2631 - تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
وفي مصحف أبي - وقرأ كذلك - " فهلا " وهي نص في التحضيض . و وعبد الله " كانت " هنا تامة ، و " آمنت " صفة لقرية ، و " فنفعها " نسق على الصفة .[ ص: 269 ] قوله : إلا قوم فيه وجهان ، أحدهما : أنه استثناء منقطع وإليه ذهب سيبويه والكسائي والأخفش ، ولذلك أدخله والفراء في باب ما لا يكون فيه إلا النصب لانقطاعه ، وإنما كان منقطعا ؛ لأن ما بعد " إلا " لا يندرج تحت لفظ " قرية " . والثاني : أنه متصل . قال سيبويه : " استثناء من القرى لأن المراد أهاليها ، ويجوز أن يكون متصلا ، والجملة في معنى النفي كأنه قيل : ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم الزمخشري يونس " .
وقال : " هو بحسب اللفظ استثناء منقطع ، وكذلك رسمه النحويون ، وهو بحسب المعنى متصل لأن تقديره : ما آمن أهل قرية إلا قوم ابن عطية يونس " . قلت : وتقدير هذا المضاف هو الذي صحح كونه استثناء متصلا ، وكذلك قال أبو البقاء ومكي وغيرهم . وأما وابن عطية فإن ظاهر عبارته أن المصحح لكونه متصلا كون الكلام في معنى النفي ، وليس كذلك بل المسوغ كون القرى يراد بها أهاليها من باب إطلاق المحل على الحال ، وهو أحد الأوجه المذكورة في قوله : الزمخشري واسأل القرية .
وقرأت فرقة : " إلا قوم " بالرفع . قال " وقرئ بالرفع [ ص: 270 ] على البدل ، روي ذلك عن الزمخشري الجرمي . وقال والكسائي المهدوي : " والرفع على البدل من " قرية " . فظاهر هاتين العبارتين أنها قراءة منقولة ، وظاهر قول مكي أنها ليست قراءة ، وإنما ذلك من الجائز ، وجعلا الرفع على وجه آخر غير البدل وهو كون " إلا " بمعنى : " غير " في وقوعها صفة . قال وأبي البقاء : " ويجوز الرفع على أن تجعل " إلا " بمعنى " غير " " صفة للأهل المحذوفين في المعنى ثم يعرب ما بعد " إلا " بإعراب " غير " لو ظهرت في موضع " إلا " . وقال مكي : - وأظنه أخذه منه - " ولو كان قد قرئ بالرفع لكانت " إلا " فيه بمنزلة " غير " فتكون صفة " . وقد تقدم أن في نون أبو البقاء يونس ثلاث قراءات قرئ بها .