعصم . الرابع : أن يكون " عاصم " هنا بمعنى النسب ، أي : ذا عصمة نحو : لابن وتامر ، وذو العصمة ينطلق على العاصم وعلى المعصوم ، والمراد به هنا المعصوم .وهو على هذه التقادير استثناء متصل ، وقد جعله متصلا لمدرك آخر ، وهو حذف مضاف تقديره : لا يعصمك اليوم معتصم قط من جبل ونحوه سوى معتصم واحد ، وهو مكان من رحمهم الله ونجاهم ، يعني في السفينة " . الزمخشري
وأما خبر " لا " فالأحسن أن يجعل محذوفا ، وذلك لأنه إذا دل عليه دليل وجب حذفه عند تميم ، وكثر عند الحجاز ، والتقدير : لا عاصم موجود . وجوز الحوفي أن يكون خبرها هو الظرف وهو اليوم . قال وابن عطية : [ ص: 333 ] " ويجوز أن يكون " اليوم " خبرا فيتعلق بالاستقرار ، وبه يتعلق الحوفي من أمر الله . وقد رد ذلك فقال : " فأما خبر " لا " فلا يجوز أن يكون " اليوم " ؛ لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة ، بل الخبر أبو البقاء من أمر الله و " اليوم " معمول من أمر الله .
وأما " اليوم " و من أمر الله فقد تقدم أن بعضهم جعل أحدها خبرا ، فيتعلق الآخر بالاستقرار الذي يتضمنه الواقع خبرا . ويجوز في " اليوم " أن يتعلق بنفس من أمر الله لكونه بمعنى الفعل . وجوز أن يكون " اليوم " نعتا لـ " عاصم " ، وهو فاسد بما أفسد بوقوعه خبرا عن الجثث . الحوفي
وقرئ ( إلا من رحم ) مبنيا للمفعول ، وهي مقوية لقول من يدعي أن " من رحم " في قراءة العامة المراد به المرحوم لا الراحم ، كما تقدم تأويله . ولا يجوز أن يكون " اليوم " ولا من أمر الله متعلقين بـ " عاصم " وكذلك الواحد منهما ؛ لأنه كان يكون الاسم مطولا ، ومتى كان مطولا أعرب ، ومتى أعرب نون ، ولا عبرة بخلاف : حيث زعم أن اسم " لا " معرب حذف تنوينه تخفيفا . الزجاج