2598 - من نثقفن منهم فليس بآيب أبدا وقتل بني قتيبة شافي
قال : " أجاز ابن خروف الإتيان بـ " ما " وأن لا يؤتى بها ، والإتيان بالنون مع " ما " وأن لا يؤتى بها " والإراءة هنا من البصر ؛ ولذلك تعدى الفعل إلى اثنين بالهمزة أي : نجعلك رائيا بعض الموعودين " . سيبويه
قوله : فإلينا مرجعهم مبتدأ وخبر ، وفيه وجهان أظهرهما : أنه جواب للشرط وما عطف عليه ، إذ معناه صالح لذلك . وإلى هذا ذهب الحوفي . والثاني : أنه جواب لقوله وابن عطية " أو نتوفينك " ، وجواب الأول محذوف قال : " كأنه قيل : وإما نرينك بعض الذي نعدهم فذاك ، أو نتوفينك قبل أن نريك فنحن نريك في الآخرة " . قال الشيخ : " فجعل الزمخشري في الكلام شرطين لهما جوابان ، ولا حاجة إلى [تقدير] جواب محذوف لأن قوله الزمخشري " فإلينا مرجعهم " صالح لأن يكون جوابا للشرط والمعطوف عليه ، وأيضا فقول " فذاك " هو اسم مفرد لا ينعقد منه جواب شرط فكان ينبغي أن يأتي بجملة يصح منها جواب الشرط إذ لا يفهم من قوله " فذاك " الجزء الذي حذف ، المتحصل به فائدة الإسناد " . قلت : قد تقرر أن اسم الإشارة قد يشار به إلى شيئين فأكثر وهو بلفظ الإفراد ، فكأن ذاك واقع موقع الجملة الواقعة جوابا ، ويجوز أن يكون قد حذف الخبر لدلالة المعنى عليه إذ التقدير : فذاك المراد أو المتمنى أو نحوه . وقوله : " إذ لا يفهم الجزء الذي حذف " إلى آخره ممنوع بل هو مفهوم كما رأيت ، وهي شيء يتبارد إليه الذهن . الزمخشري
[ ص: 213 ] قوله : ثم الله شهيد ليست هنا للترتيب الزماني بل هي لترتيب الأخبار لا لترتيب القصص في أنفسها . قال : " كقولك زيد عالم ثم هو كريم " . وقال أبو البقاء : " فإن قلت : الله شهيد على ما يفعلون في الدارين فما معنى ثم ؟ قلت : ذكرت الشهادة ، والمراد مقتضاها ونتيجتها ، وهو العقاب ، كأنه قيل : ثم الله معاقب على ما يفعلونه " . الزمخشري
وقرأ " ثم " بفتح الثاء جعله ظرفا لشهادة الله ، فيكون " ثم " منصوبا بـ " شهيد " أي : الله شهيد عليهم في ذلك المكان ، وهو مكان حشرهم . ويجوز أن يكون ظرفا لمرجعهم أي : فإلينا مرجعهم يعني رجوعهم في ذلك المكان الذي يثاب فيه المحسن ويعاقب فيه المسيء . إبراهيم ابن أبي عبلة