2593 - وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت فهناك يعترفون أين المفزع
وإذا أمكن بقاء الشيء على موضوعه فهو أولى .
وقرأ الأخوان " تتلو " بتاءين منقوطتين من فوق ، أي : تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها ، ومن هذا قوله :
2594 - إن المريب يتبع المريبا كما رأيت الذيب يتلو الذيبا
أي : يتبعه ويتطلبه . ويجوز أن يكون من التلاوة المتعارفة ، أي : تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في صحف الحفظة لقوله تعالى : يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وقوله : ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك .
وقرأ الباقون : " تبلو " من البلاء وهو الاختبار ، أي : يعرف عملها : أخير هو أم شر . وقرأ في رواية " نبلو " بالنون والباء الموحدة ، أي : نختبر نحن . و " كل " منصوب على المفعول به . وقوله : " وما أسلفت " على هذه القراءة [ ص: 194 ] يحتمل أن يكون في محل نصب على إسقاط الخافض ، أي : بما أسلفت ، فلما سقط الخافض انتصب مجروره كقوله : عاصم
2595 - تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذن حرام
ويحتمل أن يكون منصوبا على البدل من " كل نفس " ويكون من بدل الاشتمال . ويجوز أن يكون " نبلو " من البلاء وهو العذاب ، أي : نعذبها بسبب ما أسلفت .
و " ما " يجوز أن تكون موصولة اسمية أو حرفية أو نكرة موصوفة ، والعائد محذوف على التقدير الأول والآخر دون الثاني على المشهور .
وقرأ " وردوا " بكسر الراء تشبيها للعين المضعفة بالمعتلة ، نحو : " قيل " و " بيع " ، ومثله : ابن وثاب
2596 - وما حل من جهل حبا حلمائنا ... ... ... ...
وقوله : إلى الله لا بد من مضاف ، أي : إلى جزاء الله ، أو موقف جزائه . والجمهور على " الحق " جرا . وقرئ منصوبا على أحد وجهين : إما القطع ، وأصله أنه تابع فقطع بإضمار " أمدح " كقولهم : الحمد لله أهل الحمد " ، وإما أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة المتقدمة وهو وردوا إلى الله وإليه نحا ، قال : " كقولك : " هذا الزمخشري الحق لا الباطل " على [ ص: 195 ] التأكيد لقوله عبد الله وردوا إلى الله . وقال : " ويجوز نصبه على المصدر ولم يقرأ به " ، قلت : كأنه لم يطلع على هذه القراءة . مكي
وقوله : ما كانوا يفترون " ما " تحتمل الأوجه الثلاثة .